من حقي أن اتباهى بالمنجز العلمي الذي حققه الطب لدينا وليس من حق الآخرين، أن يبخسوا هذا النجاح أو يقللوا من قيمته، أو ينسبوه إلى جهات أخرى، فالجميع يعلم بأن دول الخليج عموماً في العشرين عاماً الماضية حققت من الإنجازات على مستوى البيئة والفرد ما يجعلها متجاوزة بمراحل لمحيطها في العالم العربي.
فعلى المستوى الطبي مثلا نجد أن الطبيب السعودي قد أعد وتدرب بشكل مواز للطبيب في الدول المتقدمة سواء من ناحية برامج التدريب، أو المؤتمرات أو الندوات العالمية، بالشكل الذي جعله متجاوزاً بمراحل تأهيل الطبيب في محيطه العربي. ولا أود أن يأخذ مقالي طابعاً إقليميا أو قطريا، ولكنها مفارقة ما برحت دول الخليج تعيشها ما بين عواصم المركز والأطراف، فنحن نعرف أن عواصم عربية مثل القاهرة وبيروت وبغداد (نوعا ما) ظلت مستأثرة بالمنجز الحضاري لسنين طويلة، سواء فكريا أو علميا، ولكن التجربة الخليجية الشابة والمدعمة بقدرة اقتصادية، استطاعت ان تصنع لها استقلالية واضحة عن تلك المراكز، وبالتالي انفتحت عالميا بشكل متفوق ومتطور. ولكن مازال هناك الكثير ممن لا يؤمن بهذه التجربة ويحاول نسبتها إلى الغير، فمثلاً العمليات المتطورة التي يقوم بها د. عبدالله الربيعة يحاول البعض أن يعتسفها ويجيرها إلى الغرب (وأجدها هنا مناسبة طيبة لشكر القائمين على الإعلام في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لتغطيتهم الإعلامية المتميزة للحدث) كما اذكر في فترة من الفترات عندما كان الوالد (أطال الله في عمره) نزيل المستشفى كان يجاوره (د. مصطفى محمود) وكان من حقنا أن نفخر بأننا أصبحنا مراكز علاجية متطورة تستقطب المرضى من انحاء العالم العربي، ولكن البعض من الأخوة العرب، كان يصر على أن علاج مصطفى محمود يتم علي يد الغربيين وليس على يد قدرات سعودية، وهنا تحديداً موضع الألم، أن يختطف منجزنا ونجاحنا وثمرة جهود بشرية ومادية لسنين طويلة، وتجير إلى الغير، ولكنه أيضا التحدي الذي يترصد بتجربتنا، لنثبت لكل مبخس أو مقلل أو ببساطة (حاسد) نجاحنا فقط عبر طريق واحد هو .. المزيد من النجاح.
|