متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع العتيبي
ترتكز استراتيجية المرافق العامة في مدينة الرياض على رفع مستوى المرافق العامة لتحقيق الاستدامة.
وتعد المرافق العامة احد أهم العوامل المؤثرة في توجيه المدينة حاضرا ومستقبلا فما واقع المرافق العامة حاليا في المدينة؟
المياه
تغطي شبكة توزيع المياه الحالية المناطق المطورة من مدينة الرياض بشكل ملائم ويبلغ الانتاج الاقصى الحالي للمياه حوالي 000 ،346 ،1 متر مكعب/ يوم مقارنة بالطلب الذي يصل الى 100 ،743 ،1 متر مكعب/يوم وبالتالي يوجد عجز في تزويد المياه حاليا وسيصبح اشد في السنوات القادمة اذا لم يتم تطوير المزيد من موارد المياه.
وقد اشارت وزارة المياه والكهرباء الى احتمال زيادة انتاج المياه بمقدار 000 ،765 متر مكعب/يوم في المستقبل القريب، الا ان هذا الانتاج الاضافي سيظل مع الزيادة المتوقعة في عدد السكان قاصرا عن تلبية طلب الزيادة المتوقعة في سكان الرياض وستكون ثمة حاجة لانتاج كمية اضافية قدرها 000 ،750 متر مكعب/يوم في عام 1423هـ/2002م.
ويقدر بأنه ستكون هنالك حاجة الى كمية اضافية من المياه تصل الى 000 ،500 متر مكعب/ يوم كل ثلاث الى اربع سنوات تلي ذلك لتلبية الطلب على المياه في المستقبل بسبب الزيادة السكانية المتوقعة.
الصرف الصحي
شبكات ومحطات الصرف الصحي لا تزال متأخرة عن مواكبة النمو العمراني للمدينة حيث ان الشبكة الحالية تغطي حوالي 457 كيلو متر مربع من مساحة المدينة بما في ذلك المشاريع الحالية منها حوالي 55% ضمن حدود النطاق العمراني الاول.
وتعتمد المناطق التي لا تغطيها شبكة الصرف الصحي على نظام البيارات «خزانات الترشيح» للتخلص من مياه الصرف الصحي التي تساهم بدورها في ارتفاع منسوب المياه الارضية وتلوث المياه والتربة علاوة على الخسائر الاقتصادية التي تتعرض لها المباني والمنشآت وشبكات الصرف والمرافق العامة الاخرى. اما محطة معالجة مياه الصرف الصحي الرئيسية بمنفوحة فتستقبل حوالي 000 ،432 متر مكعب/يوم من مياه الصرف، متجاوزة بذلك سعتها التصميمية البالغة 000 ،400 متر مكعب/يوم، ولدى مصلحة المياه والصرف الصحي خطط لزيادة طاقة المحطة المذكورة إلى 000 ،600 متر مكعب يومياً.
ويتم حالياً انشاء محطة اخرى بطاقة اولية 000 ،100 متر مكعب/ يوم بطريق الخرج لمعالجة المياه من شبكة التوزيع شرق المدينة.
وستفرض اتجاهات التنمية المستقبلية ومتطلبات اعادة استخدام المياه المعالجة الحاجة الى زيادات اخرى في طاقة المعالجة.
ومع الاقرار بأن تكلفة المياه المحلاة مرتفعة جدا الا انه لابد من اعطاء اولوية لاعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة اعلى بكثير مما هي عليه، علما بأن 35% من مياه الصرف الصحي المعالجة «ما يعادل 10% من المياه المستهلكة بالرياض» يعاد استعمالها لبعض الاغراض الزراعية والصناعية.
تصريف المياه
تغطي شبكة تصريف مياه السيول والامطار مساحة تقدر بحوالي 293 كلم مربع تشمل معظم اجزاء منطقة التصريف الرئيسية بما فيها وسط المدينة وبعض المناطق الشمالية والغربية بالاضافة الى المشاريع القائمة في المناطق الشرقية وبعض المناطق التي تقع غرب وادي حنيفة. وباعتبار قلة الامطار والمناخ الصحراوي فان عدم اكتمال تغطية المدينة بخدمة تصريف السيول شيء لا يثير الاستغراب، ولكن نمو المدينة يزيد من كميات المياه المطلوب صرفها بسبب تحول المدينة الى اسطح غير منفذة، كما ان ردم الاودية الموجودة حاليا يزيد من مشاكل تصريف السيول ومياه الامطار.
