|
|
إن الموت سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا والموت والحياة خلقهما الله عزوجل على جميع عباده إنسهم وجنهم لحكمة كبرى ذكرها في كتابه الكريم ليبلوهم أيهم أحسن عملا وهو العزيز الغفور، والناس كلهم قادمون على هذا المصير وذلك لأمر أراده الله تعالى {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ الموًتٌ ثٍمَّ إلّيًنّا تٍرًجّعٍونّ} وكل ما في هذه الحياة الدنيا وما فوق أرضها وما تحت سمائها فهو فان وزائل {كٍلٍَ مّنً عّلّيًهّا فّانُ } وانفرد جل شأنه بالبقاء والدوام فما من مخلوق مهما امتد به أجله وطال عمره إلا وهو نازل به وخاضع له {وّيّبًقّى" وّجًهٍ رّبٌَكّ ذٍو الجّلالٌ} فالحياة اتصف بها الله عزوجل على الدوام هو {اللهٍ لا إلّهّ إلاَّ هٍوّ الحّيٍَ القّيٍَومٍ } والموت على وضوح شأنه وظهور آثاره هو سر من أسرار الله عزوجل وهو الذي حير الألباب وأذهل العقول وارتجت له القلوب واقشعرت منه الجلود. فالموت يفاجئنا في كل لحظة ولحظة فمهما تنوعت أسبابه فالأجل مكتوب والقضاء مقدر. وأن الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وان الله خلق كل شيء بقدر وأننا كمسلمين ومؤمنين بالله حق الايمان نؤمن بأن الموت حق وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون. ولو كتب الله الحياة والبقاء لأحد من عباده المؤمنين لكان هم الأنبياء والمرسلين وأولاهم بذلك صفيه وحبيبه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكن الله تعالى نعاه الى نفسه {إنَّكّ مّيٌَتِ وّإنَّهٍم مَّيٌَتٍونّ} وحينما يحل الموت بالعلماء الذين هم ورثة الأنبياء فهو يكون أشد تأثيراً وأشد حزناً لأنه ينذرنا بخطر عظيم وأمر جسيم، فبرحيلهم يرحل العلم وينقص ويدب الجهل ويكثر وهذا من علامات الساعة التي أخبرنا بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولأن العلماء عندما يودعون الدنيا الفانية يودعوننا علمهم الذي في صدورهم وبذلك تنقص الأرض من أطرافها وبموتهم وفقدهم يثلم دين الله الاسلام ثلمه لا تسد، فالعلماء كواكب السماء ونجومها فكم من عالم ودعنا وكم من شيخ فقدنا وكم من فقيه ذهب عنا ألا يكون ذلك النذير لا البشير والحزن لا الفرح والعبرة والاصطبار لسنوات مضت كلها أحزان وأكدار فموتهم قارعة على أبواب الغافلين اللاهين الذين اتبعوا الهوى والنفس والشياطين فهل من مدكر؟. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |