Saturday 1st november,2003 11356العدد السبت 6 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إذاعة الرياض تحتفل بأربعين عاماً من التوهج والانطلاق إذاعة الرياض تحتفل بأربعين عاماً من التوهج والانطلاق

* متابعة: عبدالرحمن الناصر عبدالرحمن اليوسف :
قبل أربعين عاماً وفي تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء غرة رمضان عام 1384هـ الموافق 3/1/1965م أعلن من الرياض انطلاق الإرسال من إذاعة الرياض في حفل رسمي كبير تحت رعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، ولكن الإرسال لم يصل إلى المستوى المنشود إلا بعد ثلاثة أعوام بعد إضافة عدد من المرسلات القوية لتصل قوة الإرسال إلى 1200 كيلوواط وتم بث البرنامج آنذاك على موجة متوسطة طولها 467 متراً وبذبذبة قدرها 674 كيلو سايكل في الثانية وعلى موجتين قصيرتين طول الأولى 42 متراً بذبذبة قدرها 7220 كيلوسايكل في الثانية وطول الثانية 31 متراً بذبذبة قدرها 9720 كيلوسايكل في الثانية.
وقد غطى البث الإذاعي للبرنامج العام بعض أجزاء المملكة إلى جانب إمكانية سماعه بوضوح على الموجتين القصيرتين في دول الخليج والمغرب والشرق الأوسط وإيران واندونيسيا وبعض الدول الأوروبية.. فيما تم دمج الإرسال الإذاعي من جدة والرياض وتوحيدهما معاً بتاريخ 1/1/1399هـ بحيث أصبح النداء المستخدم هو إذاعة المملكة العربية السعودية.
واليوم ونحن نحتفل مع إذاعة المملكة العربية السعودية من الرياض بمرور أربعين عاماً على انطلاقتها يسعدنا ان نبحر معاً في هذه الإذاعة العملاقة التي ما زالت تحتفظ بشبابها وتوهجها.
إبراهيم النوفل «مدير الأخبار» قال متذكراً:
المراحل التي مرّت بها الإذاعة كانت مراحل مؤثرة جدا حتى على جمهور المستمعين وهم شريحة كبيرة جدا.. والإذاعة كانت تعمل وكانت ملصقة قبل الشاشة والدليل أن القرى والبادية كانت تهتم بالإذاعة قبل التلفزيون والتفاعل كبير جدا معنا لما فيها من أخبار وبرامج وتمثيليات أنساق معها الجمهور.. كنا في السابق نتخاطب مع المستمعين بشكل كبير، ومن المراحل المثيرة هي الدورات البرامجية التي تتطور بشكل رهيب خلافاً عن الإذاعات الأخرى ،وهذا التصور ملتصق بالزمن وبتطور الوطن والإعلام، حتى الإرسال أوصلناه إلى الجميع، وهذا شيء هندسي وكذلك صناعة البرامج وكل دورة برامجية تصنع برامج لاحتياجات المواطن، وهذا المواطن بكل شرائحه فنحن نخاطب كل الشرائح الاجتماعية.. ونحن نطور كل شيء حتى التقنية ولو مثلنا للاخبار فهي اختلفت فنحن نصدر الأخبار المحلية والعربية وكذلك العالمية والآن نحن في نظم إخبارية ووكالات متطورة واكبت النقلات الإذاعية.. أيضا لا ننسى الدورات في التطوير البرامجي فهي تخضع للنقاش وكذلك وجود اللجان التي تأتي من جدة وأيضا من الرياض إلى جدة وكما تعرف ان الإذاعة تخاطب في شهر رمضان الفضيل وكذلك في موسم الحج جميع من في المعمورة، وهذه لها دورات خاصة وتحظى بعناية المسؤولين واهتمامهم ، وهذه العناية ليست جديدة فهي مستمرة لتطوير الإذاعة والعمل الإذاعي فنحن الناطقين باسم العالم الإسلامي في هذه المواسم وكذلك الربط بين الإذاعات ووسائل الاتصال بين المستمعين على مستوى العالم، وهذا دليل واضح على انتشار الإذاعة بين الجميع.
