وزارة التربية لا تكافيء المخطئ

في عدد الجزيرة رقم 11320 وتاريخ 29/7/1424هـ قرأت تعقيباً بعنوان «حول المعلم الذي حسم من راتبه.. هل هذا «التحويل» عقاب ام ثواب» للاخت طيف احمد من ثرمداء.
ولقد كان الموضوع الذي عقبت عليه عن معلم تم عقابه بتحويله إلى عمل إداري. وحيث أن الاخت طيف فهمت العقاب خطأ فأنني اوضح لها ما يلي:
اولاً: إن وزارة التربية والتعليم لا تعاقب المخطىء «بالمكافأة» وأعني بذلك تخفيف العمل الموكل إليه او تغييره إلى الأسهل والا لكان هذا سلوك كل من يريد تخفيف عمله إلى الأفضل ويكون مبدأ التهاون هو السبيل الى الوصول إلى ما يريده المعلم. ولكن هناك عقاب مثل «الحسم - النقل - التحويل - الحرمان من العلاوة السنوية - الحرمان من الدورات والمشاركات وغيرها مما يفيد المعلم.. ثم اخيراً الفصل اذا تطلب الامر ذلك وكان ا لخطأ كبيراً.
ثانياً: لقد فهمت الاخت طيف ان معنى تحويل المعلم إلى عمل إداري المقصود به هو أن يعمل في المدرسة براتبه السابق وعلى المستوى الوظيفي للمعلمين الذي يشتمل على بدل التدريس 30% ولو كان هذا عقاباً لوجدنا معظم المعلمين يبحثون عن هذا العقاب ليأخذوا رواتبهم دون عمل داخل المدارس.
لان المدرسة يعتمد العمل فيها بالدرجة الاولى على التعليم داخل الصفوف الدراسية.
اما الأعمال الإدارية فلا تشكل سوى 10% فقط ويقوم بها عادة كتاب على درجات وظيفية صغيرة او مدير المدرسة والوكيل واحياناً يساهم في ذلك المرشد الطلابي وأمين المكتبة ورائد النشاط وبعض العاملين على السلم الوظيفي التعليمي ممن يستوجب التخفيض لهم مقابل اعمال ادارية تهم الطالب نفسه.
ثالثاً: معنى التحويل هو العقاب بعينه وليس مكافأة.. لان المعلم سيتم تحويله من «المستوى» الى الوظيفة الإدارية اي أن راتبه بدلاً من 8000 ريال مثلاً سيصبح تقريباً 5000 ريال او اقل حسب المرتبة التي تعادل شهادته وخبرته مع حذف يدل التدريس منه والبالغ 30% فأين الثواب وقد تم تخفيض راتبه.
كما ان عمله لن يكون داخل المدرسة بعد التحويل وسيكون في احدى اقسام ادارة التربية والتعليم او الوزارة حسب الحاجة اليه ويكون هذا عقاباً يبقى في ملفه وربما اثر ذلك على ترقيته مستقبلاً في حالة المفاضلة مع غيره ممن يستحقون الترقية وتكون سابقة وظيفية في عمله مالم يعدل من سلوكه الذي استوجب هذا العقاب.
ومع ذلك فان العقاب داخل المدارس من قبل وزارة التربية والتعليم لا يشكل سوى اقل من 1% لان هناك قنوات كثيرة وسبل يتم اتخاذها مع المعلم سواءً من مدير المدرسة او الزملاء او المشرف التربوي والاداري وغيرهم حتى مدير التعليم نفسه يساهم في حل المشاكل واسداء النصح والبحث عن الاسباب التي جعلت المعلم يتهاون في عمله وبعد ذلك يكون العقاب بعد أن تستنفذ جميع الوسائل وكما يقول المثل «آخر الطب الكي»
واخيراً فان كل معلم يتم عقابه فانه يستحق العقاب لان مجالات التسامح كثيرة وتقدير الظروف للمعلمين اكثر وهذا كله حق بعد خبرة اكثر من 20 عاماً في مجال التعليم ويبقى دور المعلم ليستشعروا اهمية الامانة التي حمل اياها ويعتبر ان هؤلاء الذين يجلسون امامه على مقاعد الدراسة هم ابناءه ويكفي هذا الاحساس ليكون مخلصاً في اداء عمله على أكمل وجه.