فوز نادي الاتحاد في إحدى مباريات الدوري -حتى غير المهمة- سيعني وجود المئات من المتجمهرين على كورنيش جدة.. أما فوز المنتخب فسيعني آلاف المتظاهرين والمبتهجين بسياراتهم وأعلامهم ولافتاتهم في كل مدينة وقرية.
أما لو تعطلت بك سيارتك في طريق رئيسي فسترى بأم عينيك كيف سيتوقف السير من تجمهر عشرات الفضوليين، فما بالك إذا كان هناك حادث مروري فيه جرحى ومصابون.
ذلك هو وضعنا الاجتماعي وتلك هي طبيعة الكثيرين منَّا، ولذا لم يكن غريباً أن يتجمع أولئك الغوغائيون والمتظاهرون في بعض المواقع بعد أن تحدد الزمان والمكان لإقامة التجمعات والمسيرات الفوضوية والتي دعا إليها -وعلى مدى عدة أيام- الباحثون عن الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وسار خلفهم الفضوليون في أعداد محدودة لا تتعدى أعداد ملاحقي أحد المفحطين في شارع من شوارع الرياض!!
إن مثل تلك التجمعات المرفوضة بالطبع - مهما كان حجمها صغيراً ومحدوداً- يجب ألا نعيرها كل ذلك الاهتمام أو أن نضعها في أكبر من حجمها الحقيقي، فهي لا تعدو أن تكون «فقاعة صابون» ستنتهي وحدها خاصة إذا كان منظِّروها والقائمون عليها بلا هدف ولا مشروع إستراتيجي واضح، وما يقولونه ويرددونه لا يختلف عما ينشر في الصحف المحلية وتتناوله قنواتنا التلفزيونية وما يقال ويتداول في مجلس الشورى ومركز الحوار وما يناقش في منتدياتنا الرسمية ولكن وفق أسلوب علمي متزن يتصف بالصراحة والوضوح والشفافية في طريق الإصلاح الحقيقي الذي ينشده المصلحون المخلصون دونما حاجة إلى بث الفوضى وإثارة البلبلة والأقاويل التي سيستغلها الأعداء لكيل المزيد من التهم والضغوط على بلادنا التي يجب أن تتظافر فيها الجهود وتتوحَّد الكلمة والصف وأن يربأ أبناؤها بأنفسهم أن يكونوا أداة سهلة وساذجة ورخيصة في أيدي الأعداء يحركونها وفق ما يريدون.
|