يبرز من بين المعالم التي تميز الحي الدبلوماسي بالرياض ساحة الكندي، وهي الساحة التي رأت الهيئة العليا لتطوير الرياض بتوجيهات الأمير سلمان بن عبدالعزيز ان تراعى فيها اعادة احياء الوظيفة الأساسية للساحة والتفاعل الايجابي بينها وبين المسجد والسوق كأبرز مكونات العمارة الاسلامية.
وقد قالت نشرة «تطوير» الدورية التي تصدر عن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في أحد أعدادها إن الحضارة الاسلامية في مجال العمارة انطلقت من الوظائف العامة للمنشآت، وشكلت المساجد أبرز مفردات العمارة الاسلامية انطلاقا من المهام التي يتولاها المسجد في المجتمع الاسلامي، كمقر لأهم العبادات، ومكان لقضاء أمور المجتمع المهمة، ومدرسة عامة للجميع، كما شكلت الأسواق العنصر الثاني باعتبارها مصدر كسب المجتمع وقوام معاشهم، تلتها المرافق العامة كالمستشفيات والأوقاف، والميادين، وسبل الماء والقناطر، والأسوار والحصون.
نشأت علاقة قوية في المدينة الاسلامية بين المسجد والسوق والساحة، لتكوِّن هذه العناصر الثلاثة نظام العلاقات العامة في مجتمع المدينة، ومع سيطرة المعمار العصري الحديث ضعفت أواصر العلاقة بين أفراد المجتمع.
وقد حققت ساحة الكندي نجاحاً معمارياً جعلها تفوز بجائزة معمارية شهيرة، ومن أبرز معالم ساحة الكندي الوظيفية والمعمارية ما يلي:
* احترام المسجد وابراز معالمه والدلالة على مداخله بشكل ميسر لكل من يزور الساحة، حتى نمط رصف الساحة يشير لاتجاه المسجد والقبلة، وتشكل الساحة فراغاً بصرياً للعمق الذي يحتاجه ارتفاع المسجد باعتباره أضخم كتلة معمارية في الموقع.
* تمتاز الساحة بتعدد مداخلها من جميع الاتجاهات، وتمتاز هذه المداخل بالوضوح والاتساع والشكل العمراني اللافت وسهولة استخدامها من قبل الكبار والصغار وذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه المداخل تشكل اتصالاً ببقية الشوارع المحيطة وأهمها ممر الكندي.
* للحفاظ على أكبر قدر من الفراغ المتصل الذي سيكون مفيداً للحركة، أو لاقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية والاجتماعية، وضعت العناصر الوظيفية على أطراف الساحة كأماكن الجلوس والنوافير، وأحواض الزروع، وأعمدة الإنارة، والمحلات التجارية.
* تقوم الساحة بوظيفة مزدوجة، فهي في الوقت ذاته سقف لمواقف السيارات التي تقع تحت الساحة وتقدم الساحة حلاً ملائماً للاتصال بين المواقف السفلية والساحة عبر مدخل رئيس مشجر يتوسط الساحة تقريبا، اضافة الى مداخل جانبية.
|