هاري بوتر لمن لا يعرفه هو الشخصية المحورية لسلسلة قصصية تحمل نفس الاسم. وتقوم فكرة القصة الأساسية على وجود طفل يملك قوى سحرية قُتل والداه الساحران أيضا على يد ساحر شرير.
وينحدر هذا الطفل من عائلة سحرة لا يفعلون إلا الخير، ويعيش هذا الطفل معاناة مستمرة مع قاتل والديه والذي يحاول التخلص منه أيضا، وتكمن صعوبة المواجهة في كون الساحر الشرير يتقمص في كل مرة شخصية مختلفة يسعى من خلالها الى قتل هاري بوتر، لكن الأخير ينتصر عليها ومن ثم تختفي هذه الشخصية ليظهر الساحر في شخصية جديدة.
وقد لاقت هذه السلسلة القصصية رواجاً منقطع النظير حتى ان مؤلفتها أصبحت مليونيرة بعد أن كانت متسولة. ولعل الرئيس الأمريكي الحالي من كبار المعجبين بهذه القصة، والذي دفعه اعجابه بها الى أن يتقمص شخصية هاري بوتر فهو الذي يواجه الأشرار الذين قضوا على والده ويتربصون بالعالم وبالبشرية الدوائر، وفي كل مرة يظهرون بشخصية مختلفة فتارة في شخصية ابن لادن وحكومة طالبان وأخرى في شخصية صدام وحزب البعث وأخرى في شخصية كوريا الشمالية ورابعة في شخصية ايران وخامسة في شخصية سوريا هذا عدا الشخصيات الصغيرة المتناثرة هنا وهناك حول العالم والتي تمثل تنظيمات ارهابية - حسب تصوره - وجمعيات اغاثية وخيرية. ومثلما ان الشخصيات التي تهدد هاري بوتر الخيالي تأتي من خلفيات متعددة، فكذلك الشخصيات المتخيلة التي تهدد هاري بوتر الحقيقي، فتارة هي شخصيات ذات بعد اقتصادي تشكل تهديداً اقتصاديا وأخرى ذات بعد أيديولوجي وحضاري وثالثة عسكري.
ولعل الساحر الشرير في سلسلة قصص هاري بوتر الواقعية في آخر جزء صدر منها جاء بخلفية اقتصادية وتهديد اقتصادي، ولذا راح هاري بوتر يجوب العالم من الصين الى اليابان الى تايلند في محاولة جادة منه للقضاء على هذه الشخصية. وكما ان ابتكار شخصيات عديدة ضروري لبقاء شخصية هاري بوتر في القصة الخيالية وبالتالي ضمان صدور أعداد متوالية منها تشكل مصدر دخل كبير لمؤلفتها، إن افتعال الأزمات وابتكار أنواع مختلفة من التهديد أمر ضروري لبقاء واستمرار هاري بوتر الحقيقي وتوفير مصدر دخل ملائم له. ذلك أن الشخصيات التي يتشكل في صورتها الخطر الذي يهدد حياة هاري بوتر هي نفسها سر بقائه واستمراره.
| 
