قبل ثمانية أعوام قامت فئة من الشباب الرياضيين القاطنين في مدينة البكيرية والذين يعتبرون من خيرة الشباب العاملين قاموا ليكونوا يداً واحدة تزخر بالخير العميم والاخلاص المثمر البناء لوطنهم في رفع كيانه واظهاره بالمظهر اللائق به. فأسسو نادياً قصدوا من انشائه استثمار وقت فراغ الشباب بالأشياء الصالحة أطلق عليه اسم النادي الأهلي الرياضي وذلك في عام 1382هـ وانتخب لادارته شباب ذو ثقة ومحبة بين الجميع ومعرفة واخلاص ودراية بالأعمال الرياضية وما تستحقه من عناية واهتمام ثم أن التجاوب والتعاون الذي تجلى واضحاً من خلال تدفق التبرعات الهائلة من الأهالي لهو الدليل القاطع على مبادلتهم شعور أبنائهم ثم هو المقوي للعزيمة والمشجع على الاستمرار في العمل، ففي وقت قصير تحصل النادي على مبلغ لا بأس به من الممكن استغلاله ببناء مقر وملعب لولا حداثة النادي وعدم توفر الوسائل الكفيلة لايجاد المكان المناسب ثم الانشغال باحضار الوسائل الرياضية لكرة القدم والطائرة والتنس ولم يمض على تأسيسه حقبة من الزمن حتى أصبح لدى النادي فريق لكرة القدم يقوم على تدريبه أحد الأعضاء، دام الفريق يمارس هوايته بنشاط فاستطاع أن يقوم بمباريات ودية مع بعض الأندية المجاورة مما جعله يتطلع إلى تسجيله ضمن أندية رعاية الشباب كذلك وفر النادي للقارئ مكتبة حوت أكثر من ألف كتاب مزودة بالمجالات والصحف المحلية والخارجية أضف إلى كل هذا أحياء حفلات لاستقبال الزوار وندوات لليالي العيد إلى غير ذلك من الوسائل الترفيهية الممتعة والمفيدة بقي النادي على هذا إلى عام 1388هـ بعدما مني الجميع بخيبة أمل لما تخلى أعضاء النادي عن المسؤولية عدارئيسه صالح البصيلي مما جعل اليأس يدب في عزائم الشباب ليحيل ترابطهم وقوتهم وحركتهم إلى ضعف وجمود فضلا عن اهدار محصول جهدهم طوال الستة الأعوام الماضية، إلا الفريق فإنه ظل يمارس هوايته محتفظاً بنشاطه وقوته السابقة مع أن مدربه تخلى عنه لما فقد تجاوب وتعاون المسؤولين معه. هذا ولم يبق شيء للنادي سوى المكتبة وما تزخر به من بقية الكتب القديمة.
فلقد تجولت بداخلها منذ أيام قليلة فرأيت أن الأرضية قد أصابت أكثرها وسوف تمضي على الباقي إذا لم تلق العناية والأهمية العاجلة، في الواقع أن بقاء النادي على هذه الحالة مدة تربو عن سنتين شيء يدعو إلى الأسى لمن فيه قليل من روح رياضية. إن نادياً قام لغاية وأوجد لفائدة لا وسيلة لحاجة ينتهي بانتهائها يجب أن يستمر في تقدمه محققا بذلك الغاية التي أنشئ من أجلها. ولكني لا أدري لماذا لا يعمل على إصلاح ما فسد من أمر هذا النادي ومحاولة تحسينه والتغيير من وضعه الحالي. وأكبر ظني أن مصدر ذلك هو خمود جذوة الشباب التي كانت ساطعة اللهب فيما مضى ومهما يكن من شيء فلرئيسه القادرة على اذكاء هذه الجذوة واعادتها ساطعة متوقدة من جديد وأن الأمر يسيرجداً إذاأزمع على ذلك فما أكثر الشباب وما أقربهم إليه الذين يثق بهم ويرى فيهم التعاون والروح الرياضية الحقة فليس إذاً من الصعوبة في شيء لو اتصل بهم وطلب اليهم التكاتف والتعاضد معه خاصة وأن النادي يملك المال الذي يعطيه القدرة الكافية لتجديد أثاثه الداخلي بالاضافة إلى بناء مقروملعب معا وبكل سهولة أنني أسوق هذه الكلمات للأخ البصيلي وكلي ثقة بأنه سيتقبلها عن طيب نفس وحسن طوية ثم أني أيضاً واثق تمام الثقة بأنه لايزال يتمتع بروحه الرياضية السابقة مع مافيه من بقية أم لنشر وإعادة الحركة لهذا النادي سائلا المولى أن يحقق المنى وأن يديم علينا كل ما فيه سعادة وهناء.
|