تزخر وسائل الإعلام بزخم هائل من الثقافات المختلفة والمعلومات القيمة سواء أكانت هذه الوسائل مسموعة ام مقروءة أم مرئية وإن كانت هذه الوسائل جميعها شعلة متقدة لا يمكن الاستغناء عنها، إلا أن الإذاعة تقدمت بشكل ملحوظ بما تبثه من برامج قيمة ومعلومات مفيدة وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على اهتمام وزارة الإعلام بالإذاعة فهي لاتألو جهدا في سبيل الرقي بمستوى البرامج فهذه تباشير الخير تلوح من خلالها لتذلل الصعوبات وتحولها الى واقع يعيشه الناس.
وإن كنت اتحدث في مطلع حديثي عن الإذاعة بشكل عام فلا أنسى في ثنايا حديثي أن أعرج على برنامج محبب للنفوس اكتسب رضا الجمهور تغلغل في دواخلنا واكتسى بالرونق والبهاء إنه برنامج (سواليف ليل) الذي يبث في وقت متأخر للأسف من مساء كل يوم أحد، هذا البرنامج تألق في سماء الابداع لأن هناك سواعد فتية ترعاه ومواهب مبدعة تنميه وضيوفاً يزيدونه جمالا وتألقاً.. فمقدمته المذيعة المتألقة دائما كما هي عادتها نوال بخش تضفي دائما البسمة والبهجة على برامجها ويشاركها ايضا هذا التألق الاستاذ المبدع عبدالمحسن الحارثي الذي دائما ما يثري اللقاء بأسئلته الظريفة والخفيفة واللطيفة على الضيف.
وفي الحلقة الأخيرة استضاف البرنامج شخصية مرموقة لها من الابداع الشيء الكثير فهو معلم وإعلامي ومثقف في آن واحد حمل مشعل العلم سنوات كثيرة ربى وعلم وخرج السواعد الفتية، له بصمات لن تنسى إنه الاستاذ الفاضل عبدالهادي الطيب.. الذي كان حقيقة مكسباً للبرنامج فقد كان اللقاء معه باقة تفيض بالمعلومات التي أفادت السامع وأثرت معلوماته.ذكر محطات رحلته في حياته التي أشبه بحبات عقد متناثرة فتعلمنا منه ومن خلال تلك الحلقة الصبر ومكابدة المصاعب كما كابدها في بداية انطلاقته على هذه الأرض المباركة التي تربو على ثلاثين عاماً أو تزيد.كانت رحلته التعليمية سيلاً من المصاعب ولكنه استفاد منها الصمود ليكون مدرسة للأجيال يعلمهم الحكمة والصبر والصمود ومواجهة تيارات الحياة بكل شجاعة وثبات إنه حقيقة موسوعة علمية لمن أراد الزيادة والاستزادة.
إنّ ما قلته في حق الاستاذ عبدالهادي غيض من فيض وقليل من كثير فهو قد زاد البرنامج تألقا بكلمته الهادفة ورأيه الصادق وحكاياته الطريفة التي زرعت الابتسامة على شفاه كل من سمع الحلقة.وأخيرا.. إن هذا البرنامج ركن دافئ يجد فيه المستمع راحة نفسه وهدوء مشاعره وخصوصا أنه يذاع في الليل حين يخيم الهدوء ويتسلل الظلام الى الوجود مما يحدو بالسامع إلى متابعته دائما فأتمنى أن يبقى لنا مناراً مضيئاً وحصنا دافئاً لكل موهوب ولكل مثقف ولكل من يستحق أن يكون ضيفاً على هذا البرنامج الشيق.
وفق الله القائمين عليه إلى كل خير وصلاح.
|