شهر كريم وضيف عزيز يحل كل عام ومن لا يكرم الكريم لا يستحق التكريم انه الفرصة السانحة التي يمن الله بها علينا كل عام لنتخفف من الأوزار التي اثقلت كواهلنا.
تكريمنا لهذا الشهر لا يكون بتحويل ليله الى نهار ونهاره الى نوم فينام احدنا طوال يومه ويصحو قبيل الغروب فلا يحس بمعنى الصيام ولا يستشعر لذة الفطر.
تكريمنا لهذا الشهر لا يكون باستغراق الوقت في اللهو واللعب فقد حول كثير من الناس ليله الى لهو وعبث فتجد ألعاباً تمارس في رمضان لا تمارس في غيره حتى ربط هذا الشهر المبارك ببعض الألعاب أو جلسات السمر فابتعدنا عن حكمة مشروعيته.
لم يبق فيك اليوم غير مظاهر
وموائد بالمشتهى تزدان
ومآذن تهفو البطون لصوتها
وتصايح تجري به الصبيان
|
ان هذا كله لا يناسب هذا الشهر الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان إنه جنة يقود الى الجنة وامتناع مشروع وتأديب بالجوع وخشوع لله وخضوع اعظم الأيام فضلاً وأكثرها اجرا.
إنه شهر التوبة والغفران وشهر الجود والاحسان شهر الصيام والقيام والمسابقة لصالح الأعمال.
أفلا ننتصر على أنفسنا في هذا الشهر ونعيد له روحانيته التي كادت ان تحجبها المظاهر؟
(*)عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
|