تحقيق سلطانة الشمري
مع اقتراب بدء كل عام دراسي نرى عبر وسائل الإعلام دعايات وإعلانات لمراكز ومعاهد التدريب الأهلية تسوق لبرامجها وشهاداتها ودبلوماتها.. إلخ وتركز على تذييل الاعلان بالعبارة الرنانة (التحاقك في أحد برامجنا يضمن لك الوظيفة) وكثيرة جدا المعاهد والمراكز الأهلية التي تمنح الشهادات في برامج الحاسب الآلي والسكرتارية ودور التجميل وتعليم اللغة الانجليزية.. الخ ومع ذلك فكثير منها يعاني ضعفاً ونقصا سواء في الكادر التعليمي أو البرامج المقدمة أو الأجهزة التي يتدرب عليها المتدربون.. الجزيرة اليوم تسلط بعض الضوء على عدة جوانب في هذه المراكز.
حجج واهية:
التقينا (رانيا) متدربة في أحد هذه المراكز بادرتنا بقولها: إن غلطة عمري حينما التحقت بمركز تدريب للحصول على دبلوم حاسب آلي 6 شهور لدعم شهادتي الجامعية، واغرائي للالتحاق في هذا المركز المبلغ المعقول (رسوم الدبلوم) وانها تدفع كأقساط، وبعد مرور شهر على بدء الدراسة فوجئت وبعض زميلاتي بإدارة المركز تبلغنا ان عددنا ليس بكافٍ حتى تبدأ الدراسة الفعلية وان علينا ان نستمر في التدرب على الطباعة على الحاسب بمفردنا بدون مدربة بالرغم من انه عند التسجيل لديهم أفادونا ان الدراسة قد بدأت قبل نحو اسبوع وعلينا اللحاق قبل نفاذ المقاعد؟!! بعد ذلك واجهتنا مشكلة تأخر مقررات الدبلوم، ومما هو أسوأ من ذلك ان 30% أو أكثر من أجهزة الحاسب معطلة ويمضي وقتنا ما بين التصليح وتبديل بين قطع الكمبيوتر من (الماوس ولوحة المفاتيح والشاشة والهارديسك) إلخ وجلب أجهزة أخرى من قاعات مجاورة أو التنقل بين هذه القاعات التي تفتقد للتكيف.
شمس، م: التحقت بمركز تدريبي للحصول على دبلوم حاسب آلي بعد ان وعدتني إحدى الجهات التوظيفية بوظيفة حال حصولي على الدبلوم (لكنها كوعد عرقوب) وبعد ان قرأت (إعلاناً دعائياً) لأحد مراكز التدريب تضمن شهادته وبرامجه المقدمة الحصول على وظيفة. عانيت وزميلاتي خلال ثمانية أشهر أو أكثر من الغياب المتكرر للمعلمات (المدربات) مما جعل مدة الدبلوم تمتد إلى هذه الفترة الطويلة، بالإضافة لقلة اهتمام تلك المدربات وإدارة المعهد بالطالبات ومدى استيعابهن للمادة، ولا نجد حرصا إلا في منح التقديرات العالية في شهادة التخرج التي تصل للممتاز بغض النظر عن مستوى الطالبة وأحقيتها بهذا التقدير، وهذه بالطبع خطة مدروسة لجذب الطالبات للدراسة في هذا المعهد، لكني عملت على نصح أي فتاة أعرفها وتريد الدراسة لديهم ألا تفعل وهذه دعاية مضادة لهم من أرض الواقع عايشتها أنا شخصياً.
لا للسعودة:
أم محمد: قالت: انه لا يخفى على أحد ان الأغلبية العظمى من معاهد ومراكز التدريب الخاصة هدفها في المقام الأول ربحي بغض النظر عن تقديم خدمة تعليمية وتدريبية جيدة ودليل ذلك التقديرات العالية التي تمنحها لخريجيها وعدم رسوب أي منهم في أي برنامج يلتحق به حتى لو كان مستواه ضعيفاً ومما يلفت الانتباه عدم وجود أي موظفة أو مدربة سعودية كما رأيت في كثير من المعاهد الخاصة مع كثرة خريجات بكالوريوس الحاسب الآلي اللاتي يتقدمن للتوظيف في هذه المراكز.
أضاف السيد سعود محمد ان توظيف خريجي بكالوريوس الحاسب في المعاهد الخاصة يقف في طريقه (مديرو ومديرات شؤون الموظفين في إدارة هذه المعاهد) الذين يقومون باخفاء طلبات التوظيف عن مالكي هذه المعاهد (وربما بعلمهم ومباركتهم) ليجعلوا مكانهم ذوي الرواتب المتدنية، لذلك نجد الاستهتار بشأن المتدربين، وتقع المسؤولية هنا على عاتق الطلاب للتقصي عن جودة هذه المعاهد ومن يقوم بالتدريب فيها، وماهي مؤهلاتهم لأنهم أعلم من غيرهم بمصلحتهم وما يناسبهم في ظل تهاون الجهات المسؤولة كالمؤسسة العامة للتعليم والتدريب الأهلي وغيرها من الجهات لحفظ حقوق الطلاب والطالبات وأسوق لذلك مثالا على سلب حقوقهم: ان بعض المعاهد تحرم الطالب من دخول امتحان بعض البرامج التدريبية ان لم يسلم في ذلك اليوم (القسط، باقي رسوم الدراسة) المستحقة عليه، ما يجعل كثيراً منهم يتسرب من هذه المراكز تاركين حقوقهم التي دفعوا جزءاً منها عند التسجيل.
