Tuesday 28th october,2003 11352العدد الثلاثاء 2 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

داعياً أئمة المساجد إلى التزام مهام وظائفهم الشرعية داعياً أئمة المساجد إلى التزام مهام وظائفهم الشرعية
آل الشيخ: على الإمام أن يبرئ ذمته
بنفسه بتحري اليقين في دخول الشهر الفضيل

* الرياض الجزيرة:
أهاب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بأئمة المساجد والجوامع التزام مهام وظائفهم الشرعية على الوجه الذي يرضي الله عز وجل ، والتقيد بما يرد إليهم من تعليمات بشأن دخول شهر رمضان المبارك من الجهات المعنية، وعدم الاجتهاد في مثل هذه الأمور، أو الاستماع إلى الشائعات.
وقال معاليه في كلمة له بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك واجتهاد بعض أئمة المساجد في أداء صلاة التراويح قبل الإعلان عن دخول الشهر شرعا : لا شك ان مسؤولية الإمام كبيرة في الشرع، ويؤدي وظيفة شرعية ائتمنه الله جل وعلا عليها، وهذا يحتم عليه ان يقيم الشعائر والصلوات وفق أحكام الله جل وعلا وألا يتساهل في ذلك، ومن جملة ما يجب عليه ألا يقيم الصلوات المسنونة مثل صلاة التراويح، إلا بعد ثبوت ما شرعت الصلاة من أجله، وهو دخول شهر رمضان الكريم، مشيراً إلى ان دخول شهر رمضان لا يكون إلا بعد اثباته شرعا لدى مجلس القضاء الأعلى، وإعلان ولي الأمر له، لأن هذا متعلق بعموم المسلمين في المملكة العربية السعودية، وهذا يؤدي إلى ان التساهل الذي حصل من قِبل بعض الأئمة في صلاة التراويح الليلة التي هي قبل دخول شهر رمضان اشتمل على عدد من الأمور الشرعية: أولها انهم اخذوا بالظن ولم يبنوا على اليقين، والأصل الأخذ باليقين شرعا لأن الله سبحانه وتعالى يقول: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً}، وهذا يوجب ان يثبت بالأمور الشرعية، وان يعمل الإمام وفق الأصل واليقين وهو ان الشهر لم يدخل حتى يتيقن انه دخل بإعلانه رسمياً.
وأضاف معاليه قائلاً: والأمر الثاني ان على الإمام ان يتولى هذا الأمر بنفسه، وألا يقلد الأئمة في المساجد بعضهم بعضا، والذي حصل هو ان بعض الأئمة سمع بعض المساجد تصلي فصلى بناء عليها، والواجب على كل إمام ان يبرئ ذمته بنفسه بتحري اليقين، فالتقليد في هذه المسألة بمجرد سماع الصوت لا يصلح لاحتمال قيام الغلط في هذا الأمر، وانتشار بعض الشائعات، والأمر الثالث ان الأخذ بالشائعات، أو الأخذ بقول بعض جماعة المساجد هذا لا يصلح من الإمام، فالإمام يجب عليه ان يثبت بنفسه، وألاّ يركن إلى قول بعض الجماعة، فوسائل الاتصال موجودة، فيمكن ان يتصل بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومجلس القضاء الأعلى، ويمكن ان ينتظر حتى يسمع الإعلان عن دخول الشهر في الإذاعة والتلفاز، ويبني في ذلك على يقين منه لا على قول بعض من لم يثبت.
واستطرد معاليه يقول: والأمر الرابع التجربة في السنوات الماضية وهذه السنة زادت فيها تُبين ان قيل الناس وتناقلهم للكلام ليس صحيحا دائما، وهذا يحتم ألاّ يأخذ الإمام بالشائعات، وان يكون متثبتا من أمر دينه، فتساهله في هذا الأمر الديني بإقامة صلاة في وقت ليس فيه وقت صلاة فهو بمنزلة من تساهل في الوقت فأدى صلاة قبل دخول وقتها، صحيح ان صلاة التراويح نافلة، وان النافلة قد تقام جماعة، ولكن لأجل انها صلاة تراويح فهي خارجة عن كونها صلاة مطلق النفل الذي يسوغ الاجتماع له أحيانا، فصلاة التراويح لا تكون إلا بعد دخول الشهر، فمن صلى صلاة ينوي بها صلاة التراويح قبل دخول الشهر فهو بمنزلة من صلى الصلاة قبل وقتها، وتساهل في ذلك، ومعلوم ان الناس في وقت حصول المعلومة وسهولة مجيئها، والتثبت منها ليس لهم عذر في ان يتساهلوا في ذلك، لهذا أهيب بالأئمة الذين استعجلوا في هذا الأمر عن حسن نية، وعن تصديق بعض الناس في قولهم ألاّ يتكرر منهم ذلك، وان يتأنوا في هذا الأمر، وان يبرئوا ذمتهم بالتثبت واليقين، وألاّ يأخذوا بأقول من لم يثبت، ويجب على الجميع ان يلتزم ما يصدر عن ولي الأمر في هذه المسألة بناء على ما يصدر من اثبات له شرعا لدى مجلس القضاء الأعلى، وفق الله الجميع لما فيه رضاه وجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى ووقانا البدع ما ظهر منها وما بطن.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved