* بغداد - الجزيرة:
أجمل تعليق سمعته اثر عملية القصف التي تعرض لها فندق الرشيد هو ما قاله مواطن عراقي بسيط كان متجها الى منطقة علاوي الحلة القريبة من الفندق حيث قال إن المقاومة العراقية لم تستهدف نائب وزير الدفاع الأمريكي فحسب، بل إنها استهدفت الفندق أيضا لكونه ارتضى لنفسه أن يأوي أحد رموز الاحتلال.وحيث لم يصب بول وولفو فوتير بأذى إلا انه أنقذ من الموت في لحظات رعب ربما لم يتخيل انه سيتعرض لها ذات يوم.
فندق الرشيد الذي دمرت ثلاث من طبقاته بقذائف الهاون لم يخطر ببال من شيَّدوه أن تطأه قدم مسؤول أمريكي، فالفندق بناه الرئيس العراقي السابق صدام حسين ليكون مقرا لزعماء دول عدم الانحياز الذين كانت بغداد تستعد لاستضافتهم في مطلع الثمانينات ومعه بني قصر المؤتمرات الذي صمم لاستيعاب اكبر عدد من الوفود، ويربط بين الفندق والقصر نفق تحت الأرض يؤمِّن للوفود تنقلاً آمناً بين الفندق، حيث الإقامة والقصر حيث قاعات الاجتماعات.وحتى التاسع من نيسان/ إبريل حيث سقطت بغداد بأيدي القوات الامريكية كانت صورة الرئيس بوش الأب منقوشة على ارض الفندق لتطأها أقدام الداخلين إلى الفندق والخارجين منه تلك الصورة التي رسمتها الفنانة العراقية ليلى العطار والتي دفعت حياتها ثمناً لها إذ استهدفتها الصواريخ الامريكية وهي في غرفة نومها عام 1994 .
استهداف فندق الرشيد له دلالة اعمق من عملية تفجير فندق بغداد ذلك لأن الرشيد يقع في منطقة القلب بالنسبة للقوات الامريكية فهو مطوَّق من جميع الجوانب بقوات الاحتلال الأمريكي وبالتالي فان الوصول إليه يحتاج إما الى اختراق تلك القوات وإما الى الالتفاف حولها ولكلا الاحتمالين عواقب وخيمة فضلا عن أن فرص نجاح هكذا عملية تكون ضعيفة او معدومة، ومما يدلل على اطمئنان سلطات الاحتلال لموقع الفندق إسكان شخصية مهمة كبول وولفوفوتير فيه. عملية فندق الرشيد جاءت متزامنة مع إسقاط طائرة أمريكية في مدينة تكريت وهو ما يحدث لأول مرة منذ بدء عمليات المقاومة ومع اليوم الاول من شهر رمضان المبارك الذي ستشهد أيامه ولياليه تصعيدا قد يطول أهدافا لا يتوقع أحد أن تطولها نيران المقاومة والأيام القليلة القادمة حبلى بالمفاجآت!!
|