إن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام ولكنه لا يعتبر فرضاً وركناً على المسلم إلا عند بلوغه، وهذه النقطة مهمة جداً فلا يلزم الطفل بالصوم إلا عند بلوغه ومقدرته على ذلك لما يكون لديه من صعوبة في بعض الأحيان وخصوصاً إذا كان رمضان في الفصل الصيفي.
وبالنسبة لصوم الطفل المصاب بالسكر بصفة خاصة فانه لا يخلو من المشاكل التي قد يتعرض لها عند الصيام حيث إنه قد لا يحسن التصرف حيالها كونه صغير السن فيجب أن يكون السكر متحكماً به تحكماً معقولاً، ولعل من أحسن المقاييس لذلك هو نسبة الهيموجلوبين السكري HBAIC)) فقد تحصل المشاكل عند المصاب بالسكر عندما تكون نسبة المادة مرتفعة حيث إن المتوقع لهذه النسبة هي 6 إلى 8%.
التغيرات التي من الممكن أن تحدث أثناء الصيام
وإذا صام الطفل المصاب بالسكري فلابد من الالتزام بتناول الوجبات كاملة (الإفطار والسحور ووجبة صغيرة عند منتصف الليل) ولعلي أشدد على وجبة السحور في وقتها. وعند شعوره بالانخفاض فيجب عليه الإفطار في أسرع وقت ممكن حتى ولو بقي على وقت الإفطار دقائق معدودة، حيث إن الإنخفاض بالسكر قد يؤدي إلى أعراض سريعة قد تؤدي إلى الإغماء، وفي حالة كثرة التبول للطفل الصائم وشعوره بالعطش الشديد في أول النهار فمن الأفضل أن يفطر لكي لا يتعرض للجفاف، ولكن عند حدوث هذا قبل الإفطار بدقائق فلا بأس من الانتظار وإكمال الصيام.
تغيير جرعات الانسولين
وحيث إن الأطفال المصابين بالسكر هم عادة من المصابين بالنوع الأول من السكر المعتمد على الانسولين فلابد من الاتفاق مع الطبيب حول جرعة الانسولين، وذلك بتحويل الجرعة الكبرى من الانسولين والتي من المعتاد أخذها في الصباح إلى وجبة إفطار عند المغرب، وتحويل الجرعة الصغرى إلى ما قبل السحور، مع ملاحظة أن كمية الانسولين عند السحور يجب أن تقلل إلى النصف أو على الأقل الثلثين، أما من هم على برنامج علاج الانسولين المكثف فلا بأس من أخذ جرعة الانسولين العكر عند الأفطار مع الانسولين الصافي (السريع) عند الإفطار وعند الوجبات الأخرى كما يجب ترتيب اليوم الأول من رمضان وأول يوم العيد بالاتفاق مع ما يقترحه الطبيب بناءً على تلك القواعد العامة.
(*) استشاري طب الأطفال وأمراض الغدد وكبير الأطباء بالمركز والأستاذ بجامعة الملك سعود
| 
