Wednesday 29th october,2003 11353العدد الاربعاء 3 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الجدار العنصري أداة عقاب للفلسطينيين
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لا يكفي أن يقسم الجدار العنصري الذي أقامته حكومة شارون الأراضي الفلسطينية، ويفتت الدولة الفلسطينية المنتظرة، ويجزىء المناطق الفلسطينية ويحولها إلى مجاميع سكانية متناثرة إلى جانب المستعمرات الإسرائيلية المحمية بالجدار العنصري، وبالتالي يلغي احتمال تكوين دولة فلسطينية من هذه المجاميع المتناثرة، ولأن التجربة حققت الأهداف الشريرة لشارون وجنرالات الارهاب المنضمين إلى حكومته، وفي مقدمتها إلغاء فكرة الدولة الفلسطينية في الأساس ولصمت الأسرة الدولية على هذه الفكرة المدمرة للسلام، فقد بدأ التفكير في اقامة جدار عنصري آخر أسموه بالجدار الشرقي، وهذه المرة سيفصل هذا الجدار المستعمرات الإسرائيلية والكيان الإسرائيلي عن منطقة شرق الاردن، بحيث تفصل الحدود الاردنية الفلسطينية، ومنطقة الأغوار، وما يتبقى من شريط للأراضي الفلسطينية وعزلها تماماً مع ما يعني هذا العزل من حرمان للتواصل والتفاعل الاقتصادي والسكاني بين الاراضي الفسطينية والاراضي الأردنية والأراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي.
الجدار الشرقي، والجدار الغربي.. وما سيتبعهما من جدارات اضافت وسيلة عقابية جديدة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين المعزولين خلف الجدار الفاصل العنصري، فهذا الجدار يحتوي على بوابات تسمح بتنقل المواطنين الفلسطينيين بين القرى والمدن التي قسمها الجدار العنصري.
وبين هؤلاء المواطنين المزارعون والطلاب الذين يفرض عليهم التنقل صباحاً بين المنطقتين المقسومتين وعبور البوابات للتوجه إلى مدارسهم، وكذلك المزارعون لرعاية مزارعهم، وقد وجد المحتلون الإسرائيليون أن «أفضل» وسيلة لعقاب الفلسطينيين الذين لا يتعاونون مع سلطات الاحتلال باغلاق بوابات الجدار أمام مواطني أي قرية أومدينة لا تبدي تعاوناً مع سلطات الاحتلال.
وبهذا يضيف الجدار العنصري إلى سيئاته، سيئة أخرى فبالإضافة إلى ما يحققه من فصل عنصري، وما يؤديه من تقسيم وتفتيت للأراضي الفلسطينية، ويلغي احتمالية الدولة الفلسطينية، يصبح أداة عقابية بيد الإسرائيليين لابتزاز الفلسطينيين وجعلهم أكثر استجابة للعمالة لهم.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved