أوضح النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة عبر ما أُلهم من جوامع الكلم بقوله «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى أعمالكم وإلى القلوب التي في الصدور» أو كما قال صلى الله عليه وسلم إذاً الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقته الجوارح، وحفظنا من مشايخنا في مراحل الدراسة الأولى أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
* التدين لابد أن ينعكس إيجاباً على مظهر الإنسان وعلى تعامله وتعبده، فالدين المعاملة ولا يقبل العمل الا بشرطيه الاخلاص والمتابعة فالذين يخادعون الله والذين آمنوا ما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولا يمكن أن يُوضع القبول في الأرض الا لمن أحبه الله مصداقاً لما جاء من حديث أبي هريرة في البخاري أن الله اذا احب عبداً نادى ياجبريل اني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في السموات إن الله يحب فلاناً فاحبوه فيحبه أهل السموات ثم يوضع له القبول في الأرض.
والله يحب التوابين ويحب المتطهرين ولا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه.
حقيقة التدين لا تضيع عند الغضب فليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب.
حقيقة التدين لا تضيع عند التعامل بالأموال فقد نهانا الله أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل أو أن ندلي بها إلى الحكام لنأكل فريقاً من أموال الناس بالاثم ونحن نعلم انه ليس من حقنا.
حقيقة التدين تتطلب المصداقية والوفاء بالعهد، حقيقة التدين تتطلب أن من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره.
ما يحز في النفس أن الناس اليوم يصنفون المجتمع الى شريحتين متدينين وآخرين عاديين وينظرون إلى تصرفات من ينتسبون إلى المتدينين على انها تمثل الدين وهذا خطأ فان القاعدة أن الدين لا يؤخذ بالرجال، إنما الرجال يؤخذون بالدين، فرب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ورب صاحب هيئة وهيبة لا يساوي عند الله جناح بعوضة.
حقيقة التدين تبرز عند الخلوة بمحارم الله وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من انتهاكها، فقد أخبر انه يوم القيامة يأتي أناس معهم حسنات كالجبال لا يعبأ الله بها لأنهم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، حقيقة التدين حق والحق أحق أن يتبع.
|