Wednesday 29th october,2003 11353العدد الاربعاء 3 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير النبيل سلمان.. الأمير النبيل سلمان..
شخصية «فذة» لاتخرج من ذاكرة الأجيال
مالك ناصر درار

في زحمة الحياة ينسى الناس دائماً القلوب الكبيرة التي تحتضن عذاباتهم وترقرق لهم جداول الحياة.. وعندما ينفرد الانسان بنفسه وهذا يحدث نادراً يتذكر هؤلاء الذين امدوا شرايينه بالدماء.
ولعل سلمان بن عبدالعزيز الأمير الانسان هو أكثر الناس الذين يبقون في الذاكرة لسنوات واعمار فهو نموذج للفارس النبيل الذي يذوب وجداً إذا شاهد العذاب على وجوه الآخرين.. ويظل يجهد نفسه حتى تجد الابتسامة طريقها الى الوجوه الحزينة.
قضى الأمير سلمان بن عبدالعزيز خمسين عاماً اميراً لمنطقة الرياض عاصمة الحكم لأكبر وحدة حقيقية شهدتها المنطقة في العصر الحديث هي المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ويؤكد سموه على الدوام على البعدين.. الايماني والوطني فيشير إلى ان منطق الملك عبدالعزيز الاساسي الى استرداد الرياض هو العقيدة التي كان يشوبها في ذلك الوقت الكثير من الضلالات والبدع وليس من اجل ان يفرض حكماً.. لسبب بسيط هو انه وآباءه كانوا حكاماً لهذه الارض في الاصل.. كما يشير سموه الى ان عمق الانتماء وهاجس الوطن كان بمثابة القوة الثانية الدافعة لاسترداد هذا الوطن.
ويزداد اعجاب العالم يوماً بعد يوم بأعجوبة الدنيا الثامنة «الرياض» فقد استطاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز تحقيق كل الاماني والطموحات التي وضعتها الدولة التي صاحبت ايضاً اختياره لهذا المنصب ورئاسته للعديد من الهيئات والمؤسسات الرسمية والاجتماعية لعل في مقدمتها اللجنة العليا لتطوير مدينة الرياض، واذا كان هناك كثيرون لايعرفون تاريخ مدينة الرياض فقد عاصر سلمان بن عبدالعزيز كل سنوات ولحظات التنامي القياسية للرياض واستطاع بلمساته الهائلة تحويل الرياض من لبن وطين الى عمارات شاهقة ونهضة عملاقة وحدائق خضر كمدينة حضارية تجمع بين اصالة الامس وحضارة اليوم المعاصرة بها شبكة هائلة من الخدمات المتطورة في المجالات شتى.
كيف لا يعشق الرياض وقد ولد فيها وشرب من حنانها وتلقى تعليمه على ايدي كبار الشيوخ وعلماء الاسلام وزاد حصيلته بالاطلاع في جوانب المعرفة وعلوم الحياة شتى ذلك ان الامير سلمان يتولى العديد من المهام السياسية ويشترك في كثير من المباحثات التي تجرى مع قادة الدول والمسؤولين الذين يزورون المملكة ويسافر كذلك في مهام سياسية تتعلق بالعلاقات بين المملكة وبعض الدول الاخرى.
وحصل سموه على العديد من الاوسمة والنياشين من الدول العربية والاسلامية والصديقة منها اعلى وسام فرنسي، وصفة مواطن شف لمدينة طنجة، كما زار الامارات العربية المتحدة والاردن والبحرين والكويت وجمهورية مصر العربية والجزائر والنمسا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وكندا في مهمات رسمية.
وللأمير النبيل سلمان يد طولى في اعمال البر والاحسان فأبوابه مشرعة على الدوام لاعمال الخير فهو يرأس مجلس ادارة جمعية البر بالرياض ورئيس الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الافغان ورئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين، ان العمل الانساني النبيل الذي يبادر اليه الامير سلمان لمساندة كل محتاج سيكتب في التاريخ بحروف من ذهب وستظل صورة الأمير سلمان المغرم بإسعاد الآخرين عالقة بأذهان اجيال من الاسر داخل المملكة وخارجها وكأننا نحاول اللحاق برجل اعتاد السباق في اعمال الخير بحس وطني اسلامي رفيع.
حكايات وحكايات كثيرة عن الوفاء في شخص الأمير سلمان ووقفته الشجاعة امام الحق فلا يخشى في الحق لومة لائم وسيظل عطاؤه مظلة رحمة يستظل بها كل من يتعامل مع هذا الرجل امير المدينة العريقة التي تليق بأن تكون عاصمة المملكة العربية السعودية قلب العالمين العربي والاسلامي.
لعل هذه الاعمال والمنجزات التي تجشمها الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هي التي تعطي الاهمية القصوى لشخصيته الفذة واهتماماته الفكرية والاعلامية وعنايته التامة للصحافة العربية وتأكيداته المستمرة على التصدي للحملات المغرضة ضد الامة العربية والاسلامية ولاسيما من خلال مبادرته الرائعة وتنبيه لفكرة اقامة معارض المملكة بين الامس واليوم التي غيرت كثيراً من الصور المشوهة عن اقدس بقعة في الارض دولة الحرمين الشريفين.
* حقاً انه يستحق ذلك ولم لا؟ وهو قد نذر نفسه للاعمال الخيرية، منذ اكثر من خمسين عاماً مضت، ليس في المملكة فقط بل في العالم الاسلامي قاطبة، فمن مصر عام 1370هـ لجمع التبرعات لمنكوبي حرب السويس الى الجزائر ثم الاردن لرئاسة اللجنة الشعبية لمساعدة اسر مجاهدي فلسطين الى اغاثة منكوبي باكستان الى رئاسة الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الافغان العام 1400هـ الى السودان ثم اليمن، ثم رئاسة اللجنة السعودية لمساعدة اخواننا في الكويت اثناء حرب الخليج ودوره في جمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك، ثم الى بنجلاديش ثم رئاسة اللجنة الخاصة بفلسطين ورئاسة اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة الاقصى.
حقاً انه يستحق ان يكون رائداً للعمل الخيري والانساني ليس في المملكة بل في العالم الاسلامي:
وكما قال المتنبي:


