زادت وتيرة الانفجارات والعمليات الموجهة ضد القوات الأمريكية في العراق ومواقع الوزارات والمصالح الحكومية والخدمات.
ومع بداية شهر رمضان المبارك بل وقبل يوم من الشهر الفضيل استهلت المقاومة العراقية عملياتها المكثفة بهجوم جريء على فندق الرشيد الذي يقيم فيه عدد من كبار الضباط الأمريكيين وصادف وقت تنفيذ الهجوم وجود نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز داخل الفندق الذي يقيم فيه أثناء زيارته العراق.
وقد أطلق على الفندق 29 قذيفة بعضها صواريخ من راجمة صواريخ وضعت في حديقة الحيوان التي تقع غرب الفندق.
جرأة قصف فندق الرشيد تعد تطوراً نوعياً لعمليات المقاومة العراقية، وبالرغم من أن العملية لم تسفر إلا عن مقتل جندي أمريكي واحد، وإصابة خمسة عشر آخرين إلا أن استهداف الفندق يعد اقتراباً أكبر من مقار وجود قادة الاحتلال وكبار مسؤوليهم الذين يزورون العراق بين الفينة والأخرى وكون العملية تزامنت مع وجود بول وولفويتز مهندس الحرب الأمريكية على العراق، فإنها «أي العملية» تكتسب أهمية خاصة وتزيد من قيمتها، ولهذا فقد اعتبرت هذه العملية من «الإنجازات» للمقاومة العراقية.
أما ما حصل في اليوم الأول لشهر رمضان المبارك وخاصة استهداف مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولية فإنها عملية سلبية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان ومضامين، فهذه العملية التي استهدفت جهة دولية معظم العاملين فيها من المتطوعين ويعمل معهم عشرات العراقيين، كما انه يقع في منطقة سكنية شعبية مكتظة بالسكان، ولهذا فقد كانت حصيلة الضحايا مرتفعة ووصلت إلى تسعة عشر قتيلا معظمهم من العراقيين، ولهذا ففي الوقت الذي اعتبرت فيه عملية قصف فندق الرشيد تطوراً وإضافة نوعية للمقاومة العراقية، عدت عملية تفجير مقر اللجنة المركزية للصليب الأحمر في الكرادة انتكاسة للمقاومة وعملا غير مقبول لا بد وأن يقابل من قبل العراقيين بالذات بالاستنكار، وليس بالتفهم بل وحتى الترحيب كعملية قصف فندق الرشيد.
| 
