(1)
أغلب الذين شاهدوا مستوياتنا في ألعاب القوى قالوا إن مستقبلا كبيرا في وقت قصير جداً ينتظر هذه الالعاب.. قالوا ذلك معتمدين على الصورة الرائعة التي كنا عليها أثناء مبارياتنا مع التونسيين.. ولقد كانوا محقين لو لم ينسوا أن هذه المستويات كما هي بانتظار التطور هي أيضا بانتظار الموت.. ذلك لأن هذه المستويات ما لم تأخذ من المسؤولين حقها من العناية والاهتمام.. فانها بالتأكيد لن تبقى على ما هي عليه الآن.. وان بقيت فلن يتحقق لها المستقبل المرجو والمنتظر.
إذن فان لدينا خامات في هذه الالعاب لا تحتاج الا إلى عناية واهتمام.. والعناية لا تأتي بالتدريج، الا اذا كنا نريد المستقبل البعيد لها.. وهذا ما لا أعتقده.
ومن هنا حق لي ولكل المهتمين بالحركة الرياضية.. أن نطالب رعاية الشباب من الآن بالاهتمام المستمر والدائم بلاعبي هذه الالعاب.. وذلك بتوفير المدربين وتنظيم المسابقات ثم تقديم الاغراءات للأندية ولاعبي هذه الالعاب على حد سواء.. ان كنا جادين حقا- ونحن جادون حقا - إن شاء الله - لرفع المستوى الرياضي للاعبي العاب القوى.
(2)
ويشدني الحديث عن ألعاب القوى الى كلمتين قصيرتين عن المسابقة التي ستقيمها وزارة المعارف - إدارة رعاية الشباب - للمدارس فيها خلال الأيام القريبة القادمة.
لقد عرفت وسررت بما عرفت.. أن الوزارة قد خصصت مبالغ معقولة للمسابقة القادمة.. مستفيدة من خطأ التقدير المالي لها فيما مضى من سنين.. وهذا يدل دلالة واضحة على حرص وزارة المعارف ومشاركتها لوزارة العمل لإنجاح المستوى الرياضي في بلادنا والرفع منه.
(3)
هذا المقال أريد أن يكون ترجمة لأحاسيسي ومشاعري نحو الاخوة الذين سمعت عن ارتياحهم لما يكتب هنا لهؤلاء جميعا محبتي وتقديري.. وما كتبته وما أكتبه وسأكتبه هو جهد المقل كما يقولون.
(4)
لا أدري إلى متى سيظل ملعب الملز بدون انارة وزراعة.. أقول لا أدري لأنني أرى أن الانارة والزراعة بالنسبة للملعب وبالنسبة لتطور الرياضة شيء كبير جداً.. اذ إن الانارة لو توفرت لأمكن التغلب على ازدحام الدوري بالمباريات.. ولكان امامنا فرصة استقدام الفرق من الخارج واللعب معها دون توقف لمباريات الدوري.. هذا اذا كانت دورة الخليج لا تحتاج الى مباريات في الليل.. ووقت النهار فيه ما يكفي لإقامة المباريات مهما كثرت.. مجرد سؤال.
(5)
أريد أن أتحدث الآن عن مدارسنا كمصدر كبير للاعبي الأندية حاليا وماضيا ومستقبلا.. أريد أن أتحدث عنها من الزاوية التي أرى أنه مفيد الحديث عنها.
لقد كانت المدارس وما تزال وستظل إلى ما شاء الله معقلاً قوياً يحمي أنديتنا من الضياع.. فكلما سرى الموت إلى جسم النادي مد يده الى المدرسة يطلب منها العلاج.. والعلاج أن يحصل على عدد من الشباب الرياضي ليلتحق بالنادي بديلا لمن فقد القدرة على الابداع والتحرك من لاعبي النادي الحاليين.
مثل هذه الصورة ما أروعها انها تمثل الحاجة الملحة إلى العناية بالمدرسة من الوجه الرياضي.. وذلك بتوفير الامكانيات الرياضية لها.. حتى يأتي العطاء أكثر خصباً.
( رياضي)
|