على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم المظالم

وقال الأمير فهد بن سلمان رحمه الله عن والده: «ان والدي باعه طويل في العمل الخيري، منذ زمن طويل جداً، ولكنه لايحب ذكر ذلك».
نعم انه رائد للعمل الخيري والانساني في المملكة وخارج المملكة وسموه لا يريد من ذلك الا رضا الله عز وجل.
جعل الله ذلك في موازين حسناته يوم القيامة،
قال تعالى {لّن تّنّالٍوا البرّ حّتَّى" تٍنفٌقٍوا مٌمَّا تٍحٌبٍَونّ}، ونحن في المملكة نحس ونلمس دور سموه في الاعمال الخيرية ولا يختلف على ذلك اثنان من خلال المؤسسات التي يرأسها سموه ويشرف عليها ويدعمها.
مثل مركز الأمير سلمان الاجتماعي وهو نواة لمراكز عدة سوف تنشأ في مدن المملكة واحيائها.
كذلك مركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة، ومركز الامير سلمان الخيري لأمراض الكلى، ومشروع الأمير سلمان للاسكان الخيري وغيرها الكثير.. الخ.
أنْعِم به واكثر من امثاله في هذا الوطن المعطاء في وطن الخير والمقدسات، وليس بغريب عن مثل سموه فهو ابن الملك عبدالعزيز رحمه الله الموحد والقائد لهذه البلاد والرائد في اعمال الخير.
اتمنى لسموه الصحة والعافية والعمر المديد، ليستزيد من اعمال الخير وينشرها في جميع ارجاء الوطن الاسلامي.
ادام الله علينا هذه النعمة وبارك الله لنا في هذه الاسرة الكريمة المحبوبة وبالشكر تدوم النعم والسلام ختام.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved