* بغداد من روزاليند راسل ومايكل جورجي رويترز:
قال جنرال أمريكي انه توجد علامات على تورط مقاتلين أجانب في أربعة تفجيرات انتحارية قتلت 35 وأصابت نحو 230 بجراح يوم الاثنين في أكثر الأيام دموية في بغداد منذ الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.وتعهد الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يسعى من أجل إعادة انتخابه العام المقبل وسط موجة انتقادات متزايدة لسياساته في العراق بعدم الانسحاب من العراق بعد ان فجر مهاجمون سيارة إسعاف محملة بالمتفجرات أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد وهاجموا ثلاثة مراكز للشرطة العراقية.
جاءت الهجمات التي تم تنسيقها فيما يبدو في ساعة الذروة الصباحية في أعقاب مقتل ثلاثة جنود امريكيين خلال الليلة السابقة للتفجيرات ومقتل رابع في هجوم بالصواريخ يوم الأحد على فندق في بغداد كان ينزل به بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الامريكي. ولم يصب ولفوفيتز بسوء إلا ان جندياً امريكياً قتل وأصيب 17.
وقال البريجادير جنرال مارك هيرتلنج من الفرقة المدرعة الأولى بالجيش الامريكي «هناك مؤشرات تدل على ان هذه الهجمات تحمل أسلوب مقاتلين أجانب».
وأضاف ان مهاجماً اعتقل عقب إحباط محاولته تفجير مركز للشرطة كان يحمل جواز سفر سورياً.
وقال هيرتلنج في مؤتمر صحفي «انه مقاتل أجنبي، يحمل جواز سفر سورياً ويدعي رجال الشرطة انه عندما أطلق النار عليه وسقط قال انه سوري»، مؤكداً تصريحات امريكية سابقة بأن مقاتلين من القاعدة ومقاتلين أجانب آخرين ينفذون عمليات بالعراق.
ووصف هيرتلنج توقيت التفجيرات التي تزامنت مع بدء شهر رمضان المعظم بانه «إجرامي وانتهاك للحرمات» وقال ان الهجمات ليست من النوع التي يشنها أنصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والذين اتهمهم الجيش الامريكي بأنهم مسؤولون عن معظم الهجمات التي استهدفت قواته وأهدافاً أخرى في العراق ما بعد الحرب.
ومنذ إعلان بوش وقف عمليات القتال الرئيسية في الأول من مايو/ ايار الماضي لقي 113 جندياً امريكياً حتفهم بنيران معادية معظمهم فيما يسمى «المثلث» السني الذي يضم بغداد.وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية في مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي. سي» «هذا النوع من الهجمات الانتحارية يحمل كل السمات المميزة لعمليات القاعدة، انها غريبة على الطابع العراقي».
وقال بوش انه يتحقق تقدم نحو إقامة معيشة أفضل للعراقيين. ان تفجيرات يوم الاثنين تظهر ان المهاجمين أصبحوا أكثر يأساً في محاولتهم فرض التغيير.
وقال بوش «من المصلحة القومية للولايات المتحدة ان ينشأ عراق يتمتع بالسلام وسنبقى حتى النهاية من أجل تحقيق هذا الهدف».وأضاف قوله «كلما حققنا تقدماً على الأرض أصبح العراقيون أحراراً... وأصبح هؤلاء القتلة أكثر يأساً لأنهم لا يتقبلون فكرة قيام مجتمع حر».
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان الهجوم على مقر اللجنة أسفر عن مقتل ما بين عشرة إلى 12 بمن فيهم اثنان من الحراس العراقيين لمقر اللجنة، كما أصيب 15 من الموظفين العراقيين العاملين بمكتب اللجنة في بغداد.
وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها هجمات انتحارية المنظمة التي تتخذ من سويسرا مقراً لها وتعمل منذ 140 عاماً لحماية المدنيين وقت الحرب ولا تنحاز لأي من الأطراف المتصارعة.وقالت ندى دوماني المتحدثة باسم الصليب الأحمر لرويترز «كنا نعتقد دائما ان العمل الانساني الذي نقوم به يكفل لنا الحماية».
|