القسم الأوروبي
وقد أعطانا خالد الكليبي المشرف على القسم الأوروبي ومدير القسم الفرنسي بإذاعة الرياض نبذة عن القسم الأوروبي عموماً والقسم الفرنسي خصوصاً، وقال: إن بث القسم الأوروبي متفق مع الخطة العامة للإذاعة التي تقوم على نشر الدعوة الإسلاميّة والتوعية وبث البرامج الإعلامية عن المملكة العربية السعودية إضافة إلى البرامج الثقافية والتعليمية والأدبية والمنوعة والأغاني ونشرات الأخبار والمواجز وتغطية الأنشطة بكافة المستويات وكل ذلك لتحقيق رغبات المستمعين وخاصة الجاليات والمقيمين على أرض مملكتنا الحبيبة إضافة إلى الدول المجاورة والدول الافريقية وبعض من الدول الأوروبية.
أما بالنسبة للبث الفرنسي فقد بدأ في شهر جمادى الآخرة وتحديداً في 12/6/1389هـ من مدينة جدة ولمدة ساعتين وفي 1/3/1395هـ بدأ البث الفرنسي من الرياض وبقي على ما هو عليه أيضا لمدة ساعتين فقط ولكن في مطلع عام 1403هـ أصبحت مدة البث أربع ساعات مقسمة على فترتين، الفترة الأولى من الساعة 11 صباحاً حتى الساعة الواحدة ظهراً، والفترة الثانية من الساعة الخامسة مساء وحتى السابعة مساء، وبهذا يصبح البث السنوي 1440 ساعة.
كما تحدث علي اليوسف المسؤول عن القسم الإنجليزي بإذاعة الرياض وقال:
القسم الإنجليزي هو أحد الأقسام الأوروبية في إذاعة الرياض وقد بدأ بث البرامج الإنجليزية في 28/8/1384هـ من إذاعة جدة، وكان البث في ذلك الوقت لا يتجاوز خمس ساعات في اليوم، بعد ذلك بعشرة أشهر فقط أي في تاريخ 28/6/1385هـ بدأ البث من الرياض، وتمت زيادة البث ساعة واحدة ليصبح ست ساعات في 1/1/1400هـ.
أما الآن فقد أصبح عدد ساعات البث 5 ،10 يومياً موزعة على النحو التالي:
أولاً: يبدأ البث في تمام الساعة 8 صباحاً حتى الساعة 11 صباحاً. وفي هذه الفترة يتم بث مقطوعات موسيقية ونشرة أخبار في تمام الساعة 10.
ثانياً: تبدأ فترة البث الثانية عند الساعة 1 ظهراً حتى الساعة 30 ،3 عصراً، وفيها يتم بث عدد من البرامج وموجز إخباري ونشرة الأخبار الرئيسية الأولى في تمام الساعة 3 عصراً.
ثالثاً: تبدأ فترة البث الثالثة والأخيرة في الساعة 7 وحتى الساعة 12 مساء يتخللها فترة بث برامجي ونشرة إخبارية رئيسية ثانية في تمام الساعة 30 ،9 مساء وموجزان للأنباء الساعة 30 ،10 والساعة 45 ،11 ليلاً.
وتصل ساعات البث حاليا إلى 3580 ساعة سنوياً.
في الفرزدق عشنا أياماً لا تُنسى
وقد تحدث المشرف عبداللطيف الحزامي عن ذكرياته مع الإذاعة منذ بداياتها الأولى وقال:
بدأت العمل في إذاعة الرياض بعيد تأسيسها وكان مبناها إذ ذاك في شارع الفرزدق بحي الملز الذي لا يزال موجوداً إلى الآن مع ذكرياته الجميلة، وكان ذلك المبنى صغيراً جداً إذ إنه يحتوي على ثلاثة استديوهات فقط وكانت صغيرة جدا وبشكل لا يتخيله الا من رآها، وهذا يعني انه لا يوجد لدينا استديو للأخبار ولا للدراما ولا للغناء كما ان كل الأجهزة كانت بدائية جدا حتى ان المبنى نفسه غير مهيأ ليكون مبنى إذاعة فنحن نعاني عند تسجيل أو بث برنامج ما من الأصوات التي تصدر خارج الاستديو، وكان الزملاء يتحدثون بما يشبه الهمس خارج الاستديو.
كل هذه الأشياء تجعل عملنا صعباً للغاية إضافة إلى الإرباك الحاصل من جراء تضارب مواعيد تسجيل البرامج والضغط على الاستديوهات.
