يا وزير العلم هل من شرعة
تمنع التعليم عن ذات الخبا
إنها في ذاتها مدرسة
إن خبيثا أنجبت أو طيبا
|
عبدالله بن خميس
الأبيات السابقة قالها الوالد «متعه الله بالصحة والعافية» عندما كانت الحرب في أوجها ضد تعليم المرأة، وعندما كانوا يطوقون مدارس البنات ويحرقونها.
ويذكر الأستاذ محمد القشعمي، في مقالة له نشرت في المجلة الثقافية التي تصدر عن صحيفة «الجزيرة» بعض المواقف التي مرت على من طالبوا بتعليم الفتاة، والتي أصبحت الآن مُلَحاً وطُرَفاً تروى على حين كانت في وقتها حرباً شعواء.
فيذكر بأن الأديب «عبدالكريم الجهيمان» متعه الله بالصحة والعافية، قد نشر في صحيفته مقالاً عن تعليم المرأة، وقد قامت زوبعة من محدودي التفكير حول هذا المقال الذي نشره تحت اسم مستعار وتعرض للمساءلة من قبل لجنة، قالت له «أما تعلم بأن الدعوة لتعليم الفتاة سابق لأوانه» واليوم ما برحنا نسمع كثيراً كلمة «سابق لأوانه».
ويورد حكاية للأديب - رحمه الله- أحمد السباعي فيقول السباعي «كنت متحمساً لتعليم الفتاة بشكل حاد، فأنشأت أكتب في إسهاب، محبذا تعليمها بشكل أثار عليّ حفيظة الكثير وعرضني للنقد اللاذع فرأيتني أتحايل على الفكرة، شرعت أكتب بتوقيع فتاة فصولاً متسلسلة جعلت الفتاة فيها تصف نشأتها التعليمية وما نالها من عناية أبيها وأخيها حتى وقت معنى الحياة». واليوم أولئك الذين كانوا يؤججون أوار الحرب ضد المرأة وتعليمها (هم أنفسهم أو الجيل الثاني منهم، ويتأبطون ملفات بناتهم المتخرجات في المؤسسات التعليمية التي نشأت رغم اعتراضاتهم ويبحثون عن الواسطات التي تجد لبناتهم مقعداً في الجامعة أو وظيفة في سلك التعليم
ولكن دائماً كما عودنا التاريخ، لكل عصر رواده ونسوره.
|