خريجة بكالوريوس (حاسب آلي) قالت تقدمت بطلب وظيفة لدى مركز تدريب آلي (كمدربة) وكنت السعودية الوحيدة من بين جميع الموظفات لكني واجهت ضغوطاً ومتاعب من المديرة والموظفات الأخريات معها حتى يجبرنني على ترك المركز لكني تحاملت على نفسي من أجل عملي، لكن لم يدر في خلدي ان هناك مؤامرة تدار من خلفي لطردي من المركز وماهي الا أيام حتى تحقق ذلك حيث دبرت لي المديرة الوافدة وموظفاتها من بني جنسها مكيدة لدى الإدارة حتى تم فصلي وكما فعلن معي فعلن مع موظفة (البوفيه) في المركز وهي سعودية والمسلسل مستمر في ظل تسيب إدارة هذا المركز وحرصها على الكسب المادي أولا ولم تفلح محاولات الاتصال بهم لاستيضاح الحقيقة والدفاع عن أنفسنا.
دبلوم في يومين:
هدى الشمري: استغربت ان تدرس منهج (برنامج تدريبي لدبلوم) في يومين فقط/! واستطردت قائلة هذا ماحصل في برنامج (الباور بوينت) الذي هو ضمن برامج التدريب لنيل الدبلوم في الحاسب الآلي وكان من المفترض ان ندرسه بما لايقل عن اسبوعين ذكرنا لإدارة المعهد ان المدربة اختصرته لهذه المدة القصيرة جداً وهذا غير كافٍ وكانت إجابتهم أن هذا هو المقرر (في يومين فقط) أيضاً الانترنت درسناه نظريا ولدى الشكوى لإدارة المعهد اعتذروا عن التطبيق العملي لعدم وجود اشتراك هاتفي للانترنت لديهم؟! علماً ان بعض الاشتراكات لاتتجاوز عشرة ريالات، ومما يبين تلاعب هذه المعاهد انه عند طلب الطالبات تأجيل الامتحان لمدة اسبوع حتى يتدربن على الأجهزة فضلت المدربة بدلا من ذلك ان تضيف بعض (الدروس المهمة جدا) التي لم يكن في حسابهم سابقا ان يدرسوها لنا؟
من هي جهة الاختصاص؟!
ابراهيم: طالبت بمدربات سعوديات متخصصات ملمات في البرامج، فهناك من المدربات من تقوم بتدريس مادة لا تفقه بها أبداً بل تعتمد على الكتاب نظريا وعندما تسألها الطالبة سؤالا لم تكن المدربة قد (حفظته) فإنها توجه السؤال لإحدى المتدربات التي لديها بعض الإلمام في البرنامج لتنقذها من هذا الاحراج، وهذا يحصل مع معلمة مادة اللغة الانجليزية في معهدنا التي حولتها الإدارة لمدربة حاسب آلي وهي ليست متخصصة وليس لديها أي خلفية به؟؟ فقط من أجل الاقتصاد في الرواتب على حساب الطالبات؟
الجزيرة في تحقيق سابق لها وجهت لمدير عام التعليم الأهلي بالرياض الاستاذ علي بن عبدالله المحمود، وجهت سؤالا وهو: هل المؤسسة العامة للتعليم والتدريب المهني تقيم المعاهد ومراكز التدريب النسائية من ناحية قدراتها وخريجاتها ومن يقوم بالتدريب فيها؟ أم يكتفى باعطاء التصاريح لها فقط؟
فأجاب: ان الجهة المخولة بالاشراف على هذه المراكز هي شؤون تعليم البنات وبالتالي فكل إدارة تعليم تقوم بالاشراف على المراكز التابعة لها.
الكرة الآن في مرمى الجهات المسؤولة عن تدريب الطلاب والطالبات في وزارة التربية والتعليم لوضع حد لهذه الممارسات..
مادور الغرفة التجارية الصناعية تجاه ابنائنا وحمايتهم من تلاعب وابتزاز معاهد ومراكز التدريب الأهلية؟ ولماذا تحجم عن تقديم برامج تدريبية للنساء؟
وإلى ان يتحرك المعنيون بالأمر فإنه يتعين على الطلاب والطالبات ألا ينساقوا وراء الاعلانات البراقة لبعض تلك المعاهد وألا ينخدعوا ب (تدرب لدينا اليوم.. نضمن لك الوظيفة غدا).
وعلى راغبي الدراسة في تلك المعاهد أن يقفوا بأنفسهم على قاعات التدريب وسلامة الأجهزة والاطلاع على المقررات التي سيدرسونها قبل التسجيل الفعلي لديهم حتى يعرفوا هل وضعوا أموالهم وجهدهم واستثمروا وقتهم في المكان الصحيح أم لا؟
|