رأى شارون أن من المناسب الإعلان عن إقامة جدار عازل آخر يضع الضفة بكاملها تحت الحصار الاسرائيلي ويقضم أجزاء أخرى منها وذلك بعد أيام من استخدام أمريكا حق النقض «الفيتو» لمنع إدانة إسرائيل في مجلس الأمن الدولي بسبب بنائها الجدار العازل كما يطالبها القرار الذي أحبطه الفيتو بوقف بناء الجدار.
وفي الجدار الجديد الذي يمتد في غور الأردن شرقي الضفة يتم إلى جانب مصادرة المزيد من أراضي الضفة السيطرة على أحواض مائية وتحويل المدن والقرى في الضفة إلى سجن كبير.
ويشير الجدار الجديد وبطريقة مباشرة إلى القضاء على آمال قيام الدولة الفلسطينية، فهو وسابقه لم يتركا مساحة لكي تقام عليها هذه الدولة، وهي عنصر أساسي في أي تسوية.
وتحرص إسرائيل على استغلال أي فرصة لترسيخ وتأكيد سرقتها لأرض الفلسطينيين، وتهيئ الولايات المتحدة على الدوام مثل هذه الفرص لاسرائيل من خلال منع إدانتها وباللجوء إلى الفيتو لحمايتها من غضبة العالم.
ومن خلال أساليب الحماية المختلفة والتغطية التي تقوم بها أمريكا لجرائم إسرائيل، فان الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ذاتها لإحلال السلام لا تصادف النجاح لأنها تحمل في طياتها عوامل الفشل والمؤشر الأكبر على ذلك هو هذا الانحياز الأعمى لاسرائيل وسياستها الإجرامية.
ولن تستطيع كل إجراءات العزل بما فيها من جدران ومحاضرة ونقاط تفتيش حماية إسرائيل من هؤلاء الفلسطينيين الذين يطالبون بحقوقهم ويسعون إلى الانتقام لقتلاهم الذين تحصدهم آلة الموت الاسرائيلية صباح مساء.
فالعمليات الفلسطينية في العمق الاسرائيلي دليل على فشل القوة العسكرية في تحقيق الأمن لاسرائيل، ولعل الهجوم الفلسطيني الخميس الماضي على معسكر يحرسه لواء كامل من الجيش الاسرائيلي هو خير دليل على تهاوي حجة القوة التي يمكن ان تجلب الأمن.
ولا سبيل أمام إسرائيل سوى الانصياع لحقائق الأوضاع والتجاوب مع متطلبات السلام العادل والشامل وعندها فقط تستطيع أن تنعم بالأمن عندما يشعر الفلسطينيون انهم يستعيدون حقوقهم وأن هناك أملاً يستوجب التعلق به.
|