Wednesday 29th october,2003 11353العدد الاربعاء 3 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بموافقة سمو وزير الداخلية بموافقة سمو وزير الداخلية
بدء حملة مكافحة التسوّل على مستوى المملكة
مخالفو نظام الإقامة يزاحمون الصغار في السباق على السيارات
« الجزيرة » تستطلع الظاهرة بأشكالها المتعددة

  * استطلاع عبدالرحمن إدريس
** أطفال ينتشرون عند تقاطعات الشوارع ويتزاحمون في سباق مع السيارات كلما أضاءت إشارة المرور اللون الأحمر أو اختنق السير في أوقات الذروة وفي الطرق التي لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة من المركبات وما يؤدي إلى ممارسة العرض والطلب بما يحمله الأطفال من بضائع مختلفة..
** لم يعد الماء البارد الإغراء الوحيد أمام السائقين في الظهيرة.. وليست الحلوى والألعاب في قائمة هذه التجارة المتحركة فقط..
** إغراءات أخرى وغرائب ملفتة للنظر تعترض ركاب السيارات والصغار من الباعة اختاروا التسوّل بهذه الطريقة على الرغم من مخاطر الجري وسط الزحام..
** هذه التجارة الطارئة تمثل في جدة ظاهرة شبه مألوفة نتيجة تزايد المحاولات باستجداء الشراء الذي ينتهي إلى حقيقة التسوّل..
** البيع في تقاطعات الشوارع وهي الظاهرة التي تنتشر في المدن الحديثة والمزدحمة قد تكون لها مبرراتها في البلدان الفقيرة ويمارس التسوّل سكانها..
ولكنها لدينا مختلفة إلى الحد الذي أخطأته النظرة فأعتقد استقدام عمالة أجنبية بمهنة المتسوّلين !!
** وبموافقة سمو وزير الداخلية أقيمت الحملة الثالثة لمكافحة التسوّل على مستوى المملكة حيث تتزامن مع قرب شهر رمضان.
كان ل«الجزيرة» هذا الاستطلاع الذي يكشف التسوّل في صوره المختلفة وتكاثر الحيل والطرق التي يمارسها الصغار والكبار من الوافدين المتخلفين.
تجديد الأفكار
** الجديد في المعروضات يوضح بان الباعة يفكّرون بعناية بما قد يحتاجه الناس في مشاويرهم والاختيار لما يضمن عدم التردد في الشراء.
** شاب أفغاني يتحزّم بقطعة قماش من نوع سميك ليعلن عن بضاعته المحمولة على ظهره..
يقول انه رباط طبي لشد الظهر والبطن ولديه العديد من المقاسات حيث يقوم أقاربه في المنزل بخياطتها وتجهيزها ويشير هذا البائع إلى انه كبر على بيع الماء ولديه إخوة يقومون بذلك..
** عن الإقبال على شراء ما يسميه الحزام الطبي يقول بان العملية لا تستغرق منه أكثر من ثلاث أو أربع ساعات في اليوم ويتم تصريف كل ما لديه..
** السبب كما يراه هو ان شكلاً من هذه الأحزمة الطبية تباع في الصيدليات بأسعار مرتفعة جدا ويحتاجها الكثيرون كما يقول أصحاب الكروش أو سائقو «الليموزين» الأجرة فهم النسبة الأكبر من الزبائن بالإضافة للكثيرين من ركاب السيارات الذين لا يترددون في الشراء لأنهم يعرفون قيمتها في الصيدليات وهذه لا تختلف عنها كثيراً لأنها تحقق الغرض نفسه..
** ويبدو ان تجارة الشوارع تتنوع حسب التفكير فيما هو احتياج، في تقاطع شارع الأمير ماجد «السبعين» وشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز «التحلية» يجري مجموعة من الأطفال عند توقف السيارات ويعرضون أجهزة قياس الحرارة للجسم من «ترمومترات» وأشرطة تعمل بإظهار الأرقام وهي جاهزة بتغليف مصنعي كما يبدو.. المتابعة لركاب السيارات كانت تؤكد عدم التردد في الشراء أما السعر فهو عشرة ريالات فقط..
الاكتشاف بعد توقف مجموعة البائعين الصغار هو نوعية من أجهزة قياس الحرارة قد تعمل لمرة واحدة لأنها مقلدة الصناعة وان كانت مغرية شكلاً وسعراً ولها شبه كبير بالموجودة في الأسواق الصيدلانية.. الأكثر ازدحاماً بأطفال تجارة الشوارع..
