* الرياض - الجزيرة:
صدر مؤخراً قرار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بتشكيل لجنة لبذل المساعي الحميدة للصلح والحث على العفو في القضايا الصادر بها أحكاماً شرعية بالقصاص بإشراف مباشر من سموه الكريم وعضوية عدد من المسؤولين في الإمارة وعدد من العلماء والوجهاء ومحبي الخير.
ويأتي قرار سموه الكريم ملبياً للأمر السامي الكريم الموجه إلى أمراء المناطق لإشعار أصحاب الحق بأن ما صدر من حكم تجاه خصمهم قد صدر أمر تنفيذه من قبل المقام السامي الكريم مع إظهار ما للصفح من مكانة وأجر عند الله على أن يتم ذلك بدون أية ضغوط على أصحاب الحق وأن يستثنى من ذلك الجرائم المرتبطة بأعمال الخطف والسرقة وجرائم الاعتداء على العرض والأخلاق أو التمثيل بالقتيل أو تبييت النية في القتل؛ كما أنه يأتي متمشياً مع الهدي الإسلامي الحنيف الذي حث على العفو والإصلاح بين الناس فقد قال الله تعالى :{ )لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) (النساء:114)
وقال الله تعالى{ فّاتَّقٍوا الله وّأّصًلٌحٍوا ذّاتّ بّيًنٌكٍمً} [الأنفال: 1] كما ثبت عن النبي صلى الله عليه أنه قال «من نفس عن مسلم كربةً من كرب الدنيا نفس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة» كما أنه يحقق مبدأ التعاون على البر والتقوى الذي أمر به الله تعالى حيث يقول {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البرٌَ وّالتَّقًوّى" } [المائدة: 2] ويساهم في ترسيخ مفهوم الأخوة وتوثيق روابط المودة والمحبة وتماسك أفراد المجتمع فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
ومما لاشك فيه أن قرار سموه الكريم يمثل عملاً جليلاً وسيكون له أثر كبير يمتد إلى نفوس شتى وبيوت عدة وسيعيد الأمل في الحياة لأناس كانوا ينتظرون حد السيف وآخرين دبت فيهم نيران الفرقة والخصومة فهنيئاً لمن جاء للناس كالغيث فأدخل السرور لبيوتهم وأبدل خوفهم أمنا وفرقتهم اجتماعاً وأنسا وفاز بوعد الله تعالى حين يقول{وّمّنً أّحًيّاهّا فّكّأّنَّمّا أّحًيّا النّاسّ جّمٌيعْا} [المائدة: 32] .
كما أنه من المتوقع أن تكون ثمار هذا العمل يانعة طيبة يتلذذ بها كل بيت وأسرة وسيمتد أثره ليشمل المجتمع بأكمله وسيفوز من سعى فيه بدعاء الناس وثنائهم خاصة من تيسر أمره ونفست كربته، وسيحقق -بإذن الله تعالى- أهدافاً عديدة من أهمها ترسيخ مبدأ التعاون والتكافل الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف وتعميق أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع والعمل على نبذ أسباب الفرقة والاختلاف والتخاصم وتأصيل روح الأخوة والتماسك بينهم والستر على عورات المسلمين وعيوبهم وإقالة عثراتهم والعمل على تيسير أمور الناس وتلمس حاجاتهم ونقلها لولاة الأمر.
|