أما الآن فنحن نعيش في عصر ذهبي للإذاعة فلدينا الآن سبعة استديوهات مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات ومعزولة تماماً ضد الصوت ومكيفة وتتسع لعدد كبير من العازفين أو الضيوف كما ان هناك استديو خاصاً للدراما، وبهذه المميزات أصبحت المادة الإذاعية متوفرة لدينا على مدار الساعة وأصبحنا على ارتباط تام مع بقية الإذاعات في الوطن العربي كما ان ساعات البث أصبحت من 18 ساعة إلى 24 ساعة وهذا يدل دلالة أكيدة على تقدم الإذاعة ونجاح خططها، كما انه وبواسطة التكنولوجيا الرقمية أصبحت الإذاعة تغطي جزءاً كبيراً من الكرة الأرضية سواء بالتقاطها عبر الأقمار الصناعية «الدش» أو عن طريق موجات الراديو، وهذا شيء عظيم يخدم أهداف الإذاعة التي من أهمها نشر الدعوة الإسلامية.
فهد الرويجح المسؤول عن التنسيق
الإذاعة بشكل عام سواء كانت إذاعة القرآن الكريم أو البرنامج الثاني أو الرياض ما زالت تقدم النقلات الواحدة تلو الأخرى، وهذا بفضل ما يقدمه الزملاء من أفكار جديدة وكذلك الأجهزة المتطورة ووسائل الربط الحديثة أيضا تعدد استديوهات إذاعة الرياض بما فيها استديو «الدراما» الكبير، والتطور الملحوظ في التقنية الحديثة لكافة الإذاعة سواء كانت إخبارية أو أجهزة الاستديوهات أو «الماستر كنترول» أيضا لا ننسى البرامج المفتوحة التي تعتبر نقلة عن السابق بحيث التحرر الإعلامي وما تشهده الساحة الإعلامية السعودية ومجاراة الزمن والتطوير، فهذا لم يكن بالسابق وما كنا نعمله حيث الأهم وهي النقلة التقنية وكذلك الفنية والأكيد ان التنوع في البرامج والرقي وفي تقدمها وفي إعدادها وإخراجها يختلف عن الأربعين عاماً الماضية، وهذا راجع أيضا للتوصيات التي نتبعها من المسؤولين وكذلك الدورات الإذاعية ومتابعة الساحة التقنية وما تشهده من تطور وكسبها لتفعيل ما نلامسه من نقلات وتطور في الإذاعة، وهذا بلا شك يرجع إلى التطور العام للإعلام السعودي على مستوى العالم من إعلام مقروء أو تلفزيون أو إذاعة.
التقينا بالإعلامي والصوت المعروف مدير البرنامج العام في إذاعة الرياض الأستاذ ابراهيم الصقعوب فتحدث لنا:
لا بد في البداية ان أشكر لصحيفة الجزيرة هذه المبادرة بتذكيرنا بمناسبة عزيزة علينا نحن منسوبي إذاعة الرياض، لأن القليلين من الموجودين من الزملاء على رأس العمل عاشوا نقطة الانطلاقة عندما ردد الإذاعي القدير والمبدع محمد الشعلان رحمه الله لأول مرة «إذاعة المملكة العربية السعودية من الرياض» لتكون هذه العبارة بداية العمل الإذاعي الذي يتواصل إلى اليوم.
إن من يستعرض مسيرة الإذاعة السعودية يجد انها مدرسة خرجت أجيالاً من الإعلاميين الذين كان لهم إسهام فاعل في أكثر من موقع.
لقد كانت الإذاعة في بداية انطلاقتها محط اهتمام الجميع ومن حسن حظها انها وضعت لها مكانة قبل أن يتكاثر من حولها المنافسون. ومع مرور ذكرى أربعين عاماً على انطلاقتها يفترض ان نسأل أنفسنا أين موقعنا اليوم وسط هذا التنافس الشديد، صحيح ان الإذاعات تراجعت أمام التلفزيون لكنها بدأت تستجمع قواها وتسترد جزءا من مكانتها ولا شك ان تزايد محطات الإذاعة على مستوى العالم مؤشر على عودتها إلى الساحة وإذا علمنا ان الدراسات ستقودنا في المستقبل القريب إلى جهاز استقبال يقترب من الحاسوب وستكون له شاشة رقمية لبث النصوص والصور.