** الاختلاف هنا هو مزاحمة الكبار للصغار في بيع الماء طيلة النهار وكان للأطفال مراوغات في اصطياد الزبائن حيث المخاطرة بالوصول إلى أبعد مسافة من إشارات المرور والجري بين السيارات ومعها حتى تتوقف قبل وعند الضوء الأحمر وتكون عملية البحث عن نوعية الركاب قد تمت مسبقاً فيتم عرض الألعاب عند السيارات التي تحمل العائلات بأطفالهم وهكذا حتى تنطلق السيارات في الاتجاهات الأربعة ثم تستمر المحاولة..
** ومن الطبيعي ان تكون الملاحظة قدرة الأطفال على الهرب في حالة وجود سيارات مكافحة التسوّل وقد يعرف الكثيرون مواعيد مرورها ولذلك يتفاوت تواجدهم في ساعات معينة من الفترة، الصباحية.. وبداية المساء..
** الغريب أنهم في نشاط الحركة يسهرون إلى منتصف الليل وخاصة في نهايات كل أسبوع حيث تسهر مدينة جدة إلى الفجر في حركة دائبة..
** تسوّل البيع بهذه الطريقة له أضراره وخطورته على الأطفال وترتبط الظاهرة كما يبدو بأولياء أمورهم فهم قادرون على تصريف ما لديهم بتأثير استعطاف المارة وإثارة شفقتهم وان كانوا يدفعون بهم إلى خطر الحوادث المرورية وهو جانب آخر يدخل في إطار التسوّل..
تسوّل في الوقت الضائع
** والمراوغة في اختيار ساعات غياب الرقابة من مكافحة التسوّل أو الجوازات هي التي أوجدت كثافة أخرى من المتسوّلات ويحدث ذلك بعد الفجر حيث تتحرك السيارات محمولة بالطلبة والطالبات إلى المدارس ويثير الشفقة مناظر نساء يحملن أطفالاً رضعاً وهن يعترضن السيارات ويستجدين الحسنة في التنقل بين صفوف السيارات.
** هو وقت مبكر من الصباح يكون أطفال مبيعات الشوارع نائمين بعد جهد السهر الطويل ونهارات الشمس المحرقة لذلك تكون الفرصة للتسوّل النسائي قبل ان يستيقظ المنافسون أو الجهات التي تحاول مكافحة هذه الظاهرة بعلاجات اجتماعية مناسبة أو البحث عن المتخلفين والمتخلفات..
تجارة عائلية
** شواطئ الكورنيش شأن آخر مع هذه الظاهرة التي تدعو إلى الدهشة وتتزاحم الأفكار حولها في كل اتجاه..
** سيارة جمس توقفت إلى جوارنا وبدأت العائلة في النزول إلى الرصيف والشاطئ الهادئ عصراً يوحي بالمتعة في نزهة جميلة..
** لا يمكن تحديد الجنسية ولم تفلح محاولة الحديث مع رب العائلة اكتفى برد التحية والادعاء بعدم معرفة العربية..
** واتجهت ثلاث من الصغيرات إلى حيث جلوس العائلات وكل واحدة تحمل مجموعة من الوسائد المزركشة والأغطية بقدر ما تستطيع حمله أو يزيد..
** ليس في الوجوه تلك الملامح لفرح الطفولة بنزهة بحرية.. تقاطيع جامدة وقدرة على التفاهم في الأسعار فقط..
** الأب جلس بجوار الجمس القديم والأم أخذت قدراً مغطى بالقماش ومجموعة من صحون البلاستيك ولم يمض وقت حتى تزاحم حولها المتنزهون لشراء «المنتو»..
** اقتربت الشمس على المغيب وكان المشهد المثير بالحركة الآلية في عودة الصغيرات إلى السيارة التي أفرغت محتوياتها بالبيع في وقت قياسي..
