قوات تركية في العراق..المسألة ما تزال قيد الدرس
أمريكا تشرف على تشكيل جيش من مقاتلي البرزاني وحزب العمال

  * دهوك - واشنطن - الوكالات :
كشفت مصادر عشائرية كردية معارضة لمسعود البرزاني في شمال العراق النقاب عن أنه تم الاتفاق بين منظمة حزب العمال الكردستاني والقوات الأمريكية والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البرزاني على تشكيل جيش نظامي يضم أعضاء منظمة حزب العمال الذين تطاردهم تركيا وقوات تابعة للبرزاني.
التوصل لهذا الاتفاق خلال مفاوضات تجري منذ نحو الشهر بين مسئولي القوات الأمريكية الخاصة شمال العراق ومراد قبلان عضو منظمة حزب العمال الكردستاني.
وأكدت هذه المعلومات مصادر أمنية استخبارية تركية في شمال العراق ومصادر عشائرية كردية معارضة للبرزاني شمال العراق ومصارد تركمانية محلية.
وأوضحت المصادر أن الهدف من تشكيل هذا الجيش النظامي هو استخدامه ضد القوات التركية في حالة قيامها بعملية عسكرية في مناطق شمال العراق.. مؤكدة أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات عسكرية غير مباشرة لأعضاء منظمة حزب العمال.
وأوضحت مصادر عشائرية كردية معارضة لمسعود البرزاني في شمال العراق أن خبراء عسكريين أمريكيين تابعين للوحدات الخاصة في شمال العراق بدأوا استعدادات جدية لتشكيل هذا الجيش النظامي في شمال العراق.. كما بدأت التدريبات العسكرية لهذا الجيش كمرحلة أولى على مستوى كتيبة. وأكدت أن الخبراء الأمريكيين بدأوا في الفترة الأخيرة تدريب عناصر من حزب العمال الكردستاني على الألغام البرية كما أنهم يمتلكون أعدادا من صواريخ ستينجر المضادة للطائرات.
وأضافت المصادر أن الأنشطة الأمريكية مستمرة ضد تركيا في منطقة شمال العراق عن طريق لواء عسكري تابع للقوات الأمريكية في الموصل بقيادة اللواء مايفيل مسئول المنطقة التي تضم مخيم مخمور للاجئين الذي يوجد به أربعة آلاف من أعضاء منظمة حزب العمال مع عائلاتهم والخاضع لإشراف الأمم المتحدة.
من جهة أخرى اكدت الولايات المتحدة ان مساهمة قوات تركية في جهود تثبيت الاستقرار في العراق ما تزال قيد الدرس، خلافاً للتصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي مؤكداً ان الموضوع قد «أقفل».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد باوتشر ان واشنطن «ما زالت تناقش الموضوع مع الحكومة التركية والعراقيين وخصوصاً الحكومة المؤقتة العراقية» التي عينتها الولايات المتحدة.
وأضاف «نعتقد جازمين ان تركيا يمكن ان تقدم مساهمة كبيرة للاستقرار في العراق»، وأكد «ما زلنا نتمسك بالأمل في التوصل إلى اتفاق يرضي كل الأطراف».
وكان الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر أكد الأربعاء ان «مسألة إرسال جنود أتراك إلى العراق قد انتهت»، وهذا أول تصريح لمسؤول تركي تحدث عن فشل المشاريع الرامية إلى إرسال فرقة عسكرية تركية إلى العراق المجاور. وكان البرلمان التركي وافق قبل أكثر من ثلاثة أسابيع على مذكرة حكومية تنص على انتشار تركي في العراق، لكن المشروع متوقف بسبب المعارضة العراقية.