قال الله عز وجل {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)
ينطوي الصيام إلى جانب أهدافه الروحية والنفسية إلى فوائد جسدية صحية تريح المعدة التي عملت طيلة أيام السنة ولكي تكتمل فائدة الصيام الصحية ينبغي تجنب تناول الطعام بكميات كبيرة وأنواع غير ضرورية من الأطعمة.
قال الله تعالى{يّا بّنٌي آدّمّ خٍذٍوا زٌينّتّكٍمً عٌندّ كٍلٌَ مّسًجٌدُ $ّكٍلٍوا $ّاشًرّبٍوا $ّلا تٍسًرٌفٍوا إنَّهٍ لا يٍحٌبٍَ پًمٍسًرٌفٌينّ}، ومن هنا تأتي ضرورة التدرج في تناول الطعام لتهيئة المعدة وعدم الاخلال بتوازنها.. وعلى المسلمين أن يتبعوا سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وحكمته النبوية «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه حسب آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» ينبغي أن تحتوي مائدة الصائم على العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم وبكميات معقولة فاتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كبداية للافطار لها فوائدها الغذائية الكبيرة فمن المفترض أن يتناول الصائم قليلاً من التمر واللبن نظراً لغنائهما بالكثير من العناصر الغذائية التي تساعد الصائم في استعادة نشاطه وحيويته ثم تناول حساء دافئ لتهيئة المعدة وتنبيهها ومساعدتها في افراز العصارات الهاضمة حتى تبدأ المعدة بداية سليمة واستقبال مزيد من الطعام دون ارهاق أو تعب ودون حدوث تخمة أو سوء هضم.
كما يجب أن تحتوي مائدة الصائم على الخضار والفواكه الطازجة والسلطة التي تحتوي على كمية من الألياف وأيضاً الفيتامينات والمعادن التي تساهم في تنظيم حركة المعدة وتوازنها ووجود الفيتامينات أيضاً يساعد على امتصاص العناصر الغذائية الهامة والتخلص من الإمساك وطرد السموم من الجسم كما يجب تناول كمية من السؤال.. بعد تناول هذه الوجبة الخفيفة حتى تعوِّض الجسم ما فقده خلال فترة الصيام، ويستمر تناول السوائل حتى السحور وبكميات تساعد على تنظيم عمل الكلى ووقايتها من تراكم السموم وطردها عن طريق التبول وأيضاً تقي الكلى من الالتهابات نتيجة نقصان كمية السوائل كما يجب تناول العصائر الطازجة والخالية من السكر.
إن الصيام فرصة عظيمة لعلاج الجسد من كثير من الأمراض وخلوه من الشوائب وقد قرر عدد على لا يحصى من العلماء والأطباء أن الشفاء بالصيام أكيد لكثير من الأمراض وإن الإمساك عن الطعام والشراب مدة محدودة من الزمن عمل مفيد للسمنة وزيادة الوزن والتي انتشرت وأصبحت هي أمراض العصر لتغير أسلوب الحياة واتباع العادات الغذائية غير السليمة وقلة الحركة نجد أن الصيام هو العلاج الناجع لها وما يتبعها من أمراض ومضاعفات أخرى كأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والنقرس وآلام المفاصل نتيجة زيادة الوزن وان استهلاك الدهون والشحوم التي تحتوي على الكوليسترول اتخذت من الأوعية والشرايين مسكناً لها فظهرت الأمراض وزادت مشاكل الانسان زيادة على هموم الحياة التي تلازمه.
وبصفة عامة يؤدي الإفراط في الطعام إلى ارهاق أعضاء الجسم المختلفة وتهيئتها للضعف والمرض وقلة المناعة وأن معظم الناس يأكلون أكثر من حاجتهم وما يحتاجه الجسم البشري من طعام وتترسب هذه الكمية الزائدة في صورة دهون في أعضاء الجسم المختلفة لتعمل على نقص كفاءة تلك الأعضاء وتزيد من ضعف الجسم عامة ويمتلئ الجسم بالدهون وتعجز غدة البنكرياس عن فرز الأنسولين اللازم والكافي للجسم ويظهر مرض الداء السكري ويتبعه الأمراض الأخرى في القلب وانسداد الشرايين وارهاق الكبد.
فلذلك يجب أن تخلو مائدة الصائم أو تكون بكميات معقولة غير ضارة من الأطعمة الدسمة وأن يتناول الصائم الأطعمة التي تقيه شر الطعام وأن يتأنى المسلم في تناول طعامه ومضغه على أن يتم هضمه وامتصاصه بطريقة سليمة وألا يكثر من تناول الطعام والحلويات والمكسرات التي تشتهيها النفس ولا تعلم بها وأن يعلم الصائم أن هذا الشهر هو شهر تنظيم الحياة الزوجية والجسدية وأن يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يؤدي فرائض الله وسنة الرسول من صلاة وعبادة وقيام ليل والتأمل في الله والخلو بالنفس رياضة عقلية تحتاج لسعرات حرارية عالية وممارسة الرياضة والمشي بين الوجبات كل هذا يساعد على التخلص من السموم والشحوم ويقلل من زيادة الوزن وأن الجسد يرجع لعمله الطبيعي وبعده يشعر المسلم بنعمة الصيام والقيام واتباع سنة الرسول والمثول لأمر الله في توحيده وعبادته وصلاته وصيامه وحج بيته ويكون الإنسان قد أكمل دينه.
مع تحيات إدارة التغذية بوزارة الصحة
|