تعاطف المتنزهين
** عدد من المتواجدين هناك كان حديثهم عمّا يجري..
«فايز يسلم» قال بانه يختار هذا الموقع لوجود مراجيح وألعاب الأطفال إلى جوار الشاطئ فيأتي بعائلته في يومي الخميس والجمعة ويقول عن هذه العائلة بان والدهم يعمل بمخبز تميس وهو معروف لديه منذ سنوات ويأتي بعائلته في نزهة تجارية كما شاهدتم والتعامل معه كنوع من التعاطف وأيضا فهم يأتون ب «المنتو» المعد بنظافة وجودة فهي ضمان للصحة لأن كثيراً من الباعة لا تجدر المخاطرة بالشراء منهم..
** عند مسافة أخرى من أرصفة الشاطئ حيث الجلسات العائلية مساء وان غابت إمكانية مشاهدة البحر على الطبيعة، تمارس التجارة المتحركة بشكل آخر..
** بنات في عمر الزهور وبملابس لا تدل على الإطلاق على المهمة التي يقمن بها.. بين ساعة وساعة تتوقف واحدة وأكثر وتلقي التحية على عائلة من المتنزهين ثم تعرض خدمات نقش الحناء على الكفوف وتظفير الشعور والبدكير والمناكير..
** كوافيرات الأرصفة لا يمكن تميزهن لأسباب كثيرة حيث الخبرة في الظهور بأزياء سعودية ولهجة لا تثير الارتياب منهن عربيات ويعملن في مشاغل وهذا «أوفر تايم» كما تقول إحداهن والاستفادة من الوقت للكسب إلى جانب التنزه وكسب زبونات أيضا وتؤكد أخرى ان الكثيرات يبدأن بالتجربة تمضية للوقت ثم يكون التعارف واستمرار العملية بعد ذلك وطريقة كسب الثقة تبدأ ببعض الخدمات البسيطة مجاناً في المرة الأولى..
** وفي نهاية الأسبوع تستمر التجارة المتحركة بعروض لا نهاية لها وكل شيء متوفر من إكسسوارات وساعات وأجهزة جوال وبطاقات إنترنت..
** عالم آخر يتحرك فيه الباحثون والباحثات عن الكسب بطرق مختلفة واختراع أساليب للوصول إلى الزبائن الذين يدفعهم الفضول أحياناً والاطلاع وغيرهم الذين يقعون فريسة الغش والخداع.. آخرون يعتقدون الشراء من المتجولين تعاطفاً ومساعدة بدافع الشفقة وهدف الإحسان والنظرة إليهم بالتشجيع لانه ليس تسولاً بقدر ما هو عمل وبحث عن لقمة العيش بمحاولات كهذه..
تسوّل بتوقيت المواسم
** والمعروضات أيضا خاضعة لتقديرات تفهم الظروف والاحتياجات فلا زال موسم المدارس في بدايته وفي جعبة الأطفال ما يلفت نظر الذاهبين إلى مدارسهم فقد يكون هناك أشياء منسية والوقت لا يتسع للذهاب إلى المكتبة..
** استدراج الواقعين في دوافع الحالة النفسية المستشرية والنساء خاصة هو الذي يعرفه تجار الشوارع من صغار وكبار فيكون التواجد عند مكائن الصرف الآلي للبنوك بدءا بالخامس والعشرين من نهاية كل شهر والبضائع المختلفة من أدوات مطبخ وملابس وأجهزة وألعاب.. مناشف ومناديل ورقية وحفائظ للأطفال والنساء أيضا..
ويتكرر السؤال عن التسوّل وانتظار الحسنة بالشراء وليس بشكل مباشر !!
تغيير المهنة بتحايل آخر
** تتأكد أسباب التخلي عن مهنة التسوّل باعتراف شباب ورجال بكامل صحتهم وقوّتهم من الجنسية الجنوب آسيوية بانها كانت مهنة الخطر نتيجة ملاحقتهم من مكتب مكافحة التسوّل ومطاردتهم في كل مكان بطرق مباغتة فاتجهوا إلى بيع الشوارع والتقاطعات ببضاعة من الطيور والمسابح والأجهزة الكهربائية وأطقم السكاكين وغيرها وبحسب إفادتهم فهي تجارة حرة وهذا لا يمنع من الحذر من دوريات الجوازات للمتخلفين أما البلديات فهي مسؤولة عن المحلات التجارية الثابتة..
** وهذه النوعية من الباعة لهم جولات وصولات في المقاهي والمنتزهات وبداخل المراكز التجارية..
** وكان التساؤل المطروح: عند محاولة استيقاف أحدهم يجعله يلوذ بالفرار وبتكرار إعطاء الباعة الجائلين من الكبار أي مبلغ مالي فانهم يرفضون بشدة..
