Wednesday 29th october,2003 11353العدد الاربعاء 3 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ركن الارشاد ركن الارشاد
يجيب عليها اليوم معالي الشيخ د. عبدالله بن محمد المطلق
عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة العلمية والإفتاء

المُعاهد تحت ذمة المسلمين
* ما واجب المسلمين تجاهد المعاهد؟

سعد الفنتوخ / الرياض
- المعاهد قد دخل تحت ذمة المسلمين وأخذ العهد والأمان بذلك، ولذلك العهد يحرم ظلمهم، ويجب أن ينالوا جميع حقوقهم، وكذلك يجب عليهم هم أن يؤدوا حقوق البلاد الذي يعيشون فيه، الحقوق الدينية والحقوق الاجتماعية والحقوق السياسية والحقوق الاقتصادية. هذه البلاد التي عاشوا في كنفها وفي ظلها لها نظام معين على المواطنين والمقيمين، يجب عليهم أن يحترموا أنظمتها، أما المسلمون فيجب عليهم أن يحترموا هذا الإنسان الذي أدخلوه بالعهد ويعتبر آذاه أشد الظلم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من آذى ذمياً فقد آذاني». فلا يجوز أذى الذمي ولا يجوز أذى المُعاهد، وعلى الناس أن يحافظوا على ذمة المسلمين وسمعة الإسلام، فإن الإسلام له سمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم ترك أشياء مهمة في حياة المسلمين حفاظاً على سمعة الإسلام، منها مثلاً قتل المنافقين الذين كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم، فقد آذوه أشد الأذى في المدينة حتى تكلموا في عرض زوجته، وأفسدوا عليه بعض جيشه في معارك مثل معركة أحد حين رجعوا ببعض الناس، وفي معركة الخندق وفي غيرها، والنبي صلى الله عليه وسلم يتغاضى عنهم، وقد قالوا لئن رجعلنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فتغاضى عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، وترك النبي صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم، لأن القوم حديثو عهد بكفر، فالنبي تركها صلى الله عليه وسلم حفاظاً على سمعة الدعوة وسمعة الدولة الإسلامية، والدولة الإسلامية لها سمعة يجب على المسلمين أن يحافظوا عليها، سواء في بلادهم أو وهم خارج بلادهم حتى لا يشار إلى الإسلام بأنه دين ظلم ودين إرهاب، وأنه يقتل الأبرياء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجد امرأة مقتولة وقف وقال: ما كانت هذه لتقاتل. فقد أنكر قتلها، فالإسلام دين الرحمة، ونريد أن يصل إلى جميع المستضعفين في العالم. وأعداء الإسلام يريدون أن يلصقوا به التهم حتى لا يصل إلى مستضعفي العالم. إننا نريد أن نُسمع الناس الخير، ونريد أن نبلغهم هذا الدين العظيم، وعلينا أن نصبر وأن نحسن سمعة بلادنا، وأن نحسن سمعة ديننا، وأن نجتهد في إيصال هذا الخير بواسطة وسائل الإعلام المتاحة في هذا العصر إلى جميع الدنيا. قبل هذا العصر
الدعاة إلى الله لا يعرفون كثيراً من البلدان ولا يستطيعون أن يصلوا إليها، أما أنت أخي، الآن فإنك تستطيع أن تتكلم مع كل الناس في كل البلدان، لكن لا بد أن تسلك الأساليب التي يقبلونها، والأساليب التي تنفي الأفكار الفاسدة المفتراه على الإسلام والمسلمين لتحل محلها الأفكار الصحيحة التي تبين أن الإسلام دين العدل، {إنَّ اللهّ يّأًمٍرٍ بٌالًعّدًلٌ وّالإحًسّانٌ} [النحل: 90] وقد قرنه الله بالإحسان، وقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وّمّا أّرًسّلًنّاكّ إلاَّ رّحًمّةْ لٌَلًعّالّمٌينّ (107)} [الأنبياء]، فهو رحمة لجميع المخلوقات وهذا الدين رحمة للناس وعلينا واجب تبليغ هذه الرحمة لأن الناس في حاجة ماسة إليها.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved