دموع عيني على الخدين تنهمر
ووجدُ قلبي من الاحزان ينفجر
فالحمدلله حمداً لا نفاد له
دوماً دواماً على الإمضاء يقتدر
فقد أتى خبر والصبح منتظر
وقت النزول ورب الخلق مقتدر
والعين هادئة والنوم مشتمل
والليل مرتحل والدمع ينحدر
جرى اتصال له وقع ومنزلة
في القلب صاعقة والجسم ينتثر
فقمت منتبهاً والعين دامعة
والكل منبهر والقلب ينكسر
نحو السرير عليه الأم نائمة
فكبكب الدمع من عينيّ ينحدر
أُكذِّب الموت في امي وارمقها
وأوهم النفس ان الكسر منجبر
أقضى مضاجعنا أحيا مشاعرنا
تكاد من هوله الاكباد تنفطر
أوامر الرب فرض لازم ابداً
لا تنتهي العين حتى ينتهي الاثر
يانفس صبراً على الاحزان راضية
بما قضى الرب لا سخط ولا كدر
يا نفس صبراً على الاقدار حامدة
مُر القضاء من الرحمن مستطر
فالعين دامعة والقلب مرتجف
والصوت منخفض والفكر ينفجر
فدار في خَلدي ما كان مختبئا
ذكراك يا ولدي حيٌ ومشتهر
فقد مضى سنة من فقد والدنا
كأنها لحظة والله يقتدر
الله أكبر كم كانت مصيبتنا
وكم بكينا ودمع العين ينحدر
لاينقضي عجبي من وقت موتهما
اليوم كاليوم حتى العام ينحصر
فقدت غالية بالحب تجمعنا
بالحزم والعزم صار الوصل يبتدر
يا شمعة فُقدت يازينة ذهبت
ياحسرة بقيت في القلب تدكر
الدمع منسكب والقلب مستعر
كأنها البدر في الظلماء يستتر
في كل يوم لها ذكر ومُدكر
فهل لنا في مدى الايام معتبر
أبيتُ مضطجعاً والبال مشتغل
اروح النفس والانفاس تستتر
يالائمي في هوى المحبوب معذرة
فالعين تبكي اسى والقلب يعتصر
يكاد فرط الاسى والحزن يخنقنا
ودمعة الحزن فوق الخد تنهمر
أُسلي النفس في تذكار مسجدها
كذا دعاء لها والذكر منتشر
شعارها صبرها حمد لخالقها
وباللسان لها ذكر ومزدهَر
اصابها ألمٌ أو مسها نَصب
فهذه الدار لا تُبقي ولا تذر
فالله يُسكنها في الخُلد منزلة
فيها الفواكه والأشجار والثمر