** يجيبون بكل ثقة فانهم يمارسون مهنة شريفة ولا يقبلون الصدقات فهذا يجعلهم في قائمة المتسوّلين..
مواجهة الكثيرين بان ما يحدث لا يختلف عن التسوّل لأسباب واضحة هذه المواجهة في بعض المصارحة كشفت عن خلفيات زيادة أعدادهم في الوقت الذي قد يتضاعف دخلهم بالتسوّل كما هو حال الأدوار التمثيلية والطرق التي يلجأ لها المتسوّلون بادعاء المرض والعمى وفقدان الأطراف ويستدرّون العطف في المساجد والأسواق الكبرى..
لماذا نرفض هذه الظاهرة؟
** مدير مكتب مكافحة التسوّل بجدة الأستاذ سعد الشهراني يشير إلى أنها ظاهرة تحايل لتفادي حملات مكافحة التسوّل فيكون بعيداً عن المساءلة لانه يمارس نوعاً من التجارة..
وقد يفترض البعض التجاوز عن هؤلاء الأطفال أو غض النظر عنهم إلى حد ما ولكن الوضع مع الكبار الذين يتكاثرون وتزداد أعدادهم في التقاطعات والشوارع فان المسألة مختلفة تماماً ومرفوضة فهم قادرون على العمل ولكنهم وجدوا الفرصة للتسول بهذه الطريقة ويجدونها مهنة سهلة حيث ان اختصاصنا في العمل هو عدم اعتراض الباعة ولكن الحقيقة خلف ممارساتهم التي توضح هدفهم الآخر فلا يمكن لبائع التكسب من بيع طائر في قفص يحمله لساعات طويلة في الشوارع فهو يجد من ينظر إليه كإنسان محتاج ويستحق المساعدة خاصة وهو يبدو في شكل يوحي بذلك من ملابس رثة والعرق يتصبب منه في محاولاته المتمسكنة تحت أشعة الشمس..
ولا شك ان نسبة من ركاب السيارات سيدفعون له وهذا شيء طبيعي عندما تثار العواطف فما بالك ونحن مجتمع نتميز بالكرم والإحسان..
الوجه الآخر تجاه هؤلاء يحتاج إلى إعادة النظر في تعاملنا معهم أو القبول بهم وبتصرفاتهم وذلك في كونهم من مخالفي نظام الإقامة وهاربين من كفلائهم لأسباب مجهولة أو متخلفي العمرة والحج إلى جانب أنهم أصحاء وقادرون على العمل في مهن شريفة إذا كانوا نظاميين والصدقة عليهم قد لا تكون في محلها والله أعلم إضافة إلى ان العطاء لهم تشجيع على اتكاليتهم على مهنة التسوّل والبقاء في البلد بشكل غير مشروع.. والذين يندفعون إلى ذلك قد تغيب عنهم هذه الأمور وما هو أكثر لأنه استغفال وتحايل يعتقدون فيه سذاجة الآخرين.. واتضاح الصورة بهذه الطريقة تحتاج للوعي بكل ما فيها من نتائج سلبية..
والمسؤولية كما يقول الشهراني مشتركة بين دوريات الجوازات والشرطة والتي تقدوم بدورها في القبض على المتخلفين.. كذلك الأمانة التي من اختصاصها متابعة الباعة فهؤلاء ليس لديهم تصريح لمزاولة مهنة البيع في الشوارع.. وللقضاء على الظاهرة فالتعاون مطلوب وهو إن شاء الله موجود..
أما بالنسبة لزيادة أعداد الباعة في الشوارع وتقاطعاتها وأمام المحلات التجارية فالكثيرون يعتقدون المسؤولية تقصيراً من مكتب مكافحة التسوّل.. وهذا في ظاهره يؤكد كما يقول الشهراني المعرفة بانه تحايل باللجوء إلى حمل بضائع خفيفة ادّعاء بالتجارة والحكم المسبق عليهم بالتسوّل وبالتالي ما يعتقد انه تقصير مكافحة التسوّل..
