نبض المداد
موسم ولكن !!
أحمد بن محمد الجردان

فضائل شهر رمضان لا أحد يجهلها بل لو قلت لابنك الذي يدرس في المرحلة الابتدائية حدثني عن رمضان لذكر لك عنه وعن فضائله الشيء الكثير!!، ولكن سؤالي: هل ينقصنا العلم بفضائله أم الشعور بتلك الفضائل؟!، أرى أن الشعور بتلك الفضائل والإحساس بها وبفداحة ضياعها - لا قدر الله- هو ما ينقص كثيراً منا وتلك مصيبة كبرى لأننا من أمة أعمار أفرادها قصيرة جداً إذا ما قورنت بأعمار أفراد الأمم الأخرى!!، فهي ما بين الستين إلى السبعين وقليل من يتجاوز منا ذلك، بل إننا في أيامنا هذه يموت منا من هم في عمر الزهور ومن هم في قمة الحيوية وذروة النشاط!!، مع ذلك نفرط تفريط المجانين بل إن المجانين الذين نسخر منهم لا يفرطون كتفريط كثير منا وذلك فيما يعرفون قدره، ومع ذلك ما قلت نحن نفرط في شهر رمضان رغم علمنا به وبفضائله!!، أتدرون على ما نحن متفقون جميعاً دون استثناء بالنسبة لشهر رمضان المبارك؟!، نحن جميعاً متفقون على أنه موسم، ولكننا في الوقت ذاته مختلفون على ذلك رغم اتفاقنا!!، أقول لكم كيف؟!، كلنا نراه موسما فمنا من يراه موسما للأكل والشرب والتفنن في أصناف لا تخطر على بال من الطعام والشراب، ومنا من يراه موسماً للتجارة ورواج البضائع وازدهار الأسواق، ومنا من يراه موسما للتسول والكذب على الناس بأن يظهر لهم بحال المسكين الضعيف المعدوم، ومنا من يراه موسما لإقامة ملاعب كرة الطائرة وربما القدم بل وموسماً لتنظيم الدورات الرياضية الرمضانية، ومنا من يراه موسماً لمفارقة الشمس وذلك بأن ينام قبل شروقها ويستيقظ بعد غروبها فيسهر في الاستراحات والمجالس والطرقات طوال الليل، ومنا من يراه موسماً للتسابق في الطاعات وترك المنكرات وحب المساكين بعبادات وقربات على هدي من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تكون خالصة لله لا يريدون بها رياءً ولا سمعة أولئك هم الذين قد كسبوا -بإذن الله - بحق موسم رمضان وفازوا به.