قرأت خبراً صغيراً يشير لأمسية شعرية للشاعر المعروف راشد بن جعيثن..
تذكرت آخر أمسية أقيمت لهذا الشاعر العلم فلم أتذكر.. وحزنت.. وأسفت..
حزنت لأن تجربة شعرية متفردة قادها ابن جعيثن قبل أكثر من ثلاثين عاما.. ساهمت في توجيه بوصلة أعداد كبيرة من التجارب الواعدة..
راشد.. حينها كان يحقق مفهوم تجربته الجديدة ترسيخ الكلمة الشعبية.. «صوت وغناء» فكان ان ساهم كثيرا في ردم الفجوة بين الشعر الشعبي التقليدي المفرق في بدواته وبين بدايات تحديث المفردة التي كان يقودها معلم شاب.. معلم في التدريس مثلما هو يؤسس لفصول شعرية وتجارب شبابية لم يكن لها القدوة فحسب، بل والمعلم النابه من خلال منبر مجلة اليمامة.. في حين «للتو» تتشكل نماذج بدائية من الصفحات الشعبية القليلة جداً التي كانت تراوح بين أمية القراءة والكتابة الحقيقية وبين أمية الوعي الصحفي في بداية متوقعة!!
راشد لم يكتف.. بقيادة الجيل الجديد من الشعراء الشباب.. بل ساهم في الوقت نفسه بتأهيل أقلام شابة ومتعلمة.. تعاني من غربة التعامل مع اسماء أخرى تمارس من عقدة النقص التعليمي!! ما يدفعها تلقائياً!! إلى محاولة حجب الضوء بالكفوف المثقوبة!!
هذه مقدمة صغيرة عن سؤال كبير.. لماذا.. لا نرى أمسيات شعرية لراشد بن جعيثن هل لأنه.. لا يسعى للترتيب من تحت الطاولة.. ارجو ان تلتفت الجهات المعنية بتنظيم الأمسيات، وهي اكبر من ان تحصى إلى قامات شامخة ليس في مسيرة الشعر الشعبي بل في مسيرة الأدب الشعبي وتكريسه في مهنية الصحافة بمنهجية أسسها ابن جعيثن وقادتها بعده بمراحل تجارب شابة متأثرة بشكل مباشر أو غير مباشر بتجربة الأستاذ الحقيقي!!
عن نفسي كنت أتمنى لو ان الخبر الصغير المدسوس في اخدود أخبار ضيقة تقدم قليلا.. كنت لأجد الوقت الكافي للاحتفاء بالتشرف بحضور أمسية الشاعر العلم.. ولن يكون وجودي في تبوك عائقاً دون حضور أمسية لأبي محمد..
ليس وفاء.. ولا احتفاء فقط بل لأنني اود الاستفادة.. واستعادة ذلك الماضي الجميل وهو كما اراه الآن بهيا.. نقيا..
واتساءل مع نفسي هل نعدم الوسيلة والجهة التي تكرّم ابن جعيثن منفردا مثلما اختط في الصخر تجربة جيل كامل وهو منفرد بوعيه ومحاضر بالظلام من كل الجهات وقتها..
إليك تحياتي وسلامي يا راشد.. ولك التاريخ وذاكرة الانقياء في زمن التعميه!!
نايف العتيبي
|