وللتوضيح أكثر فنحن نقوم بحملات مكثفة في متابعة المتسوّلين ولكن مع الباعة لا نتحمل المسؤولية ولم نقبض على أحدهم على الإطلاق وفي نفس الوقت استطعنا القضاء على تواجد المتسوّلين في أماكن كثيرة حيث التركيز على شوارع معينة وأمام المراكز والمحلات والذين كانوا يعكسون واجهة سيئة خاصة في طرق تحايلهم وإدعاءاتهم وخداعهم وما يقومون به من إساءة لإنسان هذا البلد باللهجة والزي وأصبحت لدينا الخبرة في الوصول إلى الأماكن التي يمارسون فيها تحايلهم وهدفنا من ذلك إزالة اللبس الذي يحدث وقد ينطبع لدى الآخرين بنظرة غير صحيحة عن مجتمعنا الذي يرفض التنازل عن إنسانيته وكرامته بالتسوّل.. ونحن لا ندعي الكمال في عملنا إضافة إلى أن لدى المتسوّلين من الوسائل ما يجعل مهامنا صعبة إلى حد كبير في بعض الحالات حيث نواجه أثناء الحملات مواطنين يتعاطفون مع المتسوّلين ويعترضون على القبض عليهم بدافع انهم محتاجون ومساكين وأحياناً كثيرة يعتقد رجالنا سهولة الإمساك برجل ضرير فنكتشف بانه غير ذلك ويهرب وهذا الحال مع الذين يظهرون بالكساح والعرج وفقدان الأطراف، وتمثيلهم لا ينتهي وادعاءاتهم لا نهاية لها..
كل ذلك يحتاج إلى التوعية وإدراك حقيقة زيف هؤلاء فالعطاء والصدقة مستحقة للمحتاجين فعلا والطريق إليهم معروف ويجب ان يراجع الإنسان نفسه فكيف يقبل ان يعطي صدقته وإحسانه لمن يتحايل وينصب عليه؟!
وجه آخر للطفولة
** مطاعم الوجبات السريعة لها نصيب وافر من تواجد الأطفال الذين يبيعون كل شيء.. يقفون عند أبواب هذه المطاعم ويستثيرون العطف والشفقة بنظراتهم البائسة وملابسهم الرثة وشكل الحزن يرسم كل ملامحهم..
يعترضون الداخل والخارج وغالبا فهو لا يتردد في دفع ما تجود به نفسه متأثراً بمشهد الطفولة المحرومة..
** «عادل الشهري» التقيناه عند أحد هذه المطاعم فأبدى وجهة نظره حولها بان الحسنة مع هؤلاء الأطفال واجب إنساني وديننا يحث على الصدقة كل على قدر استطاعته..
** «أنور عطية» يقول انه تسوّل مرفوض لأننا نشجعهم بالعطاء فهم يختارون هذه الأماكن لاستدرار العطف وأنا لست ضد ذلك ولكنهم يتخذونها مهنة ويجب ان نسأل عن تواجد الأطفال المتسوّلين بالبيع أمام المطاعم والبحث عن أولياء أمورهم الذين رضوا لهم بهذا العمل الذي يكسر نفوسهم ويلغي إنسانيتهم فينشؤون غير أسوياء في نظرتهم وتعاملهم مع الآخرين وبالنسبة لي استعطفني أكثر من مشهد فعرضت على أطفال أحزنني موقفهم بشراء وجبة ولكنهم يرفضون فبعضهم يطلب المال وآخرون يمثلون دوراً آخر بانهم يبحثون عن لقمة العيش بالبيع وبإلحاح حتى تشتري أو تحتار في أمرك ويوجعك ضميرك وكثيراً ما عزفت عن تناول وجبتي حيرة وحزناً على ما أشاهده..
** «أحمد الغامدي» يقول: انها ظاهرة مكشوفة ويمكن دراسة أسبابها وإيجاد العلاج المناسب لها وذلك من وجهة نظر تبحث عن دوافع إقحام الأطفال الصغار في هذه الأعمال ناهيك عن مخاطرها على صحتهم النفسية والجسدية فهم يتواجدون طيلة النهار في الأجواء الحارة لمدد طويلة.
كذلك الأمر إذا افترضنا انهم من أبناء وافدين مقيمين بطريقة نظامية فلا شك انهم جزء من مجتمعنا في هذه الحالة وان كنت أعتقد ان أغلبهم من افراز المناطق العشوائية التي يسكنها المتخلفون والقادمون للعمرة وهم يعرفون طيبة الشعب السعودي وتعاطفه مع الآخرين ونحن بحمد الله كذلك ولكن ما نرفضه إثارة شفقتنا على حساب الآخرين من الأطفال الذين يعيشون هذه المشقة وهم في غنى عنها..
