* س: - عملتُ مدير مدرسة مدة طويلة، حاولت خلال ذلك الكسب المعنوي على الأقل، وصل إليَّ خبر عن أحد المدرسين كنت أقرأ له المقالات في الصحف الحائطية التي تخصه وبنيت على كتاباته كثيراً من:
المواقف تجاه فهم نفسيته ومواقفه تجاهي وتجاه إدارتي، كنت أحذره جداً ولما تم شبه التأكد من مواقفه جمدته في وظيفته لعله ينتقل أو يتعاقد فكنت لا أرفع أوراقه ولا طلباته، بل كتبت ضده واستغليت أحد أقاربه مع أحد المراقبين لدى المدرسة متى أساء الظن به (المسؤول الأعلى) فارتحت كثيراً من ذلك ،بعد مرور زمن على هذا أدركت الخطأ من خلال تصرفي هذا معه خاصة بعد علمي أنه مستقيم ،لن أذكر لك ما مر عليّ خلال حياتي (88 سنة) ماذا أفعل..؟
ج. ل. أ.. قطر
* ج: - متابعة ما يكتب وما يقال إذا تم «بعدل ونزاهة، وبتجرد حر» وتبين لحال ووضع الكاتب إذا تم هذا على أساس نزيه عدل رحيم كريم إنما ينتج عن هذا العدل نفسه إذا خلا الاستنتاج من تصور نفسي شائن أو سوء ظن أو سوء تقدير، وما فعلته تجاه ذلك المدرس في ذلك الحين لا بد وأنك أدنته بسيئة لأنك تتهمه، فأنت تتصور من خلال كل كلمة، ومن خلال كل سطر أنه يعنيك فظلمته بحرمانه حق الحياة ممثلة بمنعه من التدرج الوظيفي ومنعه ترشيحه وساهمت مع ذلك المسؤول بظلمه بترصد مقصود، ولو كنت تنشد الحياة حقاً، والعدل حقاً، والنزاهة حقاً، لعدلت معه حتى ولو كان يريدك من خلال ما يكتب في تلك الصحف الحائطية، ولولا أنه: ضعيف ومسكين ومهضوم لما كتب ما كتب، لكن هذ حيلته على اعتبار أنه يعنيك، وقد كانت مناسبة جليلة أسداها لك لو كنت تعقل فتعدل معه قبل زمن بعيد، ها أنت تعض أنامل الندم من جراء ظلمك له، ولعلك عانيت بعد ذلك ما عانيت من مرض ونحوه فالظلم مرتعه وخيم،
وسؤالك بحد ذاته جميل منك أن يكون قدر كم بقي في وظيفته التي ركنته فيها أو كنت سبباً في ذلك (نعم) قدر هذا جيداً،
وقدر كم فاته من انتداب وتحسين ومنع ثم أبذله له شيئاً فشيئاً حتى ولو كان جليلاً فإنك من خلال هذا السؤال صادق جاد خائف افعل ما أذكره لك هنا، ثم إن قدر لك أن تستسمحه، فهذا أمر جيد عند الله تعالى ثم تب بعد ذلك واحمد الله تعالى أنك صحوت لسابق فضل من الله تعالى عليك أن تصحو في زمن قل فيه الصحو إلا ما شاء الله تعالى.
وكم آمل البدار إلى ذلك ولا تستكثر شيئاً (مادياً أو معنوياً) دفعته أو تدفعه لرد مظلمة ما في الحياة.
| 
