* حاوره عبدالله سعود الغامدي:
أكد وزير الصحة الدكتور حمد المانع ان الوزارة اعتمدت 31 مرفقا صحيا لتقديم خدمة الفحص الطبي قبل الزواج موزعة على مناطق المملكة المختلفة.
وأوضح د. المانع في حوار ل«الجزيرة» ان وعي المواطنين بأمراض الدم الوراثية هو السبيل الأكيد للحد من انتشار هذه الأمراض.
وقال: ان الصحة تقوم مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية المهتمة بمكافحة أمراض الدم الوراثية.
مشيراً إلى أن معدل ودرجة انتشار أمراض الدم الوراثية (الأنيميا المنجلية والثلاسيميا) تختلف بين مناطق المملكة، حيث تكون المعدلات منخفضة جداً في المناطق الوسطى والشمالية ومرتفعة نسبيا في المناطق الشرقية وإلى درجة أقل في المناطق الجنوبية.
** هل ثمة خطط عملية في وزارتكم الموقرة لمكافحة أمراض الدمد الوراثية.. وما هي هذه الخطط؟
- تقوم الإدارات المختصة في الوزارة بوضع خطط وبرامج وقائية لمكافحة الأمراض المختلفة والحد من انتشارها بما في ذلك أمراض الدم الوراثية، وتعتمد خطة مكافحة أمراض الدم الوراثية على توعية المواطنين والمقيمين بالمخاطر الناجمة عن هذه الأمراض والسبل المثلى للوقاية منها والتأكيد على أهمية اجراء الفحص الطبي قبل الزواج، وتوفير مستلزماته، إضافة الى توفير الخدمات العلاجية اللازمة للأشخاص المصابين بهذه الأمراض.
** هل هناك خطط لتجهيز مراكز لمكافحة هذه الأمراض بمناطق المملكة المختلفة؟
- تقوم الوزارة بتوفير خدمات الفحص الطبي قبل الزواج في عدد مختار من المرافق الصحية التابعة لها، وبعد صدور قرار مجلس الوزراء الموقر بخصوص الاشتراطات الصحية للزواج بين السعوديين وتوجيه المقام السامي الكريم بتوفير مستلزمات الفحص الطبي قبل الزواج، قامت الوزارة باعتماد (31) مرفقا صحيا لتقديم خدمات الفحص موزعة على مناطق المملكة المختلفة، ويجري تجهيزها حاليا وتم الانتهاء من تجهيز 14 مرفقا منها تتوفر فيها حاليا جميع خدمات الفحص قبل الزواج.
** ألا ترون أن الزامية الفحص الطبي قبل الزواج ستوقف انتشار أمراض الدم الوراثية وبناء وطن معافى منها؟
- إن وعي المواطنين بأمراض الدم الوراثية والسبل الواجب اتباعها لتفادي نقلها للذرية عن طريق انتقاء الشريك المناسب ومن خلال الالتزام باجراء الفحص قبل الزواج هو السبيل الأكيد للحد من انتشار هذه الأمراض.
** ما هي الوسائل المناسبة من وجهة نظركم للحد من هذه الأمراض.. وما هي الجهات التي تشارك معكم لايقاف مثل هذه الأمراض؟
- إن تزايد الوعي لدى الجمهور بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج والالتزام بتطبيقه إضافة إلى توفير كافة مستلزمات الفحص ومتطلباته في مختلف مناطق المملكة هو حجر الأساس للحد من انتشار هذه الأمراض، وتقوم عدة جهات حكومية بمؤازرة جهود وزارة الصحة في زيادة الوعي لدى كافة فئات المجتمع عن الامراض الوراثية وأفضل السبل لتجنبها والوقاية منها بإذن الله مثل وزارة الثقافة والاعلام ووزارة العدل ووزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ووزارة التربية والتعليم وغيرها.