** أما الناحية الأخرى فهي في اعتقادي متابعة أولياء أمورهم فهم المسؤولون عنهم أمام الله وإذا عدت إلى القول بانهم جزء من هذا المجتمع فمن باب أولى دراسة وضعهم الاجتماعي من مختلف الجوانب في التعليم وغيره وقد يكون هذا من مهام الجمعيات الخيرية والمقارنة في ظاهرة كهذه مع دول كثيرة وان كان الوضع مشابهاً في الدول العربية والإسلامية منها الا أننا وبعون الله نستطيع الاهتداء إلى حلول لأوضاعهم فهناك دول تعاقب أولياء الأمور إذا كان تقصيرهم نحو الأبناء في الدراسة والتعليم أو وجودهم بالعمل في سن صغير فكيف ونحن نرى هؤلاء وأغلبهم أطفال تائهون متسكعون في الشوارع ليل نهار.. نحتاج إذاً إلى متابعة ذويهم بكل الطرق وهذا الأمثل والأجدى لأن الأطفال بلا شك وجدوا أنفسهم في هذا المصير برغبة ذويهم ودرايتهم..
** وبدون ذلك فنحن نعالج المشكلة بالمسكنات بدلا من التحكم في عاطفتنا الإنسانية بشكل عملي وناجح..
** «نايف عبدالرحمن» يقول استغرب تزايد أعداد هؤلاء الأطفال ويضيف بانهم متحركون في كل الشوارع كما تجدهم أمام المحلات التجارية والمستشفيات يعرضون ما لديهم على المتسوقين بإلحاح ولا يتورعون عن المحاولة بشكل مزعج وقد يرى البعض انهم الأقل في السعر ولكن الحقيقة تؤكد غير ذلك وعلى سبيل المثال نوعية بضاعتهم الموجودة في محلات أبو ريال وريالين وبالتالي فان الظاهرة لا تخرج عن كونها طريقة جديدة للتسوّل غير المباشر.. ولعل ما يتوفر بهذه الطريقة بيع الماء عند إشارات المرور وهو إيجابي في الظاهر ولكن هناك من يعتقد بانها عبوات مخزنة لفترات طويلة كما يحذر المختصون من شربه لانه يدخل في قائمة ما يتعرض لانهاء الصلاحية بتأثير مدد التخزين في تحلل العبوات البلاستيكية والتنبيه إلى ذلك يحتاج إلى توضيح من مصانع تعبئة المياه ومساءلتها عن المخزون غير الصالح فهذا السائق الذي يشتري وهو في الطريق لن يتمكن من قراءة ما هو مكتوب والاعتماد على ذلك في مشاويره باستمرار ربما يكون له تأثير غير مرغوب إذا صدق هذا الاعتقاد..
** ومن وجهة نظري يقول نايف ان مبيعات الصحف عند إشارات المرور هي الإيجابية التي نتمنى عودتها..
تسوّل نسائي ب«الليموزين»
** «حمود المطيري» في نهاية هذا الاستطلاع جاء بملاحظات أخرى عن التسوّل النسائي فتحدث عن تلك الطريقة المنتشرة بأن تستوقف سيارة أجرة «ليموزين» وبها امرأة منقبة تلقي عليك التحية ثم تطلب منك ما تشتري به الدواء وهي تشير الى الوصفة الطبية.
ويقول «المطيري» بانه صادف حالات كهذه أثناء خروجه من عمله في أحد البنوك وكان يعتقد انهن سعوديات لإجادة اللهجة فواحدة تدعي انها تريد مبلغاً للذهاب الى المدينة لأنها تعرضت للسرقة في السوق وأخرى تريد دفع قيمة المشوار أما الغالبية فالادعاء بالمرض وانها لا تملك قيمة شراء الدواء..
وفي إحدى المرات اضطر للدفع شفقة على طفلة تبكي بيد المرأة حتى صادفها في نهاية الشهر الآخر تستجدي زميلاً آخر واكتشف بانها تضرب الطفلة ليكون المشهد مؤثراً والبكاء حقيقياً وكانت هذه المرأة من بلد عربي مجاور وامتهنت التسوّل بهذه الطريقة..

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved