قرأت مقالاً تحت عنوان الملك فيصل بن عبدالعزيز في كتاب جديد باللغة الروسية للمستعرب الروسي أيجور تيمو فييف فقلت سبحان الله أمس القريب تختار وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» اسم الأمير خالد الفيصل على أحد مراكبها المنطلقة لكوكب المريخ عرفاناً منها بدوره المتميز في خدمة العلم والثقافة والتطور والتنمية وبناء الانسان وغير ذلك واليوم يأتي هذا الكاتب أو المؤرخ الروسي ويقوم هو الآخر باعداد كتاب جديد عن حياة الملك فيصل رحمه الله.. إنها الشهادة الحقيقية فعلا حينما تسمعها من الطرف الآخر وخاصة إذا كانوا من خارج ملتنا.. فإن ذلك يعتبر نصراً كبيراً لسمو أخلاقنا وأعمالنا.
الملك فيصل رحمه الله من الذين تبوؤا مكانة ولاية الأمر وتربع على أكبر عرش ينحدر من تحته أعظم خزائن الأرض ومع هذا فلم تطغه نفسه بالتمتع بمزايا الملك بل كان تقياً وورعاً وزاهداً عن ملذات الدنيا كلها ولذلك فنحن أولى من غيرنا بالكتابة عن تاريخ قادتنا وعلمائنا من باب تعاليم ديننا الحنيف «من عمل فيكم معروفاً فكافؤوه» أو ادعوا له..
إن وجود مثل هؤلاء الصالحين والمصلحين سواء إن كانوا حكاماً أو محكومين منحهم الله نعمة الصلاح والاصلاح لجدير بنا ان ندعو لهم من باب الوفاء والعرفان للمحسن احسانه وللمبدع ابداعه.
إن الملك فيصل رحمه الله رجل تاريخ مجيد شارك والده رحمه الله في توحيد هذه الجزيرة العربية التي يعتبر توحيدها على مر التاريخ المعاصر من أكبر المعجزات ومن هذا تمكن هذا القائد التاريخي من المشاركة مع والده في توحيدها واعداد العدة لقيام هذا الكيان الشامخ فوق أرضها وتحت سمائها وانطلقت منها الأيادي البيضاء لاعمار الأرض وتنمية الانسان وعلم الانسان وهذه هي الحقيقة تتحدث عن نفسها والتاريخ يكتب من خارجها عرفانا بدورها ودور قادتها.
لقد دخلت المملكة في عهده أولى خطط التنمية العملاقة على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي.. دخلت أيضا من أوسع الأبواب في المحافل الدولية والاقتصادية العلمية باستراتيجية عملاقة على المدى البعيد لا زالت تؤتي ثمارها حتى اليوم رغم تعرض العالم لكثير من الهزات والتقلبات السياسية والاقتصادية.. ومع هذا فلم يتأثر وضعها ولم تتوقف حركة نموها.. إنها اللبنة التحتية الصامدة التي بنيت بأيد مخلصة وعقول نيرة وأهداف مستنيرة فكانت النتيجة بهذا الواقع الملموس على مستوى الداني والقاصي.. فرحم الله الملك فيصل رحمة واسعة.. فهي له عند ربه خير من الدنيا وما فيها.
|