إن هذا التحول التكنولوجي سوف يضاعف من أهمية الإذاعة ومن ترتيبها بين الوسائل الإعلامية الأخرى، لكنه من جانب آخر سيزيد من مسؤولية العاملين في الإذاعات ليكونوا مسايرين للتقنية لأن من لا يجاري التقنية الحديثة فستكون فرصته للمنافسة محدودة، على أن التقنية وحدها لا يمكن أن تخلق إعلاماً ناجحاً ما لم يكن هناك رصيد من الإبداع والتجديد يغذي برامجها. وليسمح لي زملائي اليوم أن أقول لهم وقد تشرفت بالعمل مع الجيلين ان مقارنة حماس الجيل الأول وعطائه بحماسهم ورغبتهم في تطوير أنفسهم والتجديد المستمر يظهر ان أغلبهم أقل من متطلبات المرحلة الإعلامية التي نعيشها ويفترض ألا نكون هامشيين فيها.
الفنان علي المدفع
كانت بداياتي هي العمل في التلفزيون ومن ثم التحقت بالإذاعة حيث كانت الإذاعة آنذاك بشارع الفرزدق والإذاعة بشكل عام هي لسان وصوت البلد وتحمل اسم وتاريخ الوطن والحمد لله جهاز بث دولي وعالمي أتمنى أن يعلى صوتها كما هو عال.. وهذا الجهاز حساس وله مجاله الفضائي من حيث الاستقبال والإرسال.
وأنا دخلت للإذاعة بهوايتي وعشت بجانب العاملين بها آنذاك إلى أن أخذت حيز كبير بينهم كما وحدت كل المساعدة والعون مما عاد لي بالفائدة الكبيرة لدرجة انني نلت في مسلسلي بالعام الفائت درجة امتياز وهو مسلسل لثلاثين حلقة.. والآن أنا أقدم عصارة جهدي للإذاعة وهو الكتابة ومن خلال تواجدي لفترة طويلة وجدت أن كل النقلات المهمة من خلال الدراما أو من خلال التقنية الحديثة أو الإعداد كما زادني فخرا ان العاملين بالإذاعة هم من أبناء الوطن الذين نفتخر بهم ولا يوجد أي فرد مقيم نعتمد عليه بالإذاعة فكلهم «سعوديون» برغم ما كان بالسابق والآن لدينا أجهزة تعتبر الأحدث والآن أنا أسجل برنامجا مربوطا على إذاعة «دبي» وكأننا في استديو واحد ومتصل بالجزائر وهذا الجهاز رائع جدا يدلل علي تقنية الإذاعة وعلو كعبها والتحول التكنولوجي لمجاراة التقنية الحديثة.. وهذا يشمل كل ما يرتبط بإذاعة الرياض فالجميع شهد النقلات والتطور المستمر في «صوتنا وحسنا» إذاعة الرياض.
عبدالعزيز الهزاع:
أنا بدأت منذ عام 1374هـ قبل أن التقي بالملك سعود رحمه الله في الجبيل والتحقت بالإذاعة منذ ولادتها وقد وجدت الصعوبات والمشقات وهناك ناس افتعلت الحجج لإثنائي عن مواصلة موهبتي.. ولكن أنا مؤمن بالله ثم بموهبتي ولذلك ساهمت بمواضيع اجتماعية ومسلسلات كثيرة وقدمت حفلات بين مدن المملكة وإذاعاتها ومن ثم قدمت اعتزالي ولكن الجمهور أصرّ على مواصلة ما أقدمه وعدت الى الإذاعة ووجدت نقلة من حيث الإعداد والتقديم والأجهزة المتطورة وقدمت «المسامح كريم» و«طريق المحبة» وكذلك «وسع صدرك» والإذاعة هي أمي وأبي وكل شيء وهي التي كوّنت شخصيتي وفتحت المجال لي من جميع الأبواب ووجدت تشجيعا منقطع النظير رغم مرور أجيال على الإذاعة.
أيضا صدور التعميد من وزير الإعلام لأخذ مكافأتي المستمرة شيء لا أنساه رغم رفض المسؤولين عن ذلك ثم إنني لا أستغني عن الآخرين فقد ساهمت ببرامج «الأرض الطيبة» لوزارة الإعلام وكذلك عملت للدفاع المدني ووزارة التعليم وأيضا مكافحة المخدرات ببرامج توعوية ومسلسلات اجتماعية ولكن لإذاعة الرياض جزء كبير في حياتي وهي التي ساهمت في بروزي وفي إذاعة الرياض أرشيف كامل يحكي أجمل أيام حياتي من خلال تطورها ونقلاتها الرائعة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved