Tuesday 28th october,2003 11352العدد الثلاثاء 2 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عملية نيتساريم قلبت الطاولة في وجه شارون عملية نيتساريم قلبت الطاولة في وجه شارون
لبيد : لقد أصبح رأي الأغلبية في إسرائيل يعارض استمرار الوجود في «نتساريم»

  * غزة بلال أبو دقة:
عقدت الحكومة الإسرائيلية صباح «الأحد» الماضي جلستها الأسبوعية تحت تأثير الانطباع الذي خلفته العملية الفدائية في موقع عسكري بمستوطنة «نتساريم» اليهودية الجاثمة على أراضي المواطنين الفلسطينيين جنوبي مدينة غزة والتي أسفرت عن مقتل مجندتين وجندي إسرائيلي وإصابة آخرين بجراح خطيرة.
واستمع وزراء الحكومة لتقرير أمني عرضه رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي الفريق موشيه يعلون، وتناول فيه عملية «نتساريم» والعمليات العسكرية التي نفذها الجيش الاسرائيلي في غزة، وتم في إطارها تفجير عدة مبان يتألف كل منها من 12 طابقا..وقال وزير العدل الإسرائيلي يوسيف لبيد من حزب الوسط خلال الجلسة: إنه حان الوقت لمناقشة مستقبل مستوطنة نتساريم في الحكومة.. يحظر منح جائزة للعنف؛ لكن هل من المعقول أن تقوم كتيبة كاملة بحراسة موقع فيه 60 عائلة..؟! وأضاف: لقد أصبح رأي الأغلبية في إسرائيل يعارض استمرار الوجود في «نتساريم»، ومن غير المعقول أن تتجاهل الحكومة ذلك..
هذا وقالت الوزيرة الإسرائيلية السابقة «شولميت الوني» في لقاء إذاعي رصدته «الجزيرة»: إن رئيس الحكومة شارون ووزير الدفاع موفاز ورئيس الأركان يعلون مسؤولون عن موت جزء كبير من جنود الجيش الإسرائيلي؛ وأضافت: موفاز هو الرجل الذي يخيفنا ويرعبنا، يعرف دوماً كيف يقتل وكيف يصيب. وقالت الوني: الآن كل هجوم للجيش الإسرائيلي في مطاردة عناصر المنظمات الفلسطينية مسبقا نعرف انه سيأتي الثأر ضدنا.. ولهذا فاني اتهم قادتنا بجزء كبير من الموت لرجالنا؛ انهم يقومون باستفزاز فظ وعنيف للفلسطينيين، وهم يعرفون بأنه سيكون رد وسيقتل أناس منا..
من جانبه دعا وزير البناء والإسكان الإسرائيلي المتطرف «إيفي إيتام» إلى إعادة النظر في إدخال المجندات إلى مواقع عسكرية في غزة وفي أمكنة أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة..
وانتقد الوزير إيتام المطالبين بإخلاء مستوطنة «نتساريم» في أعقاب العملية المسلحة الأخيرة قائلا: إن هذه المطالب تعد ضعفاً استشرى في هوامش المجتمع الإسرائيلي، داعياً في الوقت نفسه إلى البقاء في «نتساريم» وتعزيز الاستيطان فيها..
وأضاف: أن مستوطنة «نتساريم» حيوية مثلها مثل أي بلدة داخل إسرائيل..
وخلال الجلسة وبخ وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز وزير البنى التحتية يوسيف باريتسكي من حزب الوسط بسبب انتقاده الغارات الجوية التي نفذها سلاح الجو على مخيم نصيرات في غزة.. قائلا: إن الجيش يقوم بتطبيق سياسة الحكومة..
وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي في أعقاب العملية المسلحة التي قتل فيها ثلاثة جنود إسرائيليين في مستوطنة نتساريم: يجب إعادة النظر في مدى صحة القرار القاضي باستمرار الوجود هناك.
وحسب أقوال الضابط: فإن الكثير من الضباط أعربوا عن رأيهم المعارض لنشر قوات كبيرة في المستوطنة، من أجل تأمين الحماية لبضع عشرات من الإسرائيليين الذين يسكنون في المستوطنة النائية؛ وفي ضوء ذلك يتعين على الجيش التفكير مجدداً، ومن وجهة نظر استراتيجية فيما إذا كان من المناسب إقامة موقع عسكري في المستوطنة،
وإذا لم يكن الأمر كذلك عليه اختيار التوقيت المناسب للتوصية أمام القيادة السياسية باتخاذ القرارات الشجاعة بإخلاء المستوطنة..
في المقابل قال رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني في القطاع «أفنير شمعوني»: إن مستوطنة نتساريم تؤمِّن الحماية لمنطقة جنوب إسرائيل بالكامل، ويؤثر وجودها على عمليات الجيش في مدينة غزة ومخيم اللاجئين الكائن في وسط القطاع، مؤكدًا أنه تتوقف أهمية استراتيجية قصوى على الوجود في نتساريم..
نيتساريم ترهق الإسرائيليين
أقيمت مستوطنة نتساريم في العام 1973 واليوم يسكن فيها نحو 65 عائلة وتقع المستوطنة في وسط قطاع غزة وهي منقطعة عن كل كتلة استيطانية إسرائيلية أخرى..ونتساريم محوطة بوسائل دفاعية من كل اتجاهاتها.. وكذا المنطقة الزراعية لنتساريم المنفصلة عن المستوطنة نفسها، تعتبر جزءاً من مجال الحماية للجيش الإسرائيلي.. وحول المستوطنة تنتشر أكثر من عشرة مواقع حراسة يشغلها جنود على مدى ال 24 ساعة .. ولهذا السبب فانه تحمي نتساريم بشكل جار كتيبة مشاة، وفي المكان ترابط سرية دبابات.. وفي الجيش الإسرائيلي يؤكدون أن الدفاع عن المستوطنة يستوجب نظام قوات من كتيبة وربما أكثر.. وحسب ضابط إسرائيلي كبير يتوجب الاحتفاظ في المكان بقوات كثيرة، وذلك انه بسبب انقطاع المستوطنة لا توجد إمكانية لتعزيز القوات في وقت قصير عند الحاجة.. فمثلا رحلة في دبابة من حدود القطاع حتى نتساريم تستغرق نحو نصف ساعة.. وإضافة إلى نشاط الحراسة الجارية والنشاط الميداني في مجال نتساريم تعمل الكتيبة بمرافقة المستوطنين من نتساريم إلى معبر كارني في حدود القطاع وبالعكس.. فسكان نتساريم لا يسمح لهم بالسفر إلى منازلهم في سياراتهم الخاصة..
وكل رحلة من وإلى المستوطنة تجري في باصات محصنة ومصفحة من الرصاص أو في شاحنات سفاري مصفحة بمرافقة وحدات من الجنود..
ومنذ بداية انتفاضة الأقصى قتل تسعة جنود إسرائيليين في مستوطنة نتساريم وعلى حدودها على يد فدائيين فلسطينيين.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved