* الدمام - الجزيرة:
ثَمّن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية جهود الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية من خلال المبادرات الحية التي تحولت إلى مواثيق عمل ونهج عطاء والتزام مهني في أوساط رجال الأعمال في المملكة.
وقال سموه بمناسبة احتفال الغرفة بعامها الثالث بعد الخمسين الذي أقيم مساء الأربعاء الماضي إن تلك الجهود والمبادرات تؤكد على أن أبناء المنطقة الشرقية - مثل كل أبناء وطننا الحبيب - يتسمون بكفاءة التفكير المتميز، ومواجهة التحديات بعقول مفتوحة ومواقف مسئولة، حتى أخذت هذه الغرفة سبق الريادة في دعم مجالات مهمة مثل السعودة ومؤسسات الأعمال الصغيرة، والأعمال الحرفية، وتدريب الناشئة، فضلا عن ريادتها في تأسيس لجنة أصدقاء المرضى، ولجنة خدمة المجتمع، وبعض اللجان المتخصصة الأخرى، التي تعكس اهتماماً مسؤولاً من قبل رجال الأعمال بكل ما يخص مجتمعهم.
وأعرب سموه عن اعتزازه بوجود الشباب السعودي في كل مكان يتولون مسئولية المبادرة والمساهمة في أعمال ناجحة، بل وقيادتها،سواء في قلاع الصناعة في الجبيل وينبع ومنشآت أرامكو السعودية ومواقع الإنتاج الأخرى، أو في مؤسسات الخدمات والأموال والأعمال المتنوعة. كما اننا نري تجاوباً كبيراً مع هذا المشروع الوطني الكبير للسعودة، فنرى العديد من المؤسسات الأهلية تتسابق لكسب وجذب العناصر الوطنية ورفع مستوياتها.
وقال سموه: إن ذلك برهان جلي على أن الغرس الذي وضعه خادم الحرمين الشريفين بيديه الكريمتين حينما كان وزيراً للمعارف، وسهر عليه ورعاه، حتى أصبح صرحاً أشم وقلعة حصينة.. لبناتُها هؤلاء الشباب الذين يتسلحون بالعلم والمعرفة الحديثة والعقول المستنيرة الذين يعملون في مؤسسات الأعمال وميادين الصناعة.
وخلص سموه إلى القول: «إن شبابنا هم الطاقة الفكرية والإنتاجية التي سوف تحمل رسالة الوطن إلى المستقبل وتتعامل مع همومه، وهم الدروع التي ستكافح تحديات الغد.. وهذا يحتم على مؤسسات الأعمال أن تزيد الرعاية لهم والعناية بهم ثقة وتدريباً وتيسيراً للفرص أمامهم في العمل والتقدم ليتسلحوا بالخبرات ويتسلموا الأمانة وهم رجال يعتمد عليهم بتوفيق الله ورعايته.
وأكد سموه على أن هذه البلاد ومنذ أن قامت على يد المغفور له الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه البررة وهي تسعى لأن يكون لها المكان اللائق بين أمم الأرض انطلاقاً من مبادئ وأسس ثابتة استمدتها من عقيدتها السمحة وتراثها العريق ضمن قناعة ثابتة.
وأضاف قائلاً: «إن الحياة سلسلة من المتغيرات، والإنسان مطالب بإعمار الأرض وهو تكليف يحمل معه تحديات مستمرة، وإن هذه الأرض حباها الله تعالى برسالة الإسلام الخالدة التي تحث العقول على التفكير والإبداع مثلما تحث الجسد على العمل والبذل من أجل عمارة الأرض بالخير والمحبة والسلام.
ونوه سموه بأنه «واستجابة لهذا التكليف الإسلامي الشريف، بنبذ الجمود بينما العالم يتحرك من حولنا، اعتمدت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم، خططاً وقرارات تهدف إلى بناء الإنسان الذي هو أساس التنمية والتطوير وهو الركن الأساسي في كل خطط التنمية التي تبنتها المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية.
وقال سموه إن كلنا يعلم ما يمر به العالم من متغيرات تعاملت معها قيادتنا الحكيمة بحنكة القائد وأمانة الراعي وإخلاص المسئول دون أن تضطر البلاد إلى التفريط في قيمها وتقاليدها الإسلامية وثوابتها العظيمة وتلك هي المعادلة الصعبة التي استطاعت المملكة تحقيقها ومماثلة الأمم التي تنهض لتكون في المقدمة ومواجهة العصر متطلبات وتحديات.
وأشار سموه إلى التطورات التنظيمية التي جرت في المملكة مؤخراً وقال إن المملكة قد قامت في السنوات الماضية القريبة بسلسلة من الإصلاحات والإجراءات للتحديث، فسنَّت أنظمة وحدثت أخرى مثل نظام الاستثمار الأجنبي ونظام تملك العقار لغير السعوديين، ونظام المرافعات الشرعية والمحاماة ونظام السوق المالية.. كما أنشأت هيئات ومجالس كالمجلس الأعلى للبترول والمجلس الاقتصادي الأعلى، والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة بل واتخذت إجراءات مهمة لتشجيع الإنتاج الوطني صناعة وخدمات يشهد نجاحاتها الآن قطاع الأعمال وينعم بثمارها مثل تخصيص قطاع الاتصالات الضخم، والسماح بإنشاء كليات وجامعات أهلية وغيرها من الإنجازات التي أصبحت واقعاً يعاش ويساهم في رفع كفاءة أداء الإنتاج الوطني ويعزز قطاع الأعمال وخدمة المستثمرين، وكان ذلك حرصاً من الدولة لكي لا نتأخر عن الركب ولنتعامل بروح خلاقة مبدعة مع المتغيرات الجديدة.
|