* تحقيق - فهد الشمراني:
تشير التقديرات الاقتصادية لحجم الحركة التجارية بالمملكة خلال شهر رمضان لهذا العام بحوالي 40 مليار ريال، وتأتي هذه التقديرات وفق المؤشرات الأولية للسوق والتي بدأت ملامحها تظهر في الأسبوع الأخير من شهر شعبان الماضي، حيث تشكل الحركة التجارية في شهر رمضان حوالي 30 بالمائة من إجمالي الحركة التجارية عن باقي الأشهر، ويقدر حجم متوسط إنفاق الفرد خلال هذا الشهر الكريم بحوالي 900 ريال، فيما يبلغ متوسط إنفاق الأسرة إلى حوالي 4990 ريالاً وهي معدلات تراها أوساط الاقتصاديين بأنها مرتفعة.
وتعكس الحركة التجارية لشهر رمضان واقع الاقتصاد السعودي الذي يشكل ثلث اقتصاد العالم العربي وهو الأكبر أيضاً في منطقة الشرق الأوسط فقد بلغ حجم الناتج المحلي ما يزيد على 500 مليار ريال، أما الميدان التجاري وفق بيانات وزارة التجارة فقد بلغ حوالي 404 مليارات ريال خلال العام 2000م فيما بلغ حجم الإنفاق الاستهلاكي للمملكة حوالي 169 مليار ريال، أما الإنفاق الخاص فقد بلغ حوالي 281 مليار ريال، فيما جاء الناتج الصناعي للمملكة بحوالي 424 مليار ريال.
إن هذه البيانات الاقتصادية تعكس المكانة الاقتصادية للمملكة، كما أن شهر رمضان الكريم لما له من مكانة خاصة لدى المجتمع السعودي، فإن ذلك قد انعكس على السلوكيات الشرائية لهذا الشهر والتي تبلغ ما يزيد على 20 مليار ريال وفق تقديرات السوق.
ينطلق دور البنوك المحلية خلال هذا الشهر الكريم في توفير التمويل المناسب لتحقيق متطلبات السوق عبر تغذية أجهزة الصرف الآلي ونقاط البيع بحوالي 3 ،15 مليار ريال وفق تقديرات مؤسسة النقد السعودي مقارنة بحوالي 5 ،12 مليار ريال لشهر رمضان من العام الماضي، ويبلغ عدد أجهزة الصرف الآلي المنتشرة في أرجاء المملكة لجميع البنوك بحوالي 2544 جهازاً يتوقع أن تنفذ ما يزيد على 13 مليون عملية خلال هذا الشهر عبر استخدام ما يزيد على 600 ألف بطاقة إلكترونية، أما عدد نقاط البيع فتبلغ 21 ألف نقطة بيع موزعة على جميع المراكز والمجمعات والمحلات التجارية والتي يتوقع أن تزيد عملياتها خلال هذا الشهر بنسبة تصل إلى 20 بالمائة، كما ساهمت البنوك المحلية أيضاً في تمويل الواردات للقطاع الخاص بحوالي 17 ،13 مليار ريال خلال شهر يوليو الماضي، فيما ساهمت ب 944 مليون ريال لتمويل الصادرات الوطنية إلى الأسواق الخارجية خلال النصف الأول من هذا العام 2003م.
وهناك العديد من القطاعات التجارية التي تحقق حصة كبيرة من حجم الحركة التجارية لشهر رمضان المبارك، حيث يأتي القطاع الغذائي بالمرتبة الأولى ثم سوق الملبوسات والحلي والمجوهرات والأثاث والكماليات وغيرها من القطاعات الأخرى كالنقل والسكن.
50 مليار للغذاء
ولأن شهر رمضان هو شهر للصوم فإن ذلك عزز من سوق المواد الغذائية عبر حرص العائلة بالمملكة على تنويع مائدتها الإفطارية لتعكس تقاليدها الراسخة في تكريس ما تميزت به من أطباق خاصة تعد خصيصاً لهذا الشهر الكريم، وهذا ما جعل حجم القطاع الغذائي بالمملكة يصل إلى 50 مليار ريال سنوياً.
وفي هذا المجال الذي يعتبر أهم الأسواق في هذا الشهر الفضيل أفاد الأستاذ عبدالمجيد بن عبدالعزيز السدحان مدير التسوق بشركة السدحان التجارية بأن هناك استهلاكاً كبيراً لها ويعزى ذلك إلى حرص المواطن والمقيم على تنويع المائدة في هذا الشهر حيث تصل زيادة الاستهلاك في المواد الغذائية من قبل المواطنين والمقيمين خلال شهر رمضان إلى 40% في سوق يبلغ حجمه 54 مليار ريال.
وأرجع ذلك إلى ما تحظى به المائدة الرمضانية من أصناف متعددة ومتنوعة طوال هذا الشهر الكريم فيما تشهد الأسواق والمراكز التجارية في مثل هذه الأيام استعدادات كبيرة لتوفير مختلف أصناف المواد الغذائية وتشتد المنافسة فيما بينها لكسب رضا المستهلكين خلال المهرجانات والمسابقات المتعددة.
