* الرياض- أحمد القرني:
نفذت إدارة التوعية الدينية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض مع بداية شهر رمضان المبارك اللقاء الاول بين العلماء والاطباء.
لمنسوبي الصحة بعنوان «الفتاوي الفقهية في المسائل الطبية الرمضانية» لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضوء اللجنة الدائمة للافتاء، وذلك بقاعة المحاضرات الرئيسية بجمع الرياض الطبي المستشفى العام.
وبحضور عدد كبير من الاطباء والفنيين ومسؤولي المجمع وذلك لتسليط الضوء على علاج المرضى في شهر رمضان المبارك وخاصة الصائمين منهم.
هذا وقد استهل اللقاء فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان بكلمة قال فيها بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الابناء وعلى آله وصحبه اجمعين، أيها الاخوة ان موضوعنا هذا اليوم موضوع مهم وهو ما يتعلق بالاحكام الشرعية التي تتعلق بالمرضى، لاشك ان الاطباء لهم دور كبير في توجيه المرضى لأن المرضى يأخذون بأرشاداتهم فاذا قالوا للمريض صم أو لا تصوم أو تيمم بدل الوضوء لعدم الاستطاعة أو الجمع بين الصلاتين لأنك لا تستطيع أو الصلاة على السرير أو وهو جالس بسبب مرضه، أو غير ذلك من التوجيهات التي تتناسب مع حالته المرضية، لانهم ادرى بذلك من غيرهم لان المريض وأهل العلم يقبلون منهم ذلك لانهم أهل الاختصاص فهم امنا، في هذا الامر، والحمدلله ان اكثر اطبائنا من المسلمين.. وإذا أشكل عليهم شيء فيسألون أهل العلم فكل له اختصاصه الاطباء لهم اختصاصهم في الطب والعلماء لهم اختصاصهم في الاحكام الشريعية ويتعاون الجميع ويحصل بذلك الخير واصابة الحق، فلاشك ان اهم ما على المسلم دينه سواء مريضاً أو صحيحاً أو في أي حال واهم ما على المسلم دينه وعقيدته فيوجه المريض إلى المحافظة على أمور دينه مع درء المشقة عنه، وهذا الدين يساير المسلم في جميع الاحوال في حال، صحته ومرضه وسفره وإقامته وامنه وخوفه فيضع له احكاماً تناسب كل حالة بحيث لايترك العبادة ولا يشق على نفسه أو يحملها مالا تستطيع والدين والحمدلله يتماشى مع كل الاحوال وهذا انما يأتي بالتعاون بين الاطباء والعلماء في الشريعة كل يبدي كل ما يتعلق بتخصصه اذا تم هذا وهذا حاصل ولله الحمد حصل الخير الكثير، ونحن الآن في شهر رمضان المبارك وفيه مرضى على الاسرة تختلف احوالهم وهذا الشهر شهر العبادة والصيام ولاشك ان المرضى بحاجة الى توجيه والى ارشاد وعناية لان المريض مشغول بالمرض وربما يحتاج إلى تذكير وتنبيه وربما يجهل انه مادام انه يعلاج ليس عليه صلاة أو وضوء وقد سمعنا منهم هذا بعضهم يترك الصلاة في المستشفى ويقول اذا خرج يصلي وهذا خطأ يظن انه لابد ان يكون على اتم حالة في الوضوء والطهارة والملابس، والصلاة تلزم المريض على حسب حالته وحسب ما يستطيع ولايترك الصلاة ولا يأجلها وهذا يحتاج إلى أخذ رأي الطبيب في هذا الامر ويأخذ رأي الشرع فيه أيضا.. فيحافظ على أمور دينه وهو على سريره على فراش مرضه يحافظ على دينه بحسب ما يستطيع صياماً وصلاة وطهارة وغير ذلك بحسب استطاعته {لا يٍكّلٌَفٍ پلَّهٍ نّفًسْا إلاَّ $ٍسًعّهّا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم «يصلي المريض قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فأذا لم يستطع فعلى جنب فأذا لم يستطع فمستلقياً». رجلاه إلى القبله، يتوضأ بالماء أن استطاع ويتيمم بالتراب أو الصعيد الطيب والغبار الطيب إذا لم يستطع الوضوء يغسل عضوء الوضوء إذا امكن وإذا كان عليه جبيرة أو نصوب أو شيء من الحواجز يمسح عليه بدل الغسل والدين يسر ولا يحق للانسان ترك العبادة أو يؤجلها إلى أن يذهب عنه المرض. وهذا يحتاج الى توعية وإلى جهود وتعاون وتنبيه وإلى زيارات للمرضى.