** هل هناك تعاون بين الوزارة ولجنة مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية وما حجم هذا التعاون؟
- تقوم الوزارة بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية المهتمة بمكافحة أمراض الدم الوراثية بما في ذلك مشرووع مكافحة أمراض الدم الوراثية وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الانمائية (أجفند) وغيرها، أما حجم التعاون فإنه يعتمد على مدى اهتمام وجدية هذه الجهات في التعاون مع وزارة الصحة في هذا الصدد وفق السياسات التي وضعها خبراء مختصون من جهات عدة وتمشيا مع توجيهات المقام السامي الكريم بهذا الخصوص.
** كم هو عدد الوفيات من المصابين بأمراض الدم الوراثية؟
- يختلف معدل ودرجة انتشار أمراض الدم الوراثية (الأنيميا المنجلية والثلاسيميا) اختلافا كبيرا بين مناطق المملكة، حيث تكون المعدلات منخفضة جداً في المناطق الوسطى والشمالية ومرتفعة نسبيا في المناطق الشرقية وإلى درجة أقل في المناطق الجنوبية، وبالتالي فإن توتر حدوث الوفيات يتوافق أيضا مع هذا التوزيع، أما عدد الوفيات فإنه يصعب تحديده لأن وفاة هؤلاء المصابين تكون نتيجة المضاعفات الناجمة عن هذه الأمراض (مثل العدوى بالميكروبات المختلفة، فقر الدم، اختلاطات نقل الدم، وغيرها) وهذا ما يجعل مراجعة أسباب الوفاة في شهادات الوفيات غير موجهة في كثير من الأحيان.
** نعلم بأن المصاب بمرض الثلاسيميا يستخدم جهازاً لمدة 8 ساعات.. كم تبلغ تكلفة الجهاز الواحد؟ وهل عممت مثل هذه الأجهزة على مراكز مكافحة أمراض الدم الوراثية؟
- تقوم الوزارة بتوفير جميع الخدمات العلاجية للمصابين بأمراض الدم الوراثية، وتشمل هذه الخدمات توفير المرافق الصحية والطاقات العاملة فيها وجميع المستلزمات (وحدات الدم، الأدوية، الأجهزة التي تعمل على تخليص الجسم من الحديد الزائد نتيجة تراكمه فيه بتكرار نقل الدم) وذلك بغض النظر عن تكلفة هذه التجهيزات لأن صحة أبناء الوطن تقع في المقام الأول.
** يرى باحثون أنه لا مجال للحد من هذا المرض إلا باقرار الفحص الطبي قبل الزواج.. ماذا تقولون؟
- أعود وأكرر بأن وعي الناس بأهمية الفحص (سواء كان اختياريا أو إلزاميا) والالتزام به هو السبيل الأنجح للحد من انتشار أمراض الدم الوراثية والتخفيف من آثارها.
** هل خاطبت وزارة الصحة مجلس الوزراء بهذا الشأن وأين وصل القرار إن كان هناك قرار؟
- هناك مخاطبات دائمة بين وزارة الصحة ومجلس الوزراء الموقر بشأن العديد من الموضوعات الصحية المختلفة ومنها موضوع الفحص قبل الزواج وبالتالي فإن صدور أي قرار من قبل مجلس الوزراء الموقر بهذا الخصوص لن يكون إلا بعد دراسة مستفيضة من قبل المختصين ولما فيه الصالح العام.
** لم نر الآن حملات توعوية لأمراض الدم الوراثية.. ماذا أعدت الوزارة من خطط في هذا الشأن؟
- قامت الوزارة بالتنسيق مع وزارة العدل بإعداد مطوية توعوية عن الفحص الطبي قبل الزواج يتم توزيعها على المقبلين على الزواج عن طريق مأذوني الأنكحة تتضمن معلومات مختصرة ومفيدة عن الشروط المطلوبة للفحص والفوائد المرجوة منه والنتائج المترتبة عليه... الخ، أما بخصوص الحملة الاعلامية فقد تم توقيع عقد مع شركة وطنية لتنفيذ حملة وطنية شاملة عن الفحص الطبي قبل الزواج، وسيكون بدء تنفيذ هذه الحملة خلال شهر رمضان الجاري.
|