الشعور بالآخرين أمر مطلوب، بل إن ديننا الحنيف أكد على ذلك: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».
وتختلف درجة الشعور من شخص إلى آخر، فمن الناس من تبلغ درجة الاهتمام لديه ذروتها فلا تغمض له عين وهو يرى مصائب مجتمعه او أمته، ومنهم من يخوض الوغى لا لشيء فقده وإنما دفاعاً عن وطنه ومجتمعه وأمته.
أزعم أنني من الذين يتألمون لما يصيب الأمة والمجتمع من خطوب وما يعترض مسيرة تقدمها من عقبات، لذا فهي آهات انفثها نفث المتطلع إلى جني ثمر ما زرع.
هي آهات من يشعر بالوطن.. الوطن الذي هو مليء القلب والبصر.. الوطن الذي يشبه الأم اتساعاً وحباً وعطاءً.
تلك الآهات «ربما» لا تكون آهاتي لوحدي بل من المؤكد أن جل المجتمع يشاركني بثها، ولكني اختلف عنهم يبثها «دون وجل» ليقيني أن ولاة امر وطني يسعدهم سماع آهات أي مواطن فهم الذين عودونا فتح قلوبهم قبل قصورهم لاي شاك ومظلوم.. ولاة امرنا يحق لنا المفاخرة بهم.. لانهم عرفوا بالفضل وتسنموا سنام المجد لكل فضيلة ساعون ولكل حاجة قاضون.. ولكن الخلل «إذا حصل» فهو من بطانة تحجب صوت المواطن أن يصل وتمنع فضل الولاة أن يعم، هذه هي الأولى من بعض آهاتي وهي من أعظم الاخطار التي يعاني منها المواطن، هؤلاء البطانة منعت «بعض» ذوي الحاجة والمظالم ان يصلوا بسن قوانين هي من عند انفسهم فمنعوا بها شريحة من أصحاب الحقوق أن يصلوا إلى ولاة الامر، وإن وصلوا فبعد عنا ومشقة عظيمة كلفتهم وقتاً كبيراً ومالاً وهم في الغالب ليسوا من اصحاب الأموال، هؤلاء في حاجة إلى من يمهلهم فإذا لم يصلحوا من حالهم أن يسرحهم..
شكا إليّ احدهم من معاناته عندما رغب مقابلة احد ولاة الامر الأجلاء ليعرض عليه مشكلة استعصى حلها مع موظف هذه الإدارة ودهشت لما اعرف عن هذا الرجل من فتحه لمكتبه ومجلسه وقلبه لكافة افراد المجتمع وزالت دهشتي عندما اخبرني بأن الامر بسبب موظف يأبى الا أن اكتب ما اريد قوله و «أتوكل على الله».
وآخر شكا من منع احد سكرتارية مسؤول كبير إياه من مقابلته لان الامر لا يعني هذا المسؤول..! وهو في الحقيقة مجاف للحقيقة.. وما حصل مع مواطن صالح مخلص لا حاجة له شخصية وإنما من أجل قيادته ووطنه فحال بينه وبين هدفه رجل يبدو انه صاحب مصلحة خاصة فحفظ مشروعه الوطني إن لم يكن أتلف.
إنني اثق ثقة مطلقة في حرص قيادتنا على أن يصل صوت كل مواطن بل كل مقيم على هذه الأرض المباركة إليهم دون وساطة وأجزم انهم - حفظهم الله - لو علموا بتصرفات هؤلاء مارضوا عن ذلك فيا ليت هؤلاء المدّعون يعون أنهم بفعلهم هذه ظالمون ومخطئون بحق انفسهم وحق الآخرين وحق الوطن.
فاكس: 4080796
|