* دمشق عبدالكريم العفنان:
يبدأ في دمشق اليوم الاجتماع الثالث لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق (المملكة العربية السعودية، سوريا، الكويت، الأردن، تركيا، وإيران بالاضافة إلى مصر والبحرين رئيس القمة العربية الحالي) ويعقد هذا اللقاء الوزاري في ظل تدهور الوضع الأمني في العراق، وفشل قوات الاحتلال في السيطرة على الأوضاع، إلى جانب الاضطرابات المتجددة بين الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول الجوار العراقي، حيث لا تزال تتسم العلاقة الأمريكية السورية بالتوتر بسبب الخلافات حول الحرب على العراق ومضاعفاتها ومطالبة واشنطن بإغلاق مكاتب تنظيمات فلسطينية (حماس والجهاد) واتهام واشنطن لسوريا بتسهيل عبور المتسللين الى العراق، بالاضافة الى التوتر الأمريكي - التركي الذي وصل الى حد الهجوم الذي شنه وزير الخارجية التركي عبدالله غول على الحاكم المدني للعراق بول بريمر بسبب اشارته الى «الاحتلال العثماني» للعراق والموقف الأمريكي من دخول قوات تركية الى العراق حيث تطالب تركيا بحماية تركمان العراق.
هذا وقد دعا فاروق الشرع وزير الخارجية السوري نظيره في الحكومة العراقية لتمثيل بلاده في هذا اللقاء الاقليمي، وهذا حسب رأي بعض المصادر «تحول في التعاطي السوري مع الحكومة العراقية خصوصا بعد استقبال الرئيس الأسد أعضاء من مجلس الحكم الانتقالي». وقد أكدت مصادر كردية عراقية ل«الجزيرة» انه لا شيء يمنع دعوة هوشيار زيباري طالما أن سوريا استقبلت العديد من رموز مجلس الحكم الانتقالي.
وأضاف «الرئيس الأسد أكد استعداد بلاده لتقديم أي عون للعراقيين من أجل رفع المعاناة عنهم في ظل وحدة وطنية متماسكة وصولا الى الامن والاستقرار والسلام» لكنه أردف قائلا: هذا لا يعني اعترافا رسميا بالحكومة العراقية ولكنه مؤشر ايجابي. وحسب نفس المصدر فإن زيباري سيبحث في اللقاء الوزاري آليات للتنسيق من أجل ضبط الحدود مع العراق للتخفيف من الضغوط الأمريكية على دول الجوار.
وقد علمت «الجزيرة» من مصادر دبلوماسية غربية ان سوريا سوف تدرج بندا على أجندة اللقاء الوزاري «التمييز بين المقاومة والارهاب في العراق» حيث أدانت الخارجية السورية الاعتداء المدمر الذي تعرض له مقر الصليب الأحمر الدولي في بغداد ووصفته ب«الفعل الارهابي» بينما وحسب المصدر لم تبد دمشق موقفا صريحا من العمليات التي تستهدف قوات التحالف، وأضاف المصدر: هذا اللقاء سيبحث في مسألتين الأولى محاولة إعادة دول الجوار للمعادلة العراقية في وقت تصر فيه الادارة الأمريكية على ازاحتهم. والثانية: محاولة لجم الموضوع الكردي حتى لا يخرج عن نطاق السيطرة وذلك من خلال التنسيق لإقناع تركيا بعدم ارسال قوات عسكرية للعراق وهذا ما تجمع عليه دول الجوار.
طالع « دوليات »
|