** ونحن نعايش هذه النفحات الطيبة المباركة هذه الأيام العظيمة.. أيام شهر رمضان المبارك.. ونستقبل هذا الشهر الكريم بما يستحق من احترام ومكانة.. لابد ان نؤكد على جملة من الأمور أكد عليها.. غيرنا من فقهاء ودعاة وخطباء ومصلحين وكل إنسان يحمل قلبه شيئاً من الإيمان.
** أولاً.. ان شهر رمضان.. ليس شهر سهر.. ولا برامج تلفاز.. ولا تسكع في الأسواق.. ولا تبارز وتسابق في قتل الوقت.. وقد كنا نسمع إلى وقت ليس بعيداً.. من يتحدث عن كيفية قتل الوقت الطويل عندما كان رمضان في الصيف.. فكان البعض يتحدث عن اللعب وعن مشاهدة البرامج وعن التسلية ومجالسة هذا وذاك ولكن.. يندر ان يأتي أحد ويقول.. إن وقت المسلم كله ثمين.. كيف وان الوقت يضيق أحياناً.. فيتمنى الإنسان لو تضاعف ال«24» ساعة ليقوم بالواجبات والسنن والنوافل تجاه نفسه وتجاه من حوله.. من صلة رحم وبر وإحسان وأعمال خيرية وأعمال بر وصلاح.. أو قراءة القرآن أو كتب السنن أو في الكتب الشرعية النافعة.. أو يمضي وقته في كل ما هو نافع ومفيد له في الدنيا والآخرة.
** فكيف نتحدث عن الفراغ وعن طول النهار؟
** ثانياً.. إن بعض الناس تحوّل الصوم عنده إلى مجرد عادة.. فتجده لا يصلي ولا يعرف المسجد ومع ذلك يصوم.. وأنا لست مفتياً لأقول لكم حكم صومه ولكن أقول.. شخص يترك الصلاة متعمداً وهو يعرف حكمها وحكم تاركها.. وشخص في كامل عافيته وصحته يستهتر هكذا.. والصلاة لم تسقط عن الشخص مادام يعقل حتى لو يصليها بالإشارة.. فكيف بإنسان ينام عنها أو يتركها متعمدا أو لا يصليها أبداً؟ ومع ذلك.. هو يصوم لمجرد ان الناس صامت ورمضان دخل.. فيتسحَّر مع الناس ويفطر مع الناس.
** ماذا يضر هذا لو صلى مع المسلمين؟
** ماذا يضره لو استشعر ان الصوم ركن من أركان الإسلام.. ونوى الصوم على هذا الأساس؟
** ماذا يضره لو صام برضا وسعادة ونفس زينة؟
** ثالثاً.. بعض الناس.. يؤجل كل مشاريعه وأعماله وأموره وكل التزاماته ومواعيده إلى خروج رمضان.. وليته ينشغل بالطاعات والعمل الصالح أو التهجد أو الاعتكاف.. أو ملازمة المسجد ولو لخمس ساعات في اليوم.. بل في النهار نائم.. وفي الليل سهران ومتنقل هنا وهناك.. أي انه شغل نفسه في التوافه وترك المهم.
** العمل المباح.. لا بأس به.. وتأدية العمل الواجب يظهر لي ان له به أجر.. وهكذا كل عمل يقوم به، فيه خير له.. به أجر.. فكيف يتضجر من أي عمل؟
** رابعاً.. تلك الصفوف التي تضاعفت خلفكم في المسجد في هذا اليوم الأول من رمضان.. ستتناقص يوماً بعد آخر.. حتى تعود إلى سابق عهدها مع دخول أفضل أيام رمضان وهي العشر.. حيث إن هؤلاء المصلّين الموسميين «يقصرون» «يتعبون» بمعنى.. انهم «هَوّنوا» أو تكاسْلوا.. وهذه مصيبة أخرى نسأل الله السلامة.
** هذه ملاحظات رمضانية سريعة.. والله سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.
|