** العلاقة بين المملكة وباكستان.. علاقة ضاربة في الجذور.
** هي ليست وليدة اليوم.. وليست علاقة مصالح أو تبادل منافع.. بل علاقة أخوية عميقة.. كما أشار سمو ولي العهد في كلمته الضافية أمام البرلمان الباكستاني عن حجم وعمق تلك العلاقة وأبعادها بين الشعبين الشقيقين.
** وللحقيقة.. منذ نصف قرن.. وهو حجم وعيي شخصياً بكل ما هو حولي من أحداث.. كنت أتابع تلك العلاقة الأخوية العميقة.. لأجدها في كامل عافيتها في كل وقت.. ولم أسمع في يوم من الأيام أنها اهتزت أو ضعفت أو تراجعت أو ترنحت كما هو شأن أي علاقة أخرى بين أي بلدين آخرين.
** سمو ولي العهد حفظه الله.. جدد هذه العلاقة بتلك الزيارة التاريخية، وجسدت الكلمات التي ألقاها سموه هناك.. جانباً مهماً من تلك العلاقة الكبيرة.. حيث سلَّط سموه الضوء على جوانب مهمة من تلك العلاقة.. ومن أبرزها.. تاريخ هذه العلاقة وجذورها ومرتكزاتها.. وأنها لم تكن في يوم من الأيام علاقة مصالح أو منافع.. بل علاقة أخوة أشقاء ومصير مشترك واحد.
** لقد عكس ذلك الاستقبال الضخم المهيب الذي وجده سمو ولي العهد في الباكستان.. جانباً آخر من تلك العلاقة.. حيث تجلَّى بوضوح.. حجم ما يكنه الشعب الباكستاني للمملكة من ود ومحبة ومكانة عظيمة في النفس.
** وباكستان.. واحدة من أكبر وأهم الدول الإسلامية وأكثرها حضوراً ودوراً وتأثيراً.. ومن أكبرها مكانة في العالم كله.
** وباكستان.. تُعد اليوم.. دولة عظمى بما تملكه من امكانات وقدرات.. ليس منها فقط.. القنبلة النووية الإسلامية الأولى.. ولكن لاعتبارات أخرى أكبر من ذلك.
** وباكستان.. دولة سعت وتسعى منذ سنين إلى الحفاظ على السلم العالمي والإقليمي.. ودوماً كانت رسالتها.. رسالة سلم.. ودورها كان دوراً عقلانياً.. ولذلك.. لم تنجر الباكستان.. ولم تتأثر أمام الاستفزازات التي تجدها هنا أو هناك.. سواء من جيران أو غيرهم.. بل ظلَّت كما عهدها العالم.. متماسكة تعكس حجم ما تحمله من عمق في الرؤية وبُعد النظر والعقلانية.
** وقد ظلت باكستان واحدة من أكثر الدول تأثيراً في المسيرة الإسلامية.. وظلَّت جزءاً لا يتجزأ من الأمة العربية.. بل تُعد اليوم وكل يوم وعلى امتداد التاريخ.. أقرب دولة للعالم العربي.. فقد احتضنت قضايا الأمة العربية ودافعت عنها في كل محفل.. وساندت الجهود العربية ووقفت معها.. وقدَّمت للعالم العربي.. أكثر مما قدمته بعض الدول العربية للعالم العربي.. ولو كان لي صوت.. لطالبت بضمها إلى الدول العربية سريعاً.
** إن الذي تابع فعاليات الزيارة التاريخية التي قام بها سمو ولي العهد لباكستان.. يرى بوضوح.. حجم العلاقة الباكستانية - السعودية.. وتجسدها أكثر وأكثر.. تلك الكلمة العميقة.. التي ألقاها سموه أمام البرلمان الباكستاني.. وكيف كان تفاعل الباكستانيين معها.
** نعم.. وكما قال سموه أمام البرلمان «باكستان سندباد».. تعيش باكستان.. وتحيا باكستان.
|