وذكر الشيخ الفوزان الى انه صدر في حياة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله نشرة أو فتوى مطولة في احكام المريض كيف يتطهر ويصلى ويصوم نشرة مختصرة وارسلت الى وزارة الصحة لتعميمها الى المستشفيات وهذا بناء التعاون وبلاشك ومن تبرير لهذا الدين لعباد الله ويكون هذا ما يكتب ويكون هذا فيما يقال ويلقي في مثل هذه اللقاءات الطيبة، وعلى كل حال هذا أمرمهم جدا وجزى الله القائمين الذين نظموا هذا اللقاء وامثالهم إن شاء الله في المستقبل وينظمون مثل هذا اللقاء لما فيه فائدة للمسلمين.. بعدها طرحت الاسئلة من الحضور.. فعن التبرع بالدم اثناء الصيام للمريض يفطر الصائم لان استخراج الدم من الصائم الذي فيه غذائه وقوته استخراج الدم منه يضعفه فلا يجتمع عليه الصيام وسحب الدم لأن هذا يضره لان الله عزوجل يقول {وّمّا جّعّلّ عّلّيًكٍمً فٌي الدينٌ مٌنً حّرّجُ } فسحب الدم الكثير سوى بالحجامة أو القصد أو بالطرق الطبية يفطر الصائم ولكن إذا كان هذا لضرورة يكون فيه مريض يحتاج إلى اسعاف بالدم ولو لم يسعف بالدم يكون على حياته خطر فأنه يجب على من عنده الاستطاعة لسحب الدم منه يجب عليه ان يبذل هذا لانقاذ مسلم او معصوم لانقاذه من الهلاك كإنقاذه من الغرق والحريق فيجب عليه سحب الدم للمضطر ويقضي هذا اليوم يكون معذوراً ومأجوراً في هذا.. وعن سحب عينات الدم للصائم للتحليل قال فضليته الدم اليسير الذي يؤخذ للتحليل هذا لا يؤثر على الصيام لانه لايشبه الحجامة التي هي الاصل في هذا الباب.. وعن الابر المغذية للمريض الصائم قال فضيلته حصل فيها كلام كثير ولكن انتهى الامر فيها إلا ان الابر المغذية تفطر الصائم هذا من غير اشكال لانها تقوم مقام الطعام والشراب ثانياً الابر التي تؤخذ عن طريق الوريد هذه محل خلاف بين علماء العصر بينهم من يقول انها تفطر الصائم لانها تخالط الدم وتسري في الجسم وبعضهم يقول لا لانها غير مغذية ومادامت غير مغذية فإنها لا تضر وهذا هو الذي يترجح عندهم انها لاتضر الابر الوريدية والابر العضلية فهذه العضيلة فهذه لا اشكال فيها لانها لا تؤثر على الصيام لانها لا تنفذ إلى الدم والجوف وانما هي تحت الجلد ولا تفطر الصائم، وعن الابر التي تنشط الجسم ولا تغذيه لا تؤثر على الصيام مثل أن يتبرد الانسان تحت المكيف وهو صائم فهذا ينشط جسمه بلاشك كذلك لو استحم بالماء البارد أو ذهب لجو بارد وهو صائم فينشط الجسم فما كل منشط للجسم يؤثر على الصيام.. وعن الابر التي تحتوي على الفتيمينات لتنشيط الاعصاب وليس فيها تنشيط للجسم.قال فضيلته الابر التي تحتوي على الفتيمينات هذه مغذية وتؤثر على الصيام وان اضطر اليها اخذها وقضى ذلك اليوم.
وفي نهاية اللقاء شكر مدير إدارة التوعية الدينية بالشؤون الصحية بمنطقة الرياض أ/ محمد العمر والمسؤولين لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حضوره هذا اللقاء العلمي الطبي الذي شرح فيه الامور الكثيرة التي تهم المرضى والاطباء والعاملين في القطاع الصحي والاستفادة الشرعية من فتاوى القاها فضيلته.
|