وأكد الأستاذ السدحان أن الإقبال الكبير على المواد الغذائية في شهر رمضان يؤدي إلى ارتفاع حجم المبيعات في المراكز التجارية إلى نحو 40% وهذا ما دفعنا إلى العمل على توفير جميع المستلزمات التي يحتاج إليها الصائم في أسواق السدحان وتلبية جميع متطلبات العملاء والمستهلكين مشيراً إلي أن الصناعة الوطنية تحظى بالنصيب الأكبر في الأسواق وتغطي نسبة كبيرة من احتياجات المستهلكين.
20% زيادة للإلكترونيات
وفي سوق الإلكترونيات يؤكد الأستاذ مازن الصالح المدير العام للشركة المتحدة للإلكترونيات «اكسترا» أنه يشهد انتعاشاً كبيراً في هذا الشهر الكريم بنسبة تصل إلى 20% لعدة أسباب منها الاستخدام المتواصل للأجهزة الكهربائية ورغبة الكثيرين في التطوير خلال هذا الشهر والبحث عن الجديد والحديث مشيراً إلى أن أكثر الأجهزة مبيعاً هي الثلاجات بأنواعها وأحجامها المختلفة ثم أجهزة التكييف بجانب الأجهزة الصغيرة كالخلاطات والمايكرويف كما تشهد أجهزة الكمبيوتر أيضاً إقبالاً خلال هذا الشهر حيث يكثر استخدامها في الفترات المسائية نظراً لقلة ساعات العمل مؤكداً أن «اكسترا» أكملت استعداداتها لمواجهة طلبات الزبائن من خلال تجهيز جميع المستلزمات والأدوات الكهربائية بأنواعها وماركاتها وأحجامها المختلفة.
صحة وطوارئ
وفي المجال الصحي تشهد المراكز والمستشفيات الطبية المختلفة إقبالاً كبيراً من الصائمين خاصة في الأيام الأولى من الشهر الكريم نظراً لأضطراب مواعيد الأكل وتغيير نظامه ومن ثم تأثير ذلك على المعدة وعلى المصابين بأمراض أخرى.
وفي هذا الصدد يقول الدكتور فيصل بشير نجار المدير العام لمستشفى المركز التخصصي الطبي بالرياض أن أكثر الإصابات والأعراض المرضية في شهر رمضان تتركز على الجهاز الهضمي باعتباره مصب الطعام الأول بجانب أمراض السكر والكلى وارتفاع ضغط الدم. ويرجع د. نجار أسباب ذلك إلى عدم الانتظام الذي يحدث في مواعيد الأكل مما يسبب اختلالاً في الجهاز الهضمي وكذلك عدم الالتزام بالوجبات الغذائية المخصصة لكل مرض مع الإكثار من الأكل بمختلف أنواعه ومنها الحلويات وكذلك الاضطراب الذي يحدث للجهاز الهضمي من اختلاف ساعات النوم.
ويتوقع د. النجار نتيجة لهذه الأسباب زيادة الحالات التي يستقبلها قسم الطوارئ ما بين 10 - 15% خاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان.
وينصح د. النجار جميع الصائمين بالاعتدال في تناول الأطعمة والعمل على تكييف المعدة تدريجياً بتغيير مواعيد الوجبات مع الانتظام في ممارسة رياضة المشي وقال ننصح بالدرجة الأولى المرضى أو الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط والكلى مع الحرص على متابعة واستشارة الطبيب بصورة منتظمة منذ بداية شهر رمضان والالتزام بنصائحه مع عدم إدمان السهر بشكل يومي.
ويشدد د. نجار على أن المعدة هي بيت الداء ولذا ينصح بالعمل على راحتها حتى لا تسبب للإنسان مضايقات صحية مشيراً أن للصوم فوائد صحية على الصائم منها تنشيط الدورة الدموية والجهاز التنفسي خاصة للممارسين للتدخين وكذلك تنظيف المعدة.
وحول خطة المستشفى لمجابهة مثل هذه الحالات خلال شهر رمضان قال د. نجار بطبيعة الحال فإن قسم الطوارئ يعمل 24 ساعة لمواجهة أية حالة من الحالات.. وفي هذا الشهر سيتم تعديل ساعات العمل لتغطية ساعات الإفطار أكثر من ساعات الصيام كما سيتم تعديل عمل العيادات الخارجية ليغطي ساعات العمل في الإفطار وبالتالي يكون الاستشاريون أكثر تواجداً في خدمة جميع الحالات.
35% ارتفاع في سوق العطور
وأدوات التجميل
أكد الأستاذ محمد الفهيم الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لباريس غاليري إحدى شركات مجموعة الفهيم في الخليج التي تسعى لاستثمار ما يزيد عن 350 مليون ريال أن يشهد سوق العطورات وأدوات التجميل والاكسسوارات والسلع الفاخرة وغيرها ارتفاعاً تصل نسبته أكثر من 35% من حجم المبيعات خلال السنة في شهر رمضان، وأن باريس غاليري في جميع فروعها بالمملكة استعدت لمجابهة الطلب المتزايد في رمضان خاصة أن المركز يقدم لعملائه أكبر تشكيلة من العطورات وأدوات التجميل والمستحضرات الطبيعية والسلع الفاخرة من أرقى بيوت العالم، حيث يصل عدد المنتجات داخل باريس غاليري أكثر من 65 ألف منتج من خلال 100 شركة عالمية. ونوه الفهيم بافتتاح باريس غاليري 3 معارض على مستوى المملكة خلال هذا الشهر تزامناً مع شهر رمضان المبارك نسبة للإقبال الكبير الذي سيشهده السوق في هذا الشهر المبارك.
|