* س: - أنا مشرف طلابي لي علاقة كبيرة في تنظيم وتوجيه الطلاب حتى خارج المدرسة للقضاء على الفراغ لديهم بعد المذاكرة ووقت اللهو المباح نظمنا جمعيات داخل المدرسة مختلفة، فماذا ترون نحو: توظيف القدرات خاصة والمرء قد يكون له قريب أو صديق يريد أن يجعل ابنه في المدرسة رئيساً لجمعية ما مع إمكان وجود من يكون أفضل منه..؟
ع. أ.. الرياض
* ج: - كلا لا تفعل.. لا تفعل،
فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق مختلفين في القدرات والمواهب وجعل لكل مخلوق من خلال ذلك (مكانة) في الحياة حتى تكون الحياة سوية فيها:عدل ونزاهة وأمانة، وحتى تسير الحياة مؤدية نتيجة فاضلة ناجحة عادلة بتوظيف المواهب كلا بما يصلح له،
وهذه (أمانة ثقيلة كبيرة) جعلك الله عليها قائماً، وجعل مركزك مرشداً طلابياً امتحاناً لك هل تعدل وتسير وفق مراد الله تعالى في خلقه أو تسير حسب عاطفة وعصبية يكون من نتائجها قتل الموهبة وخيانة الأمانة فيثمر هذا كله عدم التجديد والإضافات المطلوبة من الموهوبين بين الطلاب الممتازين.
كلا لا تفعل فتجعل ابنك أو ابن صديقك أو من له حق عليك أو من ترجو والده مثلاً في نفع ما أو حاجة ما،
لا تفعل هذا فتكون عصبية تورث حقداً مكبوتاً وشراً نائماً يذكرك به فيما بعد كل نابه وقدير وعظيم من الطلاب فيما يستعيدون ذكرياتهم معك بعد سنين، ومن يكون له معدن حر كريم أبي نزيه تأبى (عليه) هذه الصفات أن يُقرب ابنه أو ابن صديق ليكون رئيساً لجمعية ما في نشاط مدرسي وهو يدرك حقاً أن هناك من هو أحق منه بهذا حتى ولو فرضنا جدلاً أنه لا يرغب فيه والتعليم كما تعلم هو الحياة ويجب أن تسبق الأخلاق التعليم ويجب أن تسبق الأخلاق والتربية الدرس.
ومن هذا وذاك ضرورة قد تطغى العاطفة فيها على العقل، والعصبية على النزاهة والعدل وذلك بتقديم القريب أو الصديق على من هو الأجدر، ويكفي خطورة لهذا أمران:
الأول: أنه يُولد صلة وخدمة المصلحة على خدمة الحق والأمانة والعدل، وحياة المصلحة مهما بلغت نجاحاً إن كان هناك نجاح فهي ساقطة في أول اختبار يسبب البقاء أو الزوال في حياة من تجعله في غير موضعه، ويجر هذا المصلحي مهما بذل من خدمة وتفان وإجلال إلى أن يُضحي بك أنت في سبيل حياته عند الكروبات الكبيرة،
الثانية: إنه يولد إنشاء جيل متراخ يفقد الجد والأصالة وحقيقة معنى الحياة على أساس الإبداع والتجديد.
فترؤس غير الكفء على الكفء والقدير على العظيم والنابغة على الموهوب يولد أثرا عكسياً على ذات الإنسان في مستقبل الأيام، ويجر عليك عقاباً من الله بتبديل أمر بأمر وحال بحال ما كان ليكون لولا عصبية وجهل من أجل حب الرئاسة والمحاباة اللتين بسببهما تضيع قيمة الحياة الصحيحة،
لا تفعل، بل اعدل واكتشف وسدد وعامل الله تعالى فيما بين يديك يعاملك بمقتضى العدل الذي قمت به أنت بين ضعفاء مساكين ليس لهم إلا عدلك ونزاهتك وتقواك،
وسوف تجد هذا في حياتك وفي ولدك وفي جاهك وفي أخراك.
|