لعلي قد كتبت ما فيه الكفاية، بالنسبة لتدريس الإنجليزية ضمن مناهج الدراسة في التعليم، وقلت وقال غيري إنها غير مجدية، وهذا لا يعني إلغاء هذه المادة بالنسبة لتعليمنا العام، وكذلك في الجامعات، غير أن التجربة الطويلة عبر السنين، وعبر تدريس هذه المادة ست سنوات في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وطالبت وزارة المعارف في مسماها بالأمس، وفي مسماها اليوم التربية والتعليم، أن تبحث عن العلل وتعالجها، سواء كانت في المعلم والمعلمة أو في المنهج أو فيهما معاً، لأن التجربة الطويلة لم تحقق شيئاً من جدوى، فالطالب بعد دراسة هذه المادة في تينك المرحلتين، فإنه لم يتقن شيئاً من هذه اللغة، والنتيجة جهد ضائع من المدرسة والمتلقي معاً، وهذه حال لا ترضي أحداً، فهل وزارة التربية والتعليم راضية عن ذلك !؟.
* واليوم أتناول تعليم الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، بدءاً من السنة الرابعة، أي أن الطفل الذي يدرس هذه المادة بلغة غير لغته العربية، وهو في أول السنة العاشرة من عمره، يحتاج إلى جرعات قليلة وخفيفة ليهضمها، لكني رأيت غير ذلك، رأيت أن مقرر سنة رابعة كتابان، أسماها Activity Book 4 ، Pupilصs Book 4.. وهذان الكتابان يحتويان على «96» ست وتسعين صفحة، وهذا شيء كثير وثقيل على طفل غريبة عليه هذه اللغة، ورأيت كثيراً من كلماتها، ربما لا يستطيعها إلا طالب في المرحلة الإعدادية.. وهذا يعني أن تقرير هذين الكتابين على سنة رابعة ابتدائية وفي الفصل الأول، عمل ارتجالي، كما هي الحال في مختلف مناهج الدراسة في التعليم، والمقاييس أولئك الطلبة الذين يلتحقون بالجامعات بعد الثانوية، فهم ضعاف ومفلسون، وتحصيلهم ضعف في ضعف.. وكتابا الرابعة الابتدائية في الإنجليزية، جاءانا من الأردن، ومن المؤكد ان الأردن أقوى منا في الإنجليزية، وفي الدراسة بعامة.. وساداتنا في وزارة التربية والتعليم، الذين ثقلت عليهم الأعباء، أصبحوا غير دقيقين فيما يقررون وما يدرس في المدارس من مواد، كثير منها حشو وكثرة بلا عائد، ولحقتها جامعاتنا وأصبحت وزارة التعليم العالي وكأنها بعيدة عما يدرّس ويقرر على الطلاب، وضربت المثل بمنهج الجامعة على المنتسبين، وان ثلاثة كتب في علم الاجتماع مقررة على «سمستر» مدته ثلاثة أشهر، إلى جانب خمسة كتب أخرى، وهلم جراً، والنتيجة: تعليم لا يحقق شيئاً ولا جدوى منه .!.
* رأيت مدرس الإنجليزية في سنة رابعة ابتدائية، يطلب من طفل غريبة عليه اللغة المقررة، وأنا لست ضد تعليم هذه اللغة في المرحلة الابتدائية، لكن ضد التراكمات ، المدرس يطلب من التلميذ: حل تمارين في أثناء نهاية الأسبوع، من صفحة 8 حتى ص 52،.! واسأل المعلم، الذي يفترض ان يدرك واجبه أكثر من غيره: ألا يرى حضرته، ان حل تمارين «44» صفحة شيء كثير، وإنجاز ذلك في يومي الخميس والجمعة !؟.
* ورأيت ألفاظاً مستواها أعلى من قدرات طفل يخطو إلى العاشرة، لا يستطيع استيعاب هذا المقرر، بله حل تمارين طويلة، ليس لصفحة ولا اثنتين ولا عشراً، وإنما لأربع وأربعين صفحة.. واسأل عن دور المدرسة مديرها ومساعده.! أما الإشراف التربوي، فلا دور له، لأن مهمة المفتش أيام زمان قد انتهت، والمدرس أصبح كل شيء في المدرسة، ولعل أهم ما يشغله ان ينتهي من المنهج، يصبه لا بالتقسيط، ولكن جملة واحدة، وهذا الصب ليس دروساً يستوعبها الطالب، وإنما هو هذا التكليف الجزافي وكفى.. وينجح الطالب في منتصف العام الدراسي، وفي نهايته، نجاحاً جزافياً كما أسميته، وينتقل من فصل إلى فصل، ومن مرحلة دراسية إلى أخرى، وهو كما يقول المثل السائر: خالي الوفاض «بادي الأنقاض».. وكفى بذلك نتائج، يسميها المرء كما يشاء .!.
|