سعادة رئيس التحرير خالد المالك
تحية طيبة..
لقد سرنا البيان الصادر من قبل وزارة الداخلية ونشرته وسائل الإعلام بما فيها جريدة الجزيرة بعددها الصادر «11347» في 27/8/1424هـ والمتضمن مزيدا من الايضاح لما حدث يوم الثلاثاء الموافق 18/8/1424هـ من تجمع عدد من الأفراد لعمل مسيرات ومظاهرات على طريق الملك فهد بالرياض وتعامل رجال الأمن مع الموقف بما يستحق موضحا البيان عدد الأشخاص من الرجال والنساء.. حقيقة هذا التصرف الدخيل والغريب على مجتمعنا والذي قام به فئة لا تمثل إلا نفسها وتعد خارجة على نظام البلاد مستهترة بقوانينها وتعليماتها وهذا قمة السذاجة والتفاهة بما ينادون أو يطالبون به بعدما أصغوا اسماعهم للأفكار المنحرفة والآراء الساقطة من الداخل والخارج الذين يهدفون إلى تحقيق مآرب وأهداف يخدمون به العدو قبل ان يخدموا أنفسهم واصبحوا دمية يحركها شياطين الإنس والجن للعبث بأمن الوطن واستقراره والعبث بمقدراته وإنجازاته تحت غطاء الاصلاح وعباءة الحرية وبريق الديمقراطية التي لا تمت لفعلتهم الشنيعة بصلة لا من قريب او بعيد.. فالإصلاح له ابوابه وطرقه والحرية لها ضوابطها وقوانينها والديمقراطية لها حدودها وفق ما تسمح به الشريعة. والمؤسف جدا ان تنجرف ثلاث نسوة وتنضم مع الرجال ممن قلّ دينها وحياؤها لتقود مسيرات ومظاهرات متخذة نساء الغرب قدوة ومثلا تقلدها وتحاكيها وخروج هؤلاء النسوة بهذه الطريقة انما يؤكد ضعف الوازع الديني وقلة التربية وانعدام القوامة من قبل ولي أمرها وتمردها على قيم المجتمع وعاداته والا كيف يتجرأن على الخروج وأمام تجمهر المئات وفي موقع عام وهذا التصرف معلوم سلفا لا يجاز شرعا ولا يقر نظاما ولا يقبل عرفا واعتقد ان من الأسباب لتمرد هؤلاء النسوة كان بسبب افرازات إعلامية تبناها منذ سنوات دعاة التحرر للمرأة والتحرير من القيود الشرعية والقيم الأخلاقية وخصوصا من بني جلدتنا الذين تسلموا زمام الثقافة والفكر وباتت أقلامه تصول وتجول بالعديد من الصحف المحلية والمجلات الداخلية تحت حرية الطرح والرأي بأطروحات مشبوهة تبطن بدموع التماسيح حول ضياع حقوق المرأة ومصادرة رأيها وتهميش دورها في المجتمع وهؤلاء حقا ان يطلق عليهم مفاتيح الشر لأن اطروحاتهم وخزعبلات أقوالهم التي يفجعوننا بها كل صبيحة يوم تحير عقول العقلاء والحكماء الذين لا يعرفون السر وراء هذا الاندفاع المحموم حول المرأة بهذه البلاد التي كفل حقها الإسلام وصان كرامتها وأعطاها المميزات ما لم تنله امرأة في العالم كله. هذه الحادثة أخرست ألسنة دعاة التحرير وحقوق المرأة في الداخل الذين تباكوا عليها ولم نسمع كلمة منهم تعبر عن استنكارهم لهذا التصرف المشين والعمل الغوغائي الأرعن الذي لا يتفق مع تعاليم ديننا ولا نظام بلادنا المستمد من الكتاب والسنة وسكوتهم إنما يدل على رضاهم وتأييدهم وبهذا تنجلي غمامة المواطنة التي تلبسوا بها بكتاباتهم واطروحاتهم وصدق الله إذ يقول: {)وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) (البقرة:204)
(وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة 205]. ومن هنا نشيد ونشد على أيدي مسؤولي وزارة الداخلية بالوقوف بكل حزم وجزم لمن تسول له نفسه الخروج على النظام أو العبث به أو احداث الفتن واثارة البلبلة بالمجتمع مهما كانت دوافعهم وحججهم وان يأخذوا جزاءهم شرعا دون رأفة أو رحمة بهم حتى لا تستغل من ضعاف النفوس وأصحاب النوايا الشريرة بالتمادي على أمن الوطن والتمرد على نظامه وان يشهر بهم عبر وسائل الإعلام ليرتدع كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الجريمة النكراء. فوقى الله بلادنا من كل شر ووفق ولاة أمرنا لما فيه صلاح العباد والبلاد.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل
|