ان تمديد شبكة تصريف مياه السيول والامطار لتشمل المنطقة الحضرية بكاملها مكلف جداً بحيث ان تلك التكلفة تحد من انشائها، ولهذا ربما يكون من الممكن استخدام بعض المناطق المفتوحة والمنتزهات بالمناطق المزمع تطويرها لاستيعاب مياه السيول مؤقتاً.
الكهرباء
تغطي خدمات الكهرباء الحالية المنطقة المطورة من مدينة الرياض بشكل ملائم، اذ تغطي الخدمة حوالي 99% من المنطقة المحددة للنطاق العمراني الاول وتمتد لتشمل اجزاء من الاراضي داخل النطاق العمراني الثاني وتبلغ المساحة الاجمالية للمناطق المغطاة بشبكة الكهرباء حوالي 990 كلم2، بينما تبلغ طاقة التوليد المتوفرة للشبكة التي تزود الرياض والمناطق الاخرى للشبكة المترابطة 5142 ميغاواط تشمل 1200 ميغاواط يتم توليدها من المنطقة الشرقية. ويشير الحمل الاقصى خلال الصيف «1417هـ/1996م» والبالغ 5300 ميغاواط الى ان الطلب يتجاوز بالفعل طاقة التوليد المتاحة حالياً وبأن العجز تمت تغطيته من الشبكة التابعة للشركة في المنطقة الشرقية. وقد قفز الحمل الاقصى بمدينة الرياض من 1984 ميغاوات عام 1986م الى 5300 ميغاوات في عام 1996م بمعدل سنوي يساوي 7% تقريباً. ويعاني حاليا بعض المشتركين من نقص الطاقة الكهربائية خاصة المصانع حيث يفصل التيار الكهربائي عنها في فترات الذروة كما ان المصانع الجديدة في المنطقة الصناعية لم تزود بالتيار الكهربائي بعد. وقد تم استكمال انشاء محطة كهرباء جديدة بطاقة 1929 ميغاواط وعند تشغيل المحطة بطاقتها القصوى فإنه يتوقع أن تلبي الطلب الاقصى حتى عام 1425هـ/2004م. وحسب احصاءات الشركة السعودية للكهرباء لعام 1416هـ فان 60% من الطاقة يستخدم من قبل القطاع السكني يليه القطاع الحكومي بنسبة تقارب 24% ثم القطاع التجاري بنسبة 8%.
اما القطاعات الاخرى مثل القطاع الزراعي والصناعي فتستخدم الثمانية بالمائة الباقية.
الاتصالات
تغطي الخدمات الهاتفية حاليا كامل المناطق المطورة وهنالك حوالي 770 الف خط هاتفي تخدم المدينة. وقد بلغت نسبة عدد الهواتف العاملة الى السكان حوالي 19 خطا لكل 100 نسمة. وتجري توسعة شبكة الخدمة الهاتفية لتغطي مناطق اخرى وسيشهد التطور المستقبلي زيادة في استخدام الهواتف الجوالة مما يستلزم معه انشاء المزيد من ابراج الاتصالات لدعم هذه الخدمة.
النفايات
تقوم امانة الرياض بجمع للنفايات والتخلص منها في مدافن خاصة عن طريق ست شركات مقاولات خاصة. وهنالك خمسة مدافن بالرياض غير ان اثنين منها فقط في حيز التشغيل، ويعتبر مدفن السلي المدفن الرئيسي الذي يستقبل حوالي ثلثي كمية النفايات الصلبة التي تطرحها مدينة الرياض، ويقدر المتوسط اليومي للنفايات الصلبة التي تم ردمها عام 1414هـ/1994م بحوالي 5000 طن تمثل النفايات البلدية والتجارية منها نسبة 55% والباقي عبارة عن مخلفات هدم وانشاء ومخلفات صناعية. وقد بلغ معدل كمية النفايات في العام المذكور 9 ،1 كيلو غرام في اليوم/ الفرد.
ولا تتوفر معلومات كافية عن كميات النفايات الخطرة بما فيها النفايات الطبية وكيفية التخلص منها. وتزمع وزارة الشؤون البلدية والقروية انشاء محطة لمعالجة واعادة تدوير للنفايات الصلبة بجانب مدفن السلي.
الإعانات الحكومية
تشكل الاعانات الحكومية جزءاً كبيراً من التكلفة الاجمالية للمرافق العامة، وتشمل الاعانات المقدمة لايصال المياه والكهرباء وتصريف مياه الصرف الصحي ومعالجتها واستخدام المياه المعالجة للري، الا ان تقديم الاعانات لن يكون مستمراً على المدى الطويل، وقد يكون من الصعب الحفاظ على المصادر وتنميتها تنمية مستديمة في ضوء الدعم الحكومي.
|