Monday 27th october,2003 11351العدد الأثنين 1 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حلول سريعة للمساهمة في معالجة البطالة حلول سريعة للمساهمة في معالجة البطالة

قرأت سلسلة التحقيقات التي اجرتها جريدة «الجزيرة» حول مشكلة البطالة وآثارها وحلولها المقترحة.. وما اورد فيها من احصائيات مهمة تعطي دلالة مباشرة على حجم هذه المشكلة.
لا تزال البطالة والتوظيف هاجسا يؤرق ابناء الوطن.. وخصوصا خريجي الجامعات.. «مخرجات الجامعات» التي يجب ان تجد سوقا لها من ابناء الوطن اعتقد انه في حالة اجراء دراسات بسيطة جدا .. ووضع برامج «الزامية» فستنحل عقد التوظيف لآلاف الشباب.. مشكلتنا هي اننا نتحدث.. عن البطالة.. ولا ندري ماهي المشكلة.. لابد ان نحدد المشكلة ومن اين جاءت ثم نبحث عن الحلول والبدائل لها.. اي مشكلة في العالم لابد من تحديدها اولا ثم البحث عن العلاج المناسب لها.. مشكلتنا.. اننا نخوض في آلاف المشاكل.. ولا نعرف من اين نبدأ.. من اين نسلك الطريق، كل تائه في الطريق هناك هدف له لابد من الوصول اليه.. واذا استخدم حواسه التي اعطاه اياها الله سبحانه وتعالى ثم استخدم الاجهزة المعنية له فقد ذلك سيصل إلى هدفه.. لا اشك اننا قطعنا شوطا في هذا المجال.. وما مجلس القوى العاملة الا خير دليل على ذلك.. وصندوق التوظيف التابع للقوى العاملة ايضا جهد رائع وبرامج التدريب المشترك التي تجريها الغرف التجارية كذلك هي ثمرة جهد متميز اثمر عن تدريب وتوظيف مئات الشباب ولكن هناك مجالات لابد من دراسة توظيف الشباب بها ومنها.
التعداد السكاني
هناك آلاف من الخريجين المؤهلين في كل التخصصات والذين تخصصوا في مجالات عديدة تخرجوا منذ سنوات ولم يجدوا وظائف لهم وخصوصا المعلمين.. الذين يتخرجون من جامعاتنا سنويا بالآلاف ويظلون بانتظار تعيينهم في وظائف تعليمية.. وهم لاشك صفوة ابناء الوطن.. فلديهم حصيلة علمية جيدة في مختلف المجالات.. ولاشك ان التعداد السكاني احد هذه المجالات التي يمكن توظيف مثل هؤلاء المؤهلين فيها فالتعداد السكاني هو اساس التنمية وبحاجة الى فئة مدربة ومؤهلة في اعمال تعداد السكان والمساكن.. فئة لديها احساس بأهمية مثل هذا التعداد لخطط التنمية.. ولاشك ان هؤلاء الخريجين هم اول من يعرف هذه البديهة.. لماذا تلجأ وزارة التخطيط الى معلمين هم على رأس العمل ويتعاونون مع الوزارة في هذا المجال.
يجب ان تعطى الاولوية في مثل هذا الى المعلمين الذين هم بانتظار التعيين .. حيث انهم اولا متفرغون لمثل هذا العمل.. فهم بالطبع ليسوا كمثل المعلم الذي يكون مشغولا في مدرسته وبالتالي فان المعلم على رأس العمل اما ان يضحي بطلابه ويقوم بالتعداد على حساب اعداد دروسه وتعليمه.. او انه يؤدي عمليات الاحصاء بشكل غير دقيق.. وبالتالي التأثير علي الاجمالي الكلي لعمليات الاحصاء مما يعطي ناتجا غير دقيق.. بالطبع سيؤثر على خطط التنمية التي ستأتي بشكل غير مدروس.. اما المعلم المتفرغ.. فانه سيعطي كل وقته لمثل هذا العمل ويدقق في جميع حساباته.. ويأخذ جرعات تدريبية في عمليات الاحصاء السكاني.. واذا اعطى الاولوية في التوظيف بمجالات الاحصاء فسيكون هذا تعويضا له عن التعيين المبكر في التعليم.. ويمكن ان يكون هذا الاحصاء بشكل سنوي حيث يقوم هؤلاء المعلمون غير المعنيين بتحديث بيانات الاحصاء بشكل سنوي وبالتالي الحصول على نتائج دقيقة للاحصاء ستؤثر حتما على كل خطط التنمية التي هي بحاجة الى ارقام دقيقة ويشكل وقت فراغ هؤلاء سيكون لها ناتج اكبر منها حيث ان عملهم سيكون لنا معلومات دقيقة وشاملة.
أئمة ومؤذنو المساجد
هناك ايضا مجال آخر لتوظيف هؤلاء الخريجين الذين ينتظرون لسنوات صدور قرار تعيينهم في وظائفهم.. وخصوصا خريجي كليات الشريعة واصول الدين هناك مجال خصب لتعيينهم ائمة ومؤذنين في المساجد.. ان هؤلاء الخريجين نالوا قسطا وافرا من التعليم الديني الفقهي وحفظوا القرآن الكريم.
فلو تم تعيين هؤلاء في وظائف مؤقتة حتى صدور قرارات تعيينهم لافادوا واستفادوا.. بدلا من وجود ائمة ومؤذنين على وظيفتين.. لو تم تعيين خريجي كل مدينة او قرية في مدينتهم او قريتهم لكوّن لنا شيئا رائعا في مدينة ما لنفترض ان عدد المساجد 30 مسجدا فهذا يعني تعيين 60 خريجا ولنفترض ان من الممكن تعيينهم في هذه المساجد هو نصف هذا العدد «30» ولنفترض على اكثر تقدير ان عدد الخريجين من هذه المدينة من كليات دينية او لغة عربية 20 خريجا لامكن توظيف كل هؤلاء بسهولة..
ألا ترون ان هناك من يأتي لمهنة الآذان والامامة وهما من اجل واشرف المهن.. لانها خدمة للدين.. يأتي اليها عمالة وافدة يؤذنون أو يؤمون بلغة ركيكة مكسرة.. هل ننتظر من هؤلاء ان يخدمونا حتى في ديننا.. وهم لا يحسنون اللغة العربية لغة القرآن الكريم، اتمنى ان تلتفت وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف لهذه المقترحات.

م. عبد العزيز بن محمد السحيباني

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved