* الرياض - عبدالله العماري:
تنتشر خلال شهر رمضان المبارك ظاهرة التسول حيث تبلغ هذه الظاهرة حد الذروة.. «الجزيرة» التقت مدير عام مكتب مكافحة التسول بالرياض حمد الثاقب والذي اعتبر في بداية حديثه ل «الجزيرة» أوضحت وأشارت الاحصاءات التي قام بها المكتب ان هذه الظاهرة وافدة على مجتمعنا حيث يشكل الأجانب نسبة 67% بينما السعوديون نسبتهم 33% وبلغ عدد المقبوض عليهم في الرياض فقط «6728» خلال العامين الماضيين، وبناء على ذلك قامت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بكل الجهود والطاقات المتاحة لمكافحة ظاهرة التسول بشكل عام والحد من انتشارها حيث تم دعم المكتب بعدد من الموظفين الميدانيين والإداريين والسائقين وكذلك تأمين عدد من السيارات لمكافحة ظاهرة التسول، وقد تم عمل خطة لإنجاح هذه الحملة وتقوم على عدة أمور هي التنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة وهي: شرطة منطقة الرياض والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض والإدارة العامة للأوقاف والمساجد ووسائل الإعلام وأمانة مدينة الرياض وإدارة المجاهدين والإدارة العامة للوافدين بجوازات الرياض.
كما تم التنسيق مع فروع الوزارة بمدينة الرياض كمكتب الضمان الاجتماعي ومكتب العمل الرئيسي وكذلك الدور والمؤسسات الاجتماعية والجمعيات والمبرات الخيرية.
كذلك تم عمل بعض المنشورات والملصقات التوعوية لمكافحة هذه الظاهرة موجهة للمواطنين.
إضافة إلى العمل الميداني ونظرا لاتساع وكبر مساحة مدينة الرياض حيث تعتبرمدناً داخل مدينة، فقد تم تقسيمها إلى خمس مناطق وهي كالآتي: منطقة شمال الرياض، منطقة جنوب الرياض، منطقة غرب الرياض، منطقة شرق الرياض، منطقة وسط الرياض، وبلغ مجموع تقسيم الأحياء «40» حياً. وتم توزيع الفرق الميدانية على هذا الأساس وتم تحديد مركز تجمع في كل منطقة للفرق العاملة بالميدان.
وعن الإجراءات التي يقوم بها المكتب مع المتسولين قال: حمد الثاقب بالنسبة للمتسولين السعوديين فعند إلقاء القبض عليهم وهم يمارسون التسول يتم إحضارهم للمكتب فالمتسولون من الرجال يتم إيداعهم بقسم الرجال والمتسولات من النساء يتم إيداعهن لدى القسم النسائي بالمكتب، حيث يوجد في المكتب قسم نسائي متكامل يتكون من عدد من المشرفات والأخصائيات الاجتماعيات وكذلك المراقبات وهذا القسم مجهز لاستقبال هذه الحالات ويتم تقديم الرعاية الاجتماعية والصحية والإعاشة ويتم فتح ملف لكل حالة حيث يجرى لها بحث اجتماعي شامل يدرس فيه مدى احتياج المتسول للمساعدة وسبب ممارسته للتسول، ويتم إدخال هذه المعلومات في الحاسب الآلي، ويتم اتخاذ الإجراء المناسب له إما بتحويله إلى الجمعيات الخيرية أو مكتب الضمان الاجتماعي إذا كان بحاجة للمساعدة، أو مكتب العمل إذا كان قادرا على العمل ولا يوجد له عمل، أما المتسولون غير المحتاجين فيطلق سراحهم بكفالة «مشددة» بعدم العودة مرة أخرى لممارسة التسول، وفي حالة تكرار تسولهم مرة أخرى يتم احالتهم إلى مراكز الشرط والتطبيق بحقهم التعليمات المنظمة لمكافحة التسول.
أما بالنسبة للمتسولين الأجانب فتقوم دوريات المكتب الميدانية بالقبض على المتسولين الأجانب ويتم إعداد محضر قبض تثبت فيه الواقعة وزمن القبض ومن ثم تسليمهم إلى مركز الشرطة بنفس الحي الذي ألقي عليه القبض فيه، ثم يقوم مركز الشرطة بعد التحقيق معهم بتسليمهم إلى إدارة مراقبة ومتابعة الوافدين بجوازات الرياض لترحيلهم إلى بلادهم.
موضحاً أن المكتب يقوم بالدورين «الأمني»: والمتمثل في القبض على المتسولين في الميدان، وكذلك الدور «الاجتماعي»: والمتمثل في دراسة حالة هذا المتسول ومدى حاجته للمساعدة، لذا نأمل أن يكون دور مكاتب مكافحة التسول دوراً اجتماعياً بحتاً يتمثل في عمل البحوث والدراسات الاجتماعية ومتابعة أحوال المتسولين السعوديين المادية والأسرية والاجتماعية والنفسية وتقديم أفضل السبل لهم في منعهم من ممارسة هذه الظاهرة حتى تتحول هذه المكاتب من مكاتب «مكافحة» إلى مكتب «متابعة» اجتماعية.
وذكر الثاقب في حديثه ل «الجزيرة» أن المواطن والمقيم لهما دور أساسي في محاربة هذه الظاهرة فهم في الحقيقة الذين يستطيعون أن يحدوا من هذه الظاهرة أو يساعدوا على انتشارها، فهم المحرك الحقيقي لها من جهة أنهم هم المستهدفون من قبل المتسولين.
وعن أبرز المواقف التي يتعرض لها موظفو المكتب في الميدان ذكر الثاقب أن موظفي المكتب دائماً ما يواجهون مشاكل من بعض المواطنين وذلك عند أداء عملهم بالقبض على المتسولين حيث يقومون بمنعهم من اداء عملهم بل والاعتداء عليهم واطلاق هؤلاء المتسولين بالقوة واختتم مدير مكتب مكافحة التسول حديثه ل «الجزيرة» ان المتسولين استحدثوا اساليب جديدة منها: الركوب مع اصحاب سيارات الاجرة بعد الاتفاق معهم على ان تدعي المتسولة انها لا تملك المال حيث تستجدي المارة كي يساعدوها بدفع اجرة السيارة مدعية انها من خارج الرياض وغير ذلك من الاساليب.
اضافة إلى اسلوب اخر يتمثل في الاتفاق مع احد اصحاب الصيدليات حيث يقوم بعض اصحاب الخير بشراء الدواء للمتسول أو المتسولة والذي بدوره يعيده لصاحب الصيدلية بعد ان يخصم عمولته منه.
وغيره من الاساليب مثل ادعاء العاهات واستخدام بعض الادوات الطبية كالعكازات او اجهزة التنفس او الاطراف الصناعية.
|