نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان خير مرب للصغار والكبار، ولقد كان عليه الصلاة والسلام منذ دخول شهر رجب يهتف داعياً من فوق منبره وعلى مسمع من أصحابه - بمن فيهم الصغار - قائلاً: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان» ولا يخفى ما لهذه الكلمات النيرات من أثر تربوي على الصغار والكبار، وتهيئة نفوسهم لاستقبال هذا الشهر الكريم منذ وقت مبكر، حتى يتشوقوا لبلوغه، وهكذا ينبغي للأباء والمربين أن يشعروا أولادهم في وقت مبكر بعظمة هذا الشهر وجلاله، لا بشراء كميات كبيرة من الأطعمة والأشربة، وإنما بما فيه من الأجور العظيمة، والدرجات العلى.
دور المدرسة مكمل لدور البيت، والمعلم عليه مسؤولية كبرى في تربية النشئ، وخصوصاً في هذا الشهر الكريم، ومن الأساليب التربوية التي يمكن تطبيقها في هذا الشهر:
1- أن يظهر المعلم أمام طلابه وهو في كامل نشاطه، حتى يشعر طلابه ان هذا الشهر ليس شهر النوم والكسل كما هو شائع عند بعض الناس، وإنما شهر النشاط والجد والعمل.
2- أن يشجع المعلم طلابه على الصيام لاسيما الذين تجاوزوا السابعة، بأن يسألهم مثلا في الأيام الأولى من الشهر: من صام منكم اليوم؟ فإن هذا السؤال أثره على نفوس الصغار، يدفعهم الى التنافس في الصيام، ليعتادوه منذ وقت مبكر من سنين حياتهم، فلا يستثقلونه في الكبر، وهكذا كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يفعلون مع أولادهم حتى إنهم ليلهونهم ببعض الألعاب حتى يتموا صيام اليوم.
3- رمضان هو شهر القرآن، فعلى المعلم أن يحث طلابه على قراءة القرآن بالأسلوب السابق، فيسألهم مثلاً: من منكم قرأ شيئا من القرآن؟ أو كم صفحة قرأ؟ ونحو ذلك، مع حثهم على محاولة فهم الآيات والسؤال عما أشكل منها.
4- إن من أهم الحكم الذي فرض من أجلها الصيام: أن يتذكر الصيام إذا جاع اخوانه المساكين والفقراء الذين يجوعون طوال العام، فهذا الشهر فرصة عظيمة لتربية الطفل حين يصوم ويشعر بالجوع على الاحساس بمعاناة الآخرين ومنهم الأطفال الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم طوال العام فهذا الشهر فرصة عظيمة لتربية الطفل حين نصوم ويشعر بالجوع على الاحساس بمعاناة الآخرين ومنهم الأطفال الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم طوال العام وهذا أبلغ من مئة درس نظري يلقى على مسمع الطفل.
ومن ذلك تذكير الأطفال بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «من فطر صائما فله مثل أجره» ليساهم هو في تفطير الآخرين المحتاجين إما باطعامهم مباشرة وإما باقتطاع جزء من مصروفه لهذا الغرض.
5- إن ما يتميز به هذا الشهر الكريم، اجماع الناس على الامتناع عن الطعام والشراب حتى الذين يباح لهم الفطر مطلوب منهم احترام قدسية هذا الشهر وترك المجاهرة بالأكل والشراب وهذا له أثره الكبير في تربية الطفل على احترام مشاعر الآخرين ومن الأساليب التربوية التي تعزز هذا الشعور لاسيما في المدارس الابتدائية التي يكون فيها الصائم والمفطر: إكرام الصائمين، وعزل المفطرين في الفسح بعيداً عن الصائمين لأن بعض الأطفال قد لا يصمد أمام اغراء الطعام والشراب.
|