كيف تحب ربَّكَ؟
إن لم يكن بالتقرُّب منه؟
وبطاعته، عبادة، وعملاً، وخلقاً، وسلوكاً، وفكراً؟!
فحبُّ اللَّه ليس يأخذك إلاَّ إلى السكينة، والاطمئنان، والرضاء، والقناعة، والحب...، الحب الشامل، الكبير، الذي به تفتح عينيك فلا ترى إلاَّ جميلاً...، لأنَّ كلَّ ما تراه عيناك هو من صنع الذي تحب... وهو ربَّكَ العظيم، ولأنَّه جميل، فإنَّه لم يَخلق شيئاً إلاَّ وفيه من جمال صنعه ما يجعل لعينيك إحساساً ولبصرك وعياً، ولبصيرتك فطنة!...
هذا الحبُّ الكبير المنبثق من حبِّ اللَّه، يجعلك لا تظلم، ولا تسيء، ولا تخون، ولا تبذئ، ولا تقتل، ولا تسرق، فأنت في ملكوت النَّقاء... والصفاء، تبذل، وتضحي، وتسامح، وتتوب، وتندم، وتتراجع، وتحتوي، وتعطي، وتفي، وتصدق،... وتتطهَّر كلَّما تعكَّرت...
حبُّ اللَّه بوتقة تطهير...، ونور...
عنه، تعبده وتخلص، وتعمل فتتقن، وتسلك فتستقيم، وتفكر فتسدِّد...
حبُّ اللَّه تعالى يمنحك الأحساس بالوقت، فلا تهدره، وبالآخَر فلا تهمله، وبالنِّعم فلا تجحدها، وبالحياة فلا تفقدها...
الوقت: قيمةٌ لكلِّ عمل تدرك أنَّه يأخذك خطوة إلى الأمان، والآخر: شريكٌ في الوجود عنه ومعه تبني الحياة، والنِّعم: كثيرةٌ تبدأها في نفسك، وفيما حولك، وفيما سُخِّر لك، وفيما سُخِّرتَ له، تحرص على شكرها بالاستزادة، وعلى الاستزادة منها بالشكر عملاً، وحين تترجم الشكر بالعمل فإنَّ ترجمة الحبِّ لربِّك تأخذ أعلى أشكال الأداء في أسمى سبل الوفاء...
والحياة: إتاحةٌ ربَّانيةٌ لك كي تأمن الوقت فيها مع الآخر الذي يعيشها معك، ضمن منظومة النِّعم التي سخَّرها اللَّه تعالى لكم، وسخَّركم لها وبها...
فكيف تحب ربَّك ضمن هذا:
هو أن تعي أنَّك دون ربك خاسرٌ...، وبه وحده، وبالقرب منه، تكون لك الحياة والاطمئنان والسكينة والأمان...، وتكون في عطاء الحبَّ لا تنتهي إلاَّ إلى الخير، في نورٍ، لا ينطفئ، برحمة اللَّه الذي سخَّر النور، كي يُبصر به المرءُ درب التّوجه إليه تعالى... درب حبِّه.. درب النجاة به، لا إله إلاّ هو سبحانه وتعالى
|