* عمان خاص الجزيرة:
غابت مظاهر الفرحة والبهجة عن معظم المدن الفلسطينية ولم يحتفل اهلها بحلول الشهر الفضيل بسبب العراقيل الاسرائيلية من بداية انتفاضة الاقصى. وتفرض قوات الاحتلال الحصار الخانق والطوق على مدن الخليل وبيت لحم ونابلس وجنين وغزة ورفح وتعزلها عن قراها وباقي محافظات الوطن دون رحمة او شفقة بالمرضى والنساء والاطفال وكبار السن والطلبة، وتمنعهم من الوصول إلى المستشفيات في هذه المدن للعلاج.
ولم تعد المحلات التجارية في البلدة القديمة بالخليل وغيرها التي كانت تعج بالمتسوقين والباعة المتجولين في مثل هذا الوقت من كل عام موجودة، بعدما غيرت قوات الاحتلال معالمها، حيث دمرت قوات الاحتلال وحطمت بسطات العرض الموجودة فيها لتحرم اصحابها ومن هم من ذوي الدخل المحدود من اكتساب قوتهم اليومي ولقمة عيشهم.
واضطرت محلات بيع الحلوى والقطايف الرمضانية التي تشتهر المدن الفلسطينيةوخاصة البلدات القديمة فيها بصناعتها إلى الاغلاق، جراء منع التجول المتواصل عليها ومنع اصحابها من العمل فيها وفتح ابواب محلاتهم التجارية. وشهدت المحلات والمتاجر نقصاً حاداً في السلع والمواد الغذائية الاساسية مثل الارز والطحين وحليب الاطفال، كما منع تجار المدينة من استيراد البضائع والمواد الغذائية والخضار من محافظات الوطن الاخرى.
واصبحت سوق الخضار في هذه المدن كالاطلال تخلو هي الاخرى من الباعة والمتسوقين ولم يعد يسمع بها صوت الدلال او صوت صاحب بضاعة ينادي على بضاعته كما غابت مشاهد الفلاحين الذين يرتدون القمباز والكوفية السوداء الذين كانوا يأتون لتحصيل ثمن بضاعتهم التي وردوها إلى السوق في اليوم السابق. واصبح هناك نقص في الاسواق من البضاعة، وغابت عنها بسطات الخيار والكلمنتينا والبرتقال من صنف ابوصرة والبندورة والبصل الاخضر والفجل الاحمر وهي الاصناف التي كانت تملأ السوق في مثل هذا الموسم ومع اطلالة شهر رمضان. وحرم المواطنون في الخليل من زيارة الاقارب وصلة الرحم، كما غاب هذا العام صوت المسحراتي الذي لم يعد باستطاعته التجول في طرقاتها وشوارعها قبل اذان الفجر وهو يغني وينشد على دقات طبلته ليوقظ